نبض البلد -
الأنباط – دينا محادين
بات مشهد سوق الخضار والفواكه في مدينة العقبة عنوانًا للفوضى والعشوائية، بعدما فقد السوق الشعبي القديم وظيفته الأساسية كوجهة منظمة لتسويق المنتجات الزراعية، وتحول إلى مصدر إزعاج بيئي وصحي، وأدى غياب الصيانة والتطوير إلى دفع الباعة والتجار لعرض بضائعهم على جوانب الشوارع الرئيسية والفرعية وحتى داخل الأحياء السكنية.
سوق قديم بلا صيانة
السوق الشعبي الحالي في العقبة يفتقر إلى أبسط المقومات التي تميز الأسواق التقليدية الجاذبة للمتسوقين، إذ تعاني مساحته الضيقة من الاكتظاظ، فيما تنبعث منه الروائح الكريهة نتيجة غياب النظافة والتنظيم. وهو ما جعل الكثير من المواطنين والزوار ينظرون إليه بوصفه "مكرهة صحية وبيئية”، بدلًا من كونه مركزًا اقتصاديًا حيويًا.
أصوات من الميدان
وفي جولة ميدانية لـ "الأنباط”، عبّر عدد من الباعة والمواطنين عن استيائهم من واقع السوق. وأشاروا إلى أن غياب التنظيم واضح من خلال انتشار عشرات العربات العشوائية وضيق الممرات، ما يصعّب حركة البيع والشراء ويؤدي إلى حالة من الفوضى.
أصحاب المحال التجارية اشتكوا بدورهم من غياب الرقابة الرسمية، معتبرين أن استمرار الوضع على حاله يضرّ بمصالحهم ويضعف القدرة على جذب الزبائن، خاصة وأن السوق يتمتع بموقع مركزي في قلب المدينة ويقصده العديد من السياح.
مطالب بإنشاء سوق عصري
عدد من التجار شددوا على ضرورة إنشاء سوق مغلق ومجهّز يراعي الظروف المناخية الحارة التي تشهدها العقبة معظم أيام السنة، ما يجعل عملية التسوق أكثر راحة ويعزز الإقبال على شراء المنتجات المحلية.
أما المواطنون، فقد طالبوا بإنشاء سوق شعبي جديد يجمع البسطات في مكان واحد منظم، بعيدًا عن انتشارها العشوائي الذي يشوّه المشهد العام ويعيق حركة المرور والمشاة. وأكدوا أن وجود مثل هذا السوق يسهم في تحسين عملية البيع والشراء، ويتيح للتجار عرض منتجاتهم بطرق حضارية.
البعد الاقتصادي والاجتماعي
ولا يقتصر الأمر على تحسين المشهد الحضري فقط، بل يتعداه إلى البعد الاقتصادي، حيث يرى مواطنون وخبراء أن الأسواق الشعبية تلعب دورًا مهمًا في تخفيف أعباء المعيشة عبر توفير الخضار والفواكه والمواد التموينية بأسعار مناسبة، فضلًا عن دعم المزارعين والتجار المحليين من خلال تسويق منتجاتهم بشكل منتظم.
دعوة للتحرك الرسمي
المشهد الحالي لسوق الخضار في العقبة يكشف عن فجوة واضحة بين الحاجة الشعبية والواقع القائم، ما يستدعي من سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة والجهات المعنية الإسراع في وضع خطة عاجلة لإعادة تأهيل السوق أو إنشاء بديل عصري، بما يضمن تنظيم النشاط التجاري ويحافظ على صورة المدينة السياحية والاقتصادية الأبرز في جنوب المملكة.