عين على القدس يناقش تصاعد الاستيطان وتصريحات نتنياهو المتطرفة حول "إسرائيل الكبرى"
نبض البلد - ناقش برنامج "عين على القدس"، الذي عرضه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، تصاعد وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وأطماعه الاستعمارية في المنطقة، وتصريحات نتنياهو المتطرفة حول وهم "إسرائيل الكبرى".
وقال تقرير البرنامج المعد في القدس إن " مشروع الاحتلال الاستيطاني المسمى (E1) أو (شرق 1) عاد ليطفو على السطح من جديد، والذي يفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها بشكل كامل، مشيرا إلى أنه أصبح قائما بفعل الأمر الواقع، حيث إن هذا المخطط يسعى لربط مستوطنة (معاليه أدوميم) بالقدس المحتلة، بهدف فصل المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني ".
وأوضح التقرير أن مساحة المخطط نحو 12 كيلومترا مربعا، تمتد على حدود بلدات عناتا و العيسوية و العيزرية وزعيم، مشيرا إلى أن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف سموتريتش أعلن في مؤتمر صحفي أقيم على مشارف المستوطنة قبل أيام بناء أكثر من 3000 وحدة استيطانية، مؤكدا أن هدفه من تنفيذ هذا المخطط هو "دفن أي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مستقبلا".
وقال : "من يحاول اليوم في العالم الاعتراف بدولة فلسطينية سيقابل من جهتنا بجواب على الأرض.. لا من خلال الوثائق والقرارات والتصريحات"، في إشارة منه إلى بناء المستوطنات والشوارع وجلب المستوطنين للعيش في دولة الاحتلال.
ولفت التقرير إلى أن هذا المشروع يعني ترحيل تجمعات بدوية من المنطقة مرة أخرى بعد أن قام الاحتلال بترحيلهم عدة مرات منذ نكبة عام 1948، ما يعني قتل الإنسان البدوي في البادية، خصوصا وأنه لم يعد هناك مكان آخر للجوء إليه.
وأضاف التقرير أنه بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين منها، وإعلان سموتريتش الشروع في البناء بمنطقة (E1)، سلمت الإدارة المحلية التابعة للاحتلال عشرات الإخطارات لهدم منشآت ومحلات تجارية بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم، بهدف إغلاق مدخل بلدة العيزرية الشمالي، الذي يعد الشريان الرئيسي الواصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.
وقامت سلطات الاحتلال بنقل حاجز قرية زعيم باتجاه مستوطنة "ميشور أدوميم" شرقا، وذلك لتفادي مرور مستوطني "معاليه أدوميم" عبر الحاجز في طريقهم إلى القدس،ويؤدي هذا الإجراء إلى منع الفلسطينيين من الوصول إلى بلدة العيزرية عبر مدخلها الشمالي، الأمر الذي يزيد من تضييق الحركة عليهم خلال تنقلهم بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، لا سيما بعد إغلاق المدخل الرئيسي للعيزرية بالجدار.
وقال وزير شؤون القدس الأسبق، زياد أبو زياد، إن ما يحدث الآن يختلف عن كل ما حدث في السابق، نظرا لوجود حكومة يمينية متطرفة ، تؤمن بـ"خرافات" وتريد تطبيقها على الأرض، وإن اعتداء إسرائيل على قطاع غزة شجعها على الاعتداء على دول مجاورة، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تحسب حسابا لأحد .
بدوره، قال رئيس لجنة فلسطين النيابية في مجلس النواب الأردني، سليمان السعود، إن موقف الأردن سيبقى ثابتا في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته على ترابه، وإن سياسة إسرائيل أصبحت تترجم على أرض الواقع، من خلال تصاعد سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، وإقرار القوانين التي تمنح المستوطنين حصانة وتمنع الفلسطيني من أدنى حقوقه، وفرض حصار أمني واقتصادي عليه، بهدف تهجيره،محذرا المجتمع العربي من أن أهداف الاحتلال لن تقف عند تهجير الفلسطينيين، بل ستتعدى ذلك إلى كل الدول العربية.
وأضاف السعود أن خطر السيطرة على الضفة الغربية وتهجير سكانها لن يكون على الأردن فقط، بل سيكون على جميع الدول العربية في المنطقة، بحسب ما ترجمه تصريح نتنياهو الأخير حول "إسرائيل الكبرى"، موضحا أن نتنياهو بهذا التصريح "يعيد بث أوهام ومرض يعيش عنده في كتب الأيديولوجيات"، إلا أن هذا التصريح أصبح اليوم "يلبس لباس الحرب ومغطى بدخان الحرب".
وبرر السعود أحلام نتنياهو والحالة النفسية التي يمر بها بسبب فشله في فلسطين وغزة، إضافة إلى توتره النفسي لانكشاف جرائمه أمام العالم كله، مشددا على أن الأردن – كما قال الهاشميون دائما – ليس بوابة خلفية، وإنما سد منيع في وجه جميع أعدائه.
ودعا إلى إيجاد استراتيجية قومية عربية تنبثق عنها استراتيجيات وطنية خاصة بكل دولة، لمواجهة هذه التهديدات، حتى وإن كانت تهديدات يائسة.
وشدد على أن إعلان سمو الأمير حسين ولي العهد إعادة تفعيل خدمة العلم، يعني أن الأردن "لديه ما يحميه ولديه من يحميه"، فهو قوي ومتماسك بقيادته وجيشه وشعبه.