أبو هديب: "البوتاس العربية" رؤية وطنية لعقد صناعي جديد

نبض البلد -
أكد رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية المهندس شحادة أبو هديب أن شركة البوتاس العربية تمثل قصة نجاح وطنية متكاملة، وتطورت خلال الأعوام الأخيرة إلى نموذج صناعي وتنموي يحتذى به في الأردن والمنطقة، بفضل استراتيجيات دقيقة، واستثمارات مدروسة، وإدارة متكاملة للموارد.
وقال أبو هديب في جلسة حوارية نظمتها جماعة عمّان لحوارات المستقبل بمشاركة الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور معن النسور، إن الشركة حققت، منذ عام 2019، قفزات نوعية في كفاءتها التشغيلية، ما عزز من مكانتها كمورّد رئيس للأسمدة في الأسواق العالمية، ما أسهم في تأمين سلاسل التوريد الزراعي في مناطق متعددة من العالم.

وعرض أبو هديب لاستراتيجية النمو لقطاع الأسمدة والكيماويات المشتقة للأعوام (2024–2034)، والتي تتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي، وتهدف إلى ترسيخ مكانة الأردن كمصدر رئيس للمنتجات السمادية والكيماوية على المستويين الإقليمي والعالمي، مشيرا الى أن هذه الاستراتيجية تمثّل خارطة طريق متكاملة تهدف إلى تحقيق التكامل بين عناصر الإنتاج المتوفرة محلياً، وتطوير صناعات تكميلية قابلة للتصنيع داخل المملكة، بما يعزز من مساهمة القطاع في الأمن الغذائي العالمي، ويفتح آفاقًا تنافسية أمام الأردن للدخول في صناعات المستقبل.
كما عرض لواقع الأداء التشغيلي والمالي للشركة، والمشاريع التي أنجزتها وخططها المستقبلية، والأداء المتقدّم للشركة، والرؤية الاستثمارية بعيدة المدى، والدور المجتمعي الذي تضطلع به الشركة كأحد ركائز الاقتصاد الوطني.
وأكد أن هذا التوجه الوطني يتقاطع مع تطلعات شركة البوتاس العربية بأن تبقى مساهماً رئيساً في تنفيذ السياسات التنموية الكبرى، من خلال المواءمة بين خططها المؤسسية ومبادرات الدولة الاستراتيجية، بما يخدم الاقتصاد الوطني، ويكرّس مكانة الأردن كمركز إقليمي للصناعات التعدينية المتقدمة.

وبين أبو هديب أن شركة البوتاس العربية تسير بخطى واثقة نحو تعزيز حضورها العالمي، وتحقيق التكامل مع الشركات الوطنية الأخرى مثل شركة مناجم الفوسفات الأردنية، من خلال مشاريع مشتركة مثل إنتاج حمض الفوسفوريك والأسمدة المتخصصة، إضافة إلى مشروع التوسعة في شركة برومين الأردن الذي يتكون من أربعة أجزاء رئيسية وبكلفة إجمالية تبلغ (813) مليون دولار أميركي.

وعرض للمساهمات المالية الضخمة للشركة في رفد خزينة الدولة، حيث دفعت منذ عام 2019 ما يزيد على (1.1) مليار دينار أردني كمدفوعات لخزينة الدولة، إلى جانب تعزيزها لاحتياطي العملات الأجنبية في النظام المصرفي في المملكة بنحو (8.6) مليار دولار، لافتا إلى أن الشركة أطلقت مركز البحث والتطوير والابتكار عام 2024، بهدف تطوير منتجات البوتاس المتخصصة والصناعات المشتقة ورفع كفاءة التشغيل، ودراسة الفرص المرتبطة بالعناصر الأخرى، انسجاماً مع توجه الشركة للدخول في صناعات المستقبل.
وأشار ابو هديب إلى أن شركة البوتاس العربية تُعد من الشركات القليلة التي تطبق منظومة مؤسسية ومتقدمة في برامج المسؤولية المجتمعية، حيث تجاوزت حجم مساهماتها حوالي (66) مليون دينار خلال آخر خمس سنوات، وارتبطت هذه المساهمات بمشاريع مستدامة في التعليم، والصحة، والبيئة، والبنية التحتية، وتمكين الشباب والمرأة، مؤكدا أن الشركة تعتبر المجتمعات المحلية شريكا مهما في استدامة العملية الإنتاجية، وأن الاستثمار في الإنسان لا يقل أهمية عن استثمارات الشركة أخرى.

من جانبه، قدّم النسور قراءة تحليلية لأداء الشركة خلال السنوات الخمس الماضية والخطط الموضوعة للأعوام المقبلة وحتى عام 2034، مؤكداً أن ما تحقق من نتائج مالية وتشغيلية يعكس حرفية عالية في الإدارة والتخطيط، ويضع الشركة في مصاف الشركات العالمية في قطاع الأسمدة والبوتاس.

وأوضح، أن الشركة رفعت الكميات المنتجة من (2.4) مليون طن عام 2018 إلى (2.84) مليون طن عام 2024، وهو رقم قياسي تحقّق بفضل مشاريع نوعية في رفع الكفاءة التشغيلية، قبل دخول مشاريع التوسعة في الخدمة، مبينا أن إدارة الشركة اسهمت بزيادة حجم المبيعات لتصل إلى (2.78) مليون طن، نتيجة لزيادة قدرة الشركة الإنتاجية من منتجات جديدة مثل البوتاس الحبيبي الأحمر والبوتاس العادي الأحمر، حيث تم إدخال ستة أصناف جديدة من هذه المنتجات لتلبي متطلبات أسواق متخصصة في أوروبا وآسيا والأمريكتين.

وتناول النسور الأثر المالي لهذا الأداء، حيث بلغت الأرباح الصافية (1.6) مليار دينار خلال 5 سنوات، مشيراً إلى أن أرباح إنتاج وبيع البوتاس شكلت 54 بلمئة، من إجمالي الأرباح التي حققتها شركة البوتاس العربية في العام 2018، لترتفع إلى ما نسبته 73 بالمئة في العام 2024، ما يعكس قوة العمليات الأساسية في الشركة.

واستعرض النسور ملامح استراتيجية الشركة للأعوام (2024– 2028) والتي تركّز على تعزيز قدرة الشركة في التوسع الإنتاجي، وتنويع محفظة المنتجات، وتبنّي أحدث تقنيات التصنيع، وتطبيق أنظمة الرقمنة والذكاء الاصطناعي، إلى جانب الاستثمار في البحث والتطوير والابتكار، والدخول في صناعات تحويلية واعدة مثل الليثيوم والأمونيا والأسمدة المتخصصة.
وبيّن أن هذه الاستراتيجية تُجسّد رؤية الشركة في تقديم منتجات عالية الجودة والنقاء، تلبّي تطلعات الأسواق العالمية، وتدعم استدامة النمو التشغيلي والتنافسي للمجموعة.

وعن الخطط المستقبلية، كشف النسور عن أن الشركة ستنفذ استثمارات رأسمالية بقيمة 3 مليارات دولار أميركي حتى عام 2034، تشمل مشروع التوسع الجنوبي الذي يهدف إلى زيادة إنتاج البوتاس إلى ما يقارب (3.7) ملايين طن سنوياً من خلال الاستغلال الأمثل لجميع المساحات المتاحة في جنوب منطقة الامتياز، مبيناً أن مشروع التوسع الجنوبي الذي تقدر كلفته بحوالي (1.1) مليار دولار يتضمن بناء مصنع جديد للبلورة الباردة بطاقة إنتاجية تصل الى مليون طن من مادة البوتاس، إضافة إلى مصنع لرص البوتاس وإنتاج البوتاس الحبيبي، إلى جانب مشروع التوسع الشرقي الذي يهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية بما يقارب (120) ألف طن من البوتاس سنوياً.

وأكد النسور أن هذه المشاريع تعتمد على مصادر جديدة للمياه والطاقة، ومن أهمها خطط توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية بقدرة (30) ميغاواط، وأخرى بخلايا عائمة على برك المياه، مشدداً على أن الاستدامة أصبحت جزءا من عمليات الشركة.

واتفق كل من المهندس أبو هديب والدكتور النسور على أن شركة البوتاس العربية تُجسّد اليوم مفهوم الشركة الوطنية ذات الرؤية العالمية، التي لا تكتفي بتحقيق الأرباح، بل تؤمن بدورها كشريك للدولة والمجتمع في بناء نموذج اقتصادي متوازن، مستدام، ومبني على الابتكار، والشراكة، والمسؤولية.

وكان رئيس جماعة عمّان لحوارات المستقبل بلال التل أكد أن هذا الحضور يعكس روح الانفتاح المؤسسي الذي تنتهجه شركة البوتاس العربية ويشكّل فرصة مهمة للاطلاع عن كثب على ما حققته من إنجازات، وما تسعى إليه من خطط طموحة تعزز دورها في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدام.
--(بترا)