تحت رعاية سمو الأميرة سمية بنت الحسن، رئيس الجمعية العلمية الملكية، افتتح امس أعمال المؤتمر الدولي "هامبولت-كولّوك" الذي جاء بعنوان "تنمية العلوم المستدامة: تحويل الصناعات والمجتمع".
وتستمر فعاليات المؤتمر الذي تستضيفه جامعة جدارا بالتعاون مع نادي زملاء هامبولت الأردني ثلاثة أيام بمشاركة واسعة لممثلين من 24 دولة من علماء وباحثين وصناع قرار وطلبة من الأردن وألمانيا بهدف تبادل الخبرات وتعزيز الشراكات العابرة للتخصصات.
وفي كلمتها الافتتاحية، شددت سمو الأميرة سمية على أهمية الاستثمار في دبلوماسية العلوم كأداة لتوحيد الجهود الإقليمية، مؤكدة أن قضايا المياه والطاقة والبيئة ورصد الأوبئة والتقليل من مخاطر الزلازل يجب أن تكون من الركائز الأساسية للتعاون في الشرق الأوسط وجواره.
وأعربت سموها عن سعادتها بزيارة جامعة جدارا مستذكرةً مشاركتها في مؤتمر "هامبولت-كولّوك" عام 2022 والذي أقيم في الجامعة الألمانية الأردنية.
وأكدت سموها التزامها الدائم تجاه مجتمع هامبولت، واصفةً إياه بأنه "عائلة تجمعها القناعة بأن العلم في جوهره يجب أن يخدم الإنسانية".
وتطرقت سموها إلى الدور الرائد للجمعية العلمية الملكية في دعم مسيرة التنمية المستدامة في الأردن والمنطقة، مسلّطة الضوء على مشاريع عملية في مجالات الاقتصاد الدائري، والإنتاج الأنظف، والابتكار المائي، والطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، والكيمياء الخضراء، مشيرة إلى أن هذه الجهود قد انعكست إيجاباً على حياة الناس، سواء من خلال إضاءة الصفوف الدراسية لأطفال اللاجئين بالطاقة الشمسية، أو تمكين المزارعين من تأمين مياه لري محاصيلهم عن طريق الطاقة النظيفة، أو فتح آفاق عمل جديدة للشباب في مجالات الاقتصاد الأخضر.
وشدّدت الأميرة سمية على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات، مستعرضةً تجربة جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا واتفاقيتها مع وكالة "ناسا"، والتي فتحت المجال أمام الطلبة الأردنيين للمشاركة في أبحاث الفضاء العالمية موضحة أن استكشاف الفضاء ليس مجرد رحلة نحو النجوم، بل هو أيضاً جسر للتعاون بين الثقافات وتطبيق العلم لتحسين حياة الإنسان على الأرض.
بدوره، قال رئيس الجامعة الدكتور حابس حتاملة في كلمته أن تنظيم هذا المؤتمر بالشراكة مع نادي زملاء هامبولت في الأردن يعكس إيماننا العميق بأن دور الجامعات لا يقتصر على التعليم فقط، بل يتعداه إلى التصدي للتحديات الواقعية والمساهمة الفاعلة في دفع مسيرة التنمية المستدامة.
وأضاف انه انطلاقاً من التوجيهات الملكية السامية نؤكد في جامعة جدارا التزامنا بمواصلة دعم البحث العلمي والشراكات العالمية، وخاصة مع ألمانيا، وتطوير المعرفة التي تخدم الإنسانية.
وأشادت رئيسة القسم الثقافي والإعلامي في السفارة الألمانية لينا غرازيانو، بعمق التعاون العلمي الأردني – الألماني، مؤكدة على أهمية الشراكة المتميزة بين البلدين في تعزيز البحث العلمي والابتكار.
وأعرب رئيس نادي زملاء هامبولت الأردني وعضو هيئة تدريس في جامعة جدارا الدكتور مروان موسى عن تطلعه لتنفيذ المزيد من المشاريع في مجال البحث العلمي لفتح آفاق أوسع للتبادل المعرفي والخبرات بين المؤسسات العلمية. وأضاف موسى أن المؤتمر شهد حضور رؤساء ومجموعات بحثية دولية تعاونت مع الفريق الأردني وأثمرت عن عشرات الأبحاث المصنفة.
وشارك في المؤتمر متحدثون بارزون، من بينهم البروفيسور ديتر سويتر من جامعة "تكنيشه دورتموند" الذي عرض أحدث أبحاثه في التصوير بالرنين المغناطيسي، ورائد الفضاء الروماني دوميترو-دورين بروناريو الذي تناول تحديات وفرص استكشاف القمر المستدام.
ويجمع مؤتمر "هامبولت-كولّوك" نخبة من المتخصصين في مجالات الكيمياء والفيزياء والطاقة والهندسة وعلوم المواد والنانو والصيدلة وعلم الآثار والتعليم. ويعكس المؤتمر رؤية مؤسسة هامبولت في بناء علم قادر على الصمود في عالم متغير، ويستند إلى نجاح مؤتمر "هامبولت-كولّوك" لعام 2022 في مادبا، الذي أقيم تحت شعار: كيف نغيّر العالم من خلال العلم.