نبض البلد - القواعد السحرية العشرة للفشل..
هاني الدباس
في عالم الإدارة، ليس هناك ما هو أخطر من مديرٍ فاشل على رأس فريق عمل، فالمؤسسة قد تمتلك أفضل الخطط وأحدث الأنظمة وأقوى الكفاءات، لكن قائداً ضعيفاً ومديراً يفتقد إلى الرؤية وسعة الصدر، كفيلٌ بتحويل هذه الموارد إلى مجرد شعارات معلقة على الجدران.
المدير الفاشل لا يصنع نجاحًا، بل يزرع بذور الفشل في بيئة العمل .
سلوكياته تتكشف سريعًا: يستمد قوته من إضعاف موظفيه بدل تمكينهم، يرفض النقد وكأن رأيه هو الحقيقة المطلقة، يحارب الكفاءات القوية لأنه يراها تهديدًا، بل انه يناضل لطمس اي ملامح إشراق عند احد اعضاء فريقه، يغرق في التفاصيل الصغيرة ليخفي عجزه عن التفكير الاستراتيجي، أما العدالة عنده فليست مبدأ بل ورقة يرفعها حين تدعو مصلحته لذلك فقط، بينما المحاباة والتمييز والشللية والكولسة في الخفاء هي جوهر عمله.
الأخطر من ذلك أنه لا يكتفي بتدمير بيئة عمل موظفيه، بل يمتد أثره إلى رؤساءه ، فحين تُحاصره الأخطاء، يسارع إلى تلميع الحقائق، وإخفاء التقارير، وتحميل المسؤولية إلى (القرارات العليا). بل قد يصل به الأمر إلى نبذ مديره الأعلى والتلميح بتقصيره ليحمي صورته هو، حماية نفسه بالنسبة له أهم من حماية المؤسسة كلها.
هذا النمط من الإدارة يخلق بيئة عمل خانقة، حيث يخشى الموظف التعبير عن رأيه، ويفقد حماسه للإنجاز، ويكتفي بالحد الأدنى من الأداء على قاعدة لا تعمل لا تُخطأ، هنا يولد ما يسمى بالاستقالة الصامتة، حيث يبقى الموظف حاضرًا جسديًا لكنه غائب فكريًا وإبداعيًا.
الدراسات تؤكد هذه الحقيقة. ففي دراسة صادرة عن Gallup عام 2022، تبين أن 70% من أسباب استقالة الموظفين مرتبطة مباشرة بالمدير المباشر وسلوكياته، لا بسياسات المؤسسة أو رواتبها ، أي أن المسؤول الفاشل وحده ،قادر على إفراغ المؤسسة من عقولها وطاقاتها.
ولكي نفهم عمق الأزمة التي نعيشها في إدارتنا ، يكفي أن نتأمل في (العشر قواعد)التي هي الأسرع والأقصر لاي مسؤول في طريقه إلى الفشل:
•غياب الرؤية،
•انعدام التواصل الحقيقي،
•محاربة الكفاءات،
•اتخاذ القرارات بالمزاج،
•إدارة بالخوف،
•إهمال التدريب والتطوير،
•المحاباة،
•رفض التغيير،
•الغرق في التفاصيل الصغيرة،
•وغياب العدالة.
المدير الناجح هو الذي يتجنب هذه المزالق ويدرك أن الإدارة ليست سلطة تُمارس، بل مسؤولية تُصان فهو من يعرف أن الموظفين لا يتركون أعمالهم، بل يتركون مديريهم. وهو من يواجه الخطأ ليصلحه، لا ليخفيه ويلقيه على عاتق غيره.
المؤسسات لا تنهار بسبب نقص الموارد أو التكنولوجيا، بل تسقط بسبب فشل القيادة ، وإن أرادت أي مؤسسة أن تكتب لنفسها قصة نجاح، فعليها أن تبدأ من رأسها إما أن تختار قادة يصنعون بيئة عمل صحية، أو تترك نفسها فريسة لمسؤول فاشل ينهشها من الداخل، ثم يلقي باللوم على غيره.