نبض البلد - إذا كنت تجد نفسك تستيقظ باستمرار بين الساعة الثالثة والخامسة صباحاً، فأنت لست وحدك. هذه الظاهرة المزعجة، التي تبدو عشوائية في ظاهرها، تحمل جذوراً عميقة في التاريخ والأساطير، لكنها في الواقع قد تكشف عن أسباب بيئية أو صحية قابلة للعلاج.
في الميثولوجيا الإسكندنافية، يُطلق على هذه الفترة "ساعة الذئب"، الوقت الذي يكون فيه النوم في أعمق مراحله، والكوابيس في أشدّها، ونسبة الوفيات في ذروتها، كما جسّدها المخرج إنغمار برغمان في فيلمه الشهير عام 1968.
وبعيداً عن التفسيرات الغيبية، يقدم الطب الحديث أسباباً أكثر واقعية. فالجسم يعمل وفق إيقاع يومي تُنظمه الساعة البيولوجية، التي تتحكم في النوم والهرمونات ودرجة الحرارة بناءً على الضوء والظلام.
ومع اقتراب الفجر، ننتقل طبيعياً إلى مراحل نوم أخف، ما يجعلنا أكثر عرضة للاستيقاظ بفعل أي مؤثر خارجي، بحسب تقرير لموقع "ميرور".
أبرز أسباب الاستيقاظ المفاجئ:
بيئة نوم غير مثالية: حتى ضوء خافت أو اهتزاز هاتف قد يوقظك في مراحل النوم الخفيف.
تغيرات هرمونية: خاصة لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث بسبب الهبّات الساخنة والتعرق الليلي.
اضطرابات النوم: مثل الأرق، أو انقطاع النفس أثناء النوم، أو اضطراب الساعة البيولوجية، أو الكوابيس المتكررة.
التوتر والقلق والاكتئاب: وهي من أبرز مسببات اضطراب النوم، إذ تؤثر على نمط النوم الطبيعي.
التقدم في العمر: يقل النوم العميق وتزداد الحساسية للضوضاء، إضافة إلى مشكلات صحية مصاحبة.
كيف تتجنب الاستيقاظ في هذا الوقت؟
التعرض لضوء الشمس صباحاً، وممارسة الرياضة بانتظام – خصوصاً اليوغا – وتجنب الكافيين والكحول في المساء، والامتناع عن الأكل قبل النوم مباشرة، والحفاظ على غرفة نوم مظلمة وهادئة، جميعها خطوات عملية يمكن أن تقلّل من احتمالية الاستيقاظ المفاجئ.
متى يجب القلق؟
الاستيقاظ في هذا الوقت ليس خطيراً بحد ذاته، لكن إذا أصبح متكرراً ويؤثر على جودة حياتك، فقد يكون من الضروري مراجعة طبيب مختص للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية كامنة.