نبض البلد -
ميناس بني ياسين
سطر المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم واحدة من أجمل مبارياته في تصفيات كأس العالم 2026، بعدما تفوّق بثلاثية نظيفة على مستضيفه العُماني في قلب مسقط، ليتصدر مؤقتاً المجموعة الثانية ويقترب خطوة حاسمة من التأهل المباشر للمرة الأولى في تاريخه.
اللقاء الذي حمل طابعاً وطنياً خاصاً، حيث تابع جلالة الملك عبدالله الثاني مجرياته من مقر السفارة الأردنية في العاصمة البريطانية لندن، ضمن زيارة عمل تشمل عدة دول وأكد جلالته فخره بأداء النشامى والتزامهم الكبير، ما يعكس الروح الأردنية الأصيلة والإصرار على الوصول إلى العالمية.
وعلى أرضية الملعب كان حضور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لافتاً بين مقاعد الجماهير الأردنية حيث جلس إلى جانب شقيقه الأمير هاشم وسط الهتافات والفرحة، وشاركا المشجعين فرحة كل هدف أردني، في مشهد جسّد تلاحم القيادة مع الشعب والدعم الثابت للرياضة الوطنية.
بدأ اللقاء بحذر من الطرفين حيث اعتمد كلا الفريقين على تشكيل دفاعي بخمسة لاعبين في الخلف وفي ظل الأجواء الحارة سمح الحكم السعودي محمد الطريس للاعبين باستراحة مائية في الدقيقة 30.
ورغم أن المنتخب العُماني امتلك الاستحواذ في الشوط الأول بنسبة 54%، فإن النشامى كانوا الأخطر هجومياً.
وفي الوقت بدل الضائع من الشوط الأول منح الحكم ركلة جزاء للأردن بعد تدخل من المدافع العُماني البريكي على مهند أبو طه، انبرى لها علي علوان بنجاح في الدقيقة (52) ليضع الأردن في المقدمة 1-0.
مع انطلاق الشوط الثاني واصل المنتخب الأردني ضغطه، لحرز علي علوان هدفه الثاني بعد تمريرة رائعة من يزن النعيمات، الذي نفذ ثلاث لمسات بكعب القدم مع التعمري، في لقطة فنية عالية، لترتفع النتيجة إلى 2-0.
ومع انهيار بدني واضح من الجانب العُماني وعدم قدرتهم على مجاراة الإيقاع الأردني، عاد علوان ليكمل الثلاثية "هاتريك" في الدقيقة 64، بعد تمريرة حاسمة من موسى التعمري.
وشهدت الدقيقة 81 خروج بطل المباراة علي علوان، ليدخل بدلاً منه اللاعب أبو زريق، وسط تصفيق حار من الجماهير الأردنية.
كما شهدت الدقيقة 93 لقطة طريفة عندما اقتحم أحد المشجعين أرضية الملعب لثوانٍ، قبل أن يستأنف اللعب دون مشاكل.
وكان اللاعب علي علوان نجم المباراة بجدارة وسجل ثلاثية تاريخية رافعاً رصيده إلى 6 أهداف في التصفيات.
وبهذا الفوز الكبير يتصدر الأردن ترتيب المجموعة الثانية بـ16 نقطة بفارق الأهداف عن كوريا الجنوبية، مقابل 12 نقطة للعراق، وبات على بعد خطوة واحدة فقط من التأهل التاريخي، شريطة الفوز في اللقاء المقبل أمام العراق وخسارة هذا الأخير أمام كوريا الجنوبية.
وبين متابعة ملكية من لندن وهتافات ولي العهد من مدرجات مسقط، رسم النشامى لوحة وطنية خالدة عنوانها "الإصرار والعزيمة"، وبات الحلم قريباً وعلى بعد خطوة واحدة فقط من أن يتحول إلى واقع طال انتظاره.