مخيمات الحسكة تضيق بالنازحين … !!!

نبض البلد -

زاوية سناء فارس شرعان

 

المعارك التي شهدتها منطقة شرق الفرات بمحافظة دير الزور السورية مؤخرا بين آخر جيب من تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية مدعومة من التحالف الدولي تسببت بتدمير البنية التحتية للمدن والقرى في محافظة دير الزور، ما ادى الى نزوح مئات الالآف من المدنيين من سكان تلك القرى بالاضافة الى زوجات وابناء مقاتلي داعش الذين قتلوا في هذه المعارك او فروا من المنطقة او سلموا انفسهم لقوات سوريا الديمقراطية..

فقد كشفت المعارك التي دارت رحاها شرق الفرات ان مقاتلي داعش لم يكونوا اعداد قليلة وانما عدة آلاف تمركزوا في الجيب الآخر وكانوا على استعداد للقتال حتى النفس الأخير الأمر الذي يفسر ضراوة المعارك وشراسة القتال في شرق الفرات نظرا لضيق مساحة المنطقة التي بقيت بحوزة داعش وكثرة المقاتلين من جهته علاوة على المدنيين الذين اختبأوا في المنطقة خشية القتال

ويدعم هذا القول قوافل الحافلات التي كانت تقل آلاف المدنيين من المنطقة الى مخيمات الحسكة التي لم تكن تضم سوى بضعة الاف الا ان القتال الأخير في آخر مواقع داعش ضاعف اعداد ساكنيها اضعافا مضاعفة

فاطفالداعش ونساؤهم انشئ لهم مخيم في منطقة الحسكة لإيوائهم الى ان تنتهي الحرب ويبحث مصيرهم سواء باعدامهم او سجنهم او مقايضتهم بقوات سوريا الديمقراطية او جيوش الدول المشاركة في الحرب على داعش.

عدد ابناء داعش وزوجاتهم في هذا المخيم تضاعف كثيرا بحيث وصل الى مئة الف نسمة وما زالوا يزدادون يوميا من خلال قوافل العائلات التي تقلهم يوميا من مواقع القتال الى مخيمات الحسكة.

وبالاضافة الى المخيم الذي تقيم فيه عائلات داعش هناك مخيم آخر في الحسكة يقيم فيه النازحون الذين فروا جراء القتال من مناطق الجزيرة شرق الفرات والذي ازداد عدد سكانه طوال القتال مع داعش بحيث اصبح عدد نزلائه من النارحين نحو ٥٠ الف نسمة يتكدسون في خيام تضيق بهم ولا تكاد تستوعبهم ما يزيد من حجم المخيمات واتساعها بحيث تمتد يوما بعد يوم نظرا لأن النارحين يتدفقون اليها ..

ولا يتوفر في هذه المخيمات ادنى متطلبات الصحة والسلامة العامة بما في ذلك المياه الصالحة للشرب، رغم ان منطقة شرق الفرات غنية بالمياه الوفيرة من روافد الفرات وسهوله الغنية بالحبوب والاشجار المثمرة والخضار والفواكه ..

مخيمات الفرات بحاجة الى تنظيم وتوفير البنية التحتية فيها والخدمات الصحية بالاضافة الى المساعدات الانسانية التي تتبرع بها المنظمات الانسانية ولكنها لا تصل الى سكان المخيمات جراء تعرضها لعمليات السطو والنهب من الجيش السوري الذي لا يحافظ على النازحين ولا يسمح بوصول المساعدات الانسانية اليهم … !!!