من منزل مهجور إلى مكتبة تضم 3 آلاف كتاب بـ20 لغة
فرات العموش - عمّان
غيث بحدوشة، شاب هاوي لجمع الكتب، بدأ بممارسة شغفه من خلال خَلق مساحة ثقافية تُحفّز المجتمع المحلي على القراءة، يستهدف فيها كافة الأعمار من مختلف شرائح المجتمع والسياح، في مبادرة منه لنشر ثقافة المطالعة والعِلم ومعرفة قيمة الكتاب.
بدأت مبادرته من جبل اللويبدة في إحدى شوارع العاصمة عمّان، منذ ثلاث سنوات، كُتُب رتَّبها على صندوق سيارته، بعد أن قام بتجميعها من دور نشر ومتاجر بيع الكتب والمراكز الثقافية، حُلم يتحقق ويرى النور تدريجيا، هواية تطوّرت بعد عشرة أشهر من بيع كُتب كانت تفترش زجاج سيارة غيث العتيقة، لِيُعلن مع نهاية عام 2016 إنطلاقته الثانية عندما انتقل لبيع الكتب في غرفة صغيرة، هي جزء من مبنى قديم،
كُلّها كانت خطوات تمهّد للحُلم الأكبر، والوصول إلى إنشاء مكتبة غير تقليدية متعددة الأغراض والأهداف.
في شهر شباط من مَطلع العام الحالي أفتتحت مكتبة "كون" بِحُلّتها الجديدة، مقابل غرفة تجارة وصناعة مأدبا، وبإنضمام الشاب قيس للعمل مع غيث، حوّل الشابان منزلاً مهجوراً في مأدبا إلى مكتبة يقصدها القراء.
المكتبة ترى النور، بزوايا متشعبة، واستغلال لإحدى البيوت المهجورة المُطلة على حديقة واسعة في مأدبا، وبجهود جبارة حوّل الشابان المكتبة إلى مكان يزخر بالعلم، لِينهل زوّارها من بحور المعرفة ما لذ وطاب وسط مجموعة كبيرة من الكتب تتوزع ما بين الأدب، والشعر، والنقد الإجتماعي، والروايات، وكتب أخرى قديمة جداً ونادرة، بالإضافة للكتب العلميّة متضمنة كتب متخصصة في الطب والهندسة والقانون، وأدب الإنجليزي، وكُتب لتعليم اللغة الفرنسية والألمانية جذبت اهتمامات الكثير وخاصة طلبة المدارس، هذا وتتجنّب الكتب في محتواها التطرق للجانب الديني.
انها مكتبة بمثابة نموذج مدهش للعمل الريادي، من "لا شيء" سوى الامل والارادة يتم تجهيز مكتبة غير تقليدية تعتمد في أثاثها بصورة كاملة على إعادة التدوير، وعلى الموارد المحلية.
بالإضافة لوجود حديقة كبيرة تلتَف حول أسوار المكتبة، يتم استغلالها في زراعة العديد من الخضروات والفواكه التي تُجنى فيما بعد من الحديقة، ويُصنع من خيراتها المُربّى والعديد من الأطباق المحلية في مطبخ مكتبة كون، والذي أُطلق عليه اسم "المطبخ الإجتماعي".
وتحوي المكتبة غرفة مخصصة للدراسة والقراءة والوصول إلى الشبكة العنكبوتية، بأسعار تشجيعيّة.
"كون" تضم مجموعة كبيرة من المتطوعين الشباب، من المحافظات، وأوروبا، وهُم من فرنسا وكندا وعمّان والزرقاء، يتواجدون لتقديم أفضل الخدمات للزوّار، ويتخذوا من غُرف المكتبة موطناً جديداً لهم.
بالإضافة لوجود "كافيه" في المكتبة يقدّم المشروبات الساخنة، القهوة والشاي والأعشاب الطبيعية، يجلس فيه الأصدقاء من دول عربية وغربية، يتبادلون أطراف الحديث لمناقشة الروايات الأدبيّة، وتنظيم الندوات الحوارية، والجلسات النقاشيّة.
يُذكر أن المكتبة توفّر خدمة تبديل الكتاب المباع بكتاب آخر، مقابل لا شيء، شريطة أن يعود الكتاب المُسترد بحالة جيّدة.