فى مرحلة الترويض السياسي

نبض البلد -
د. حازم قشوع
 
ليس أمام قيادة غزة وحكومة نتنياهو إلا القبول بالمطروح المعد عبر برنامج زمني يمتد لثلاث سنوات يستهدف إعادة إعمار قطاع غزة الذي عهد للسيد توني بلير قيادته، وهو رئيس الوزراء السابق لبريطانيا والذي يحمل تاريخ يتحفظ عليه كثير من المتابعين، إلا أن شراكته مع الإمارات في المجالات الأمنية وقربه من كوشنير ودريمر جعلته المرشح الوحيد لاستلام زمام القيادة من اجل اعمار قطاع غزة، وهو المعطى الذي استدعى من القيادة السياسية لغزة القيام بإجراء تفاهمات مع الرئيس أردوغان لتسويق برنامج ترامب للسلام كما تم جلب نتنياهو وأركان حكومته لنيويورك تمهيدا للقاء الذي سيجمعه مع الرئيس ترامب بالبيت الأبيض يوم الاثنين القادم، وهذا ما يعني أن عملية التمهيد او الترويض السياسي قد بدأت لقيادات غزة فى تركيا وقطر كما لقيادات تل أبيب في نيويورك على قاعدة فقهية تقول أن لا اجتهاد مع ما تم التوافق عليه بين البيت الأبيض مع قيادات العالم العربي والإسلامي، وعلى الأطراف المعنية التقيد بنص الحكم ومضمون الاحتكام.
 
وهو الاتفاق المطروح على حكومة نتنياهو ضمن بنود جزء منها بات معلومة وآخر مازال لم يعلن عنه بعد، من أصل 21 بند استند برنامج عمل عمل القاضي بتنفيذ هذه الخطة، والتي يتم إسقاطها وسط ظروف ميدانية صعبه ومعيشية ضنكا على أهالي قطاع غزة، ووسط أجواء من التجويع ومناخات من الترهيب تلاحقها مقصلة التهجير لأهل قطاع غزة، وهذا ما صعب الظروف عليهم نتيجة عمليات النزوح التي ترافق مجريات الأحداث بالقطاع المكلوم، بينما تدخل حكومة تل أبيب لطاولة الإذعان للبيت الأبيض بعد أربعة أيام من وصولها للولايات المتحدة حتى تتم عملية الترويض السياسي لنتنياهو وحكومته ضمن برنامج مالي يقدمه الرئيس ترامب عبر هذا السياق يجعله قادر لإعادة بناء المدن الاسرائيلية المدمرة نتيجة حرب الجنون التى شنها ضد القيم الإنسانية لتكون المحصلة الناتجة عن ذلك وقوف العالم أجمع ضد سياساته بتعبير حي خرجت فيها كل الوفود من الجمعية العمومية أثناء إلقاء نتنياهو كلمته بالامم المتحدة بتعبير واضح قال له العالم أجمع "كفى هراء ايها الكذاب الاشر" كما وصف ذلك متابعين.
 
وفي حال تم طي الصفحة خلال الأسبوع القادم فإن قطاع غزة سيكون امام فجر شمس جديده من الامان والحريه، كما تؤكد فيه فلسطين للعالم من جديد أن أرض فلسطين لن تكون إلا عربية ولن يستطيع أحد من ترحيل سكانها بالترغيب أو التهجير، ذلك لأن فلسطين هي صخرة تاريخية تحمل الإرث العربي كما تحمل جغرافية مكانها المكنون بالحضاره الانسانيه التي جبلت منها آدمية الإنسان الفلسطيني، وهو يستعد لمرحلة جديدة بعد تحقيق انتصارات الصمود التي سطرها على الدوام الإنسان الفلسطيني في صموده على أرض البداية وعنوان النهاية.
 
ان الاردن الذي يأمل باجتياز مرحلة الترويض السياسي بنجاح كما يتطلع جميع المتابعين أن تكلل مساعيه الكبيرة وجهوده الحثيثة باجتياز المرحلة من أجل وقف العدوان عن الشعب الفلسطيني وواد سياسة الترحيل والتهجير ودفن مسألة اسرائيل الكبرى للابد، فإن الأردن سيبقى مثال السند الداعم لصمود الأهل في فلسطين كما فى القطاع، عبر حالة من الالتفاف الاردني حول عناوين القضية والذي دأب لتشكيلها منذ اليوم الأول للعدوان، والتي جاءت مقرونة بحاله تضامن دبلوماسي وسياسي وعربي وإسلامي واوروبي كما عند العالم أجمع، وهو ما جعلها تشكل حماية راسخة لفلسطين الانسان والقضية، حتى أخذ العالم ينشد عبرها انشودة فلسطين أيقونة الحرية، لتبقى فلسطين ماثلة للعيان تحمل صفة الأولوية عند الأسرة الدولية، على أمل أن يتجاوز الجميع هذه المرحله العصيبه التى تعيشها القضية لتنقل الضفة والقدس والقطاع لاسيما غزة الى منزلة الاعمار بعد الأنتهاء من مرحلة الترويض السياسي التي ستسبق الاعلان.