اوساط قيادية تتوقع ازدياد حجم الضغط على الفلسطينيين لتمرير الصفقة
نبض البلدـ وكالات
يجري مسئولون كبار في القيادة الفلسطينية في هذه الأوقات اتصالات مع عدة أطراف عربية للعمل على إفشال زيارة جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، والتي يريد من خلالها تسويق خطة "صفقة القرن" من الناحية الاقتصادية، والتي تحابي "إسرائيل" على حساب الثوابت الفلسطينية.
وتفيد المعلومات المتسربة من رام الله، أن الاتصالات سواء التي أجريت خلال لقاءات سابقة للرئيس محمود عباس ومساعديه، وتلك التي تجري حاليا مع جهات عربية، تشمل التأكيد على الموقف الفلسطيني الرافض لتلك الخطة، وعدم التجاوب معها مستقبلا تحت أي ظرف من الظروف.
وبشكل رسمي طلب المسئولون الفلسطينيون من نظرائهم العرب، الذين سيلتقون بالموفدين الأمريكيين، عدم التعاطي مع المقترحات الجديدة بشأن "صفقة القرن" من الناحية الاقتصادية، وتوجيه الدعم العربي بشكل مباشر للفلسطينيين والقدس من أجل دعم صمودهم، وعدم التعاطي مع خطة الدعم التي تأتي في سياق التحرك الأمريكي لتمرير الصفقة.
وبحسب مسئول فلسطيني مطلع، فقد زار عدد من مساعدي الرئيس عباس عواصم عربية "بشكل غير معلن" خلال الأيام الماضية، ضمن المساعي الرامية لـ"إفشال التحرك الأمريكي"، خاصة مع إعلان أمريكا بأن خطة السلام هذه ستطرح بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في "إسرائيل"، في شهر أبريل القادم.
وتفيد المعلومات، ان القيادة الفلسطينية لا تزال على موقفها المقاطع لأي اتصالات رسمية مع الجانب الأمريكي، بعد قرارات ترامب الأخيرة بشأن القدس، ونقل سفارة بلاده إليها، وما تلا ذلك من إغلاق لممثلية منظمة التحرير في واشنطن، وشطبه لملف اللاجئين والقدس من على طاولة المفاوضات، حسب الخطة التي أعدها فريقه الخاص بعملية التسوية.
لكن بالرغم من ذلك لا تخفي الأوساط القيادية الفلسطينية خشيتها من التحركات الأمريكية الحالية، وتتوقع أن يزداد حجم الضغط السياسي والاقتصادي على الفلسطينيين، في إطار مخطط واشنطن لتمرير الصفقة.
وفي السياق، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن أية خطة سلام تتجاوز الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها القدس بمقدساتها "لن تمر".
وأكد، أن "القرصنة الاسرائيلية بخصم أموال عائلات أبطال الشعب الفلسطيني لن تؤدي إلى التنازل عن القدس أو التفريط بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وستبقى هذه الحقوق على رأس أولويات القيادة الفلسطينية".
ووصف ما يجري طرحه بـ"المشاريع المشبوهة"، وأكد أنها ليست سوى للتضليل وذر الرماد في العيون، لافتا إلى أن طريق السلام سيبقى يمر فقط عبر قرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها وتاريخها وتراثها.
وشدد من جديد على ان صمود الشعب الفلسطيني سيبقى الصخرة التي تتحطم عليها كل المشاريع المشبوهة.
وأكد تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، أن الوظيفة الجوهرية لجولة الثنائي الأمريكي كوشنير وغرينبلات "ليست أكثر من محاولات تسويق اسرائيل في المنطقة ودعوة دولها الى القيام بخطوات تطبيع معها وفي الوقت نفسه يبيعها أوهام سلام كاذب".
ودعا الى ضرورة البدء دون تأخير أو مماطلة بخطوات على الأرض تفضي الى "التحرر من قيود أوسلو المذلة والمهينة”، وتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي وقرارات اللجنة التنفيذية بشأن تحديد العلاقة مع إسرائيل.