نبض البلد - خارطة طريق للشباب… استثمار أوروبي بمستقبل الأردن
الانباط - فيصل عربيات
في بلدٍ يشكّل فيه الشباب أكثر من 60% من إجمالي عدد السكان، لا يمكن النظر إلى الأردن إلا كأرضٍ غنية بالطاقة والأفكار والقدرة على التغيير.
ومن هذا المنطلق، أُطلقت مؤخرًا خارطة طريق للشباب بدعم من الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كمحطة مفصلية تسهم في بلورة الاستراتيجية الوطنية للشباب المرتقبة في المملكة الأردنية الهاشمية.
هذه الخطوة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث يواجه الشباب الأردني تحديات متشابكة تتعلق بالتعليم، وسوق العمل، والمشاركة في الحياة العامة، في مقابل فرص حقيقية يمكن تحويلها إلى قصص نجاح إذا ما توفّر التمكين والدعم المستدام.
وتحمل خارطة الطريق رسالة واضحة مفادها أن الشباب الأردني ليسوا مستقبل الوطن فحسب، بل حاضره الحقيقي، وأن إشراكهم الفاعل في الحياة السياسية والاقتصادية والعامة لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية ومسؤولية مشتركة.
وفي هذا السياق، جدّد الاتحاد الأوروبي التزامه بدعم الأردن عبر حزمة برامج نوعية، أبرزها تخصيص 300 مليون يورو لدعم قطاعي التعليم والتعليم العالي، إيمانًا بدورهما المحوري في بناء الإنسان وتعزيز تنافسيته.
كما أُعلن عن برنامج جديد بقيمة 10 ملايين يورو يهدف إلى تعزيز التعليم والتدريب المهني، ويتضمن توفير ألف منحة دراسية للشباب الأردني، ما يفتح آفاقًا أوسع للالتحاق بسوق العمل بمهارات عصرية تتماشى مع احتياجات الاقتصاد المحلي والإقليمي.
إن هذا التعاون الدولي يعكس الثقة المتواصلة بالأردن وبشبابه، ويؤكد أن الاستثمار في العقول هو الطريق الأضمن للاستقرار والتنمية. فحين يُمنح الشباب الفرصة، ويُتاح لهم الصوت والمساحة، يصبحون شركاء حقيقيين في صناعة القرار وبناء مستقبل أكثر عدالة وازدهارًا.
وبين الرؤية الوطنية والدعم الدولي، يبقى الرهان الأكبر على وعي الشباب الأردني وقدرتهم على تحويل هذه الفرص إلى إنجازات ملموسة، تليق بطموح وطنٍ لم يتوقف يومًا عن الإيمان بشبابه