نبض البلد - كلّيّة الصّيدلة في الجامعة الأردنيّة تجدّد عهدها وتواصل مسيرها نحو التّطوّر والتّميّز خلال فعاليّات أسبوعها الصيدلانيّ
تستحقّ كلّيّة الصّيدلة في الجامعة الأردنيّة وعن جدارةٍ أن تكون بحقٍّ (كلّيّة التّميّز)، لما سطّرته من إنجازاتٍ باهرةٍ وبصماتٍ تجاوزت بِصيتِها أيَّ حواجزَ قد تفصلها عن اعتلاء سدّة الصّدارة، ولِما قطعته من أشواطٍ متقدِّمةٍ في مشوار مسيرتها العلميّة والتّعليميّة والبحثيّة، وصولًا لمستوياتٍ عالميّة مرموقة، وفي تسجيلها أيّ سبق علميّ يضاف إلى رصيدها.
واليوم جدّدت الكلّيّة عهدَها الذي قطعته على نفسها في أنْ تواصِل مسيرة تقدّمها نحو مزيدٍ من التّميّز والتّطوير، وَفق خطّةٍ ممنهجةٍ ومدروسة يرافقها تحديثات مستمرّة بما يواكب التّطوّر الحاصل في القطاع الصّيدلانيّ، يجري تنفيذ بنودها بالتزام وبمنتهى الدّقة والحرفية، في سبيل ترجمة الرّؤى والرّسالة التي وُجِدت من أجلها.
أثرُ ذلك الالتزام تجلّى بوضوح للعيان، من خلال توقيع سلسلةٍ من اتّفاقيّات التّعاون مع الشّركات والمؤسّسات الصّحّيةِ الدّاعمة للكلّيّة وافتتاح مختبرٍ مجهّزٍ بأحدث الأجهزة، وقد حفلت بذلك كلّه فعاليّات الأسبوع الصّيدلانيّ الذي نظّمته الكلّيّة للعام 2025، وافتتح فعاليّاته اليوم رئيس الجامعة الأردنيّة الدّكتور نذير عبيدات بحضور عدد من الأساتذة نوّاب الرّئيس وعمداء الكلّيّات وممثّلين عن المؤسّسات الصّحّيةِ والصّيدلانيّة الشّريكة والدّاعمة، وأساتذة الكلّيّة وطلبتها.
وقال عبيدات في حفل الافتتاح إنّ الجامعة الأردنيّة اعتادت على التّميّز، وكلّيّة الصّيدلة تُعدُّ إحدى أميز كلّيّاتها بحثيًّا وأكاديميًّا، مؤكِّدًا أنّ الكلّيّة إنّما حقّقت هذه الإنجازات بفضل كفاءة كادرها الأكاديميّ، واجتهاد طلبتها، وتطبيقها لمعايير الجودة في خططها واستحداثها للبرامج التي تفتح آفاقًا واسعةً أمام طلبتها، وبفضل الاستجابة لتوجيهات إدارة الجامعة لبلوغ التّغيير المنشود الذي من شأنه تحسين مستوى الطّلبة والخرّيجين وقدرتهم على المنافسة في سوق العمل.
وأكّد أنّ الجامعة نجحت وَفق خطواتٍ ملموسة من أن تحدث الفرق وتحقّق التّغيير، من خلال تطبيقها لمساق الاستعداد الوظيفيّ في سبيل بناء شخصيّة الطّالب الإنسانيّة والمهنيّة، وصقلِها بالمهارات المختلفة؛ النّاعمة، والرّقميّة، وتوفيرِ الإمكانيّات والتّسهيلاتِ الّتي تسهمُ في جعلهِ خرّيجًا تفاخرُ به جامعتُه بين نظرائه من الجامعات الأخرى، مؤكّدًا على ضرورة تحديث مساق الاستعداد الوظيفيّ سنويًّا وتطويره بشكل دائم، والوقوف على مآخذه وسلبيّاته لعلاجها، والبناء على معطياته الإيجابيّة والارتقاء بها بما يواكب تطوّرات العصر.
ونوّه عبيدات إلى حرص الجامعة على العمل مع القطاع الخاصّ، والسّعي لتوسيع شراكاتها تأكيدًا على التزامها بإعداد خرّيجين متميّزين ومؤهّلين لسوق العمل، معربًا عن شكره للشّركات الدّاعمة للكلّيّة والتي لولا مساندتها ودعمها وشراكتها لما تطوّرت البحوث، ولما نهض العمل، ولما ازدهرت الجامعة.
واختتم رئيس الجامعة كلمته بتساؤل حول قدرة كلّيّة الصّيدلة المتميّزة بإنجازاتها، على الإسهام في الاقتصاد الدّوائيّ، وتطوير بعض الأدوية والصّناعات الدّوائيّة، داعيًا الجميع إلى العمل ضمن بوتقةٍ واحدةٍ في سبيل إحداث التّغيير الإيجابيّ الذي يصبُّ في مصلحة الكلّيّة ومسيرتِها التّعليميّة والتّعلّميّة، ومصلحة طلبتها وأساتذتها.
في حين توجّهت عميدة الكلّيّة الدّكتورة رُلى درويش بجزيل الشّكر والتّقدير إلى شركاء الكلّيّة على ما أبدَوه من التزامٍ أصيلٍ، ودعمٍ صادقٍ لدعم مسيرتها، وعلى إيمانهم العميق بدَور التَّعاون الأكاديميّ- الصّناعيّ في تطوير مهنة الصّيدلة، وبناء مستقبلٍ مشرقٍ لأجيالنا القادمة.
ونوّهت درويش في كلمتها إلى جملة الإنجازات التي حقّقتها الكلّيّة مؤخّرًا أبرزها: إدراج مساق الاستعداد الوظيفيّ ضمن الخطط الأكاديميّة، وتسكين البرامج الأكاديميّة بما ينسجم مع متطلّبات الاعتماد، وتقدّم الكلّيّة رسميًّا للحصول على شهادة الجَودة الأكاديميّة من الجهات المختصّة، في إطار سعيها المستمرّ نحو التّحسين المؤسّسي، لافتةً النّظر إلى الإنجاز الكبير الذي حقّقه طلبة الكلّيّة بفوزِهم في المركز الأوّل في مسابقة سيفا (SIPHA) التي أُقيمَت في المملكة العربيّة السعوديّة، بمشاركةٍ واسعةٍ من كلّيّات الصّيدلة في المنطقة، ودعم شركةِ شُقير التي جعلت من مشاركة الطّلبة في المسابقة ممكنًا بعد أن قدّمَت دعمًا كاملًا لتكاليف الرّحلة.
وتخلّل حفلَ افتتاح الأسبوع الصّيدلانيّ؛ عرضُ فيديو يوثّق لمسيرة الإنجاز التي حقّقتها الكلّيّة في إعداد طلبتها لخوض سوق العمل عن كفاءةٍ واقتدار، كما جرى تكريم الجهات والمؤسّسات الشّريكة الدّاعمة لمسيرة نهضة وارتقاء وبناء لنهضة وارتقاء الكلّيّة ومواصلة مسيرة البناء، والطّلبة الفائزين في مسابقة سيفا (SIPHA) والفريق الأكاديميّ المشرف عليهم.
وتصدّرت فعاليّات الأسبوع الصّيدلانيّ حدَثين مميّزَين عكَسا حجم العمل المؤسّسي الذي تبذله الكلّيّة، وأبرزا توجهّها الاستراتيجيّ نحو الشّراكة، والتّطوير، والجودة، تمثّل الحدث الأوّل؛ بتوقيع عدد من الاتّفاقيّات النّوعيّة مع مؤسّسات وطنيّة وشركات رائدة في مجالات التّكنولوجيا الصّحّيّة والصّناعات الدّوائيّة، في خطوةٍ تشكّل حجر أساسٍ في مسيرة الكلّيّة نحو تعليمٍ تطبيقيّ متكامل.
حيث وقّعت الكلّيّة اتفاقيّةَ تعاون مشترك مع شركة أدوية الحكمة، تقوم بموجبها الأخيرةُ بتدريب طلّاب كلّيّة الصّيدلة في أقسامها المختلفة وتقديم ورشاتِ عمل متنوّعة تخدم الطّلبةَ بعد تخرّجهم، ودعم فرص توظيفهم والمشاركة في الأيّام الوظيفيّة الّتي تقيّمها الكلّيّة، وقّعها عن الكلّيّة رئيس الجامعة الدّكتور نذير عبيدات بحضور نوّابه وعميدة الكلّيّة الدّكتورة رُلى درويش، وعن الشّركة رئيس شؤون موظّفيها حسين أرخاغة.
وكان عبيدات قد أوضح خلال لقائه ارخاغة بأنّ تعاون الجامعة الأردنيّة مع شركة أدوية الحكمة له تاريخ طويل، وأنّ الجامعة تسعى دومًا إلى تعزيز شراكتها مع الصّناعات المحلّية الرّائدة
كما وقّع عبيدات عن الكلّيّة ومن خلال برنامج أكاديميّة حكيم؛ اتفاقيّة مع شركة الحوسبة الصّحّيّة، تهدف إلى تنمية مهارات الطّلبة في مجال المعلوماتيّة الصّحّيّة، وتوفير التّدريب العمليّ والتّوجيه اللّازم لهم ما يمكّنهم من التّميّز في حياتهم المهنيّة مستقبلاً، وقّعها عن الشّركة رئيسها التّنفيذي المهندس عمر إبراهيم عايش الذي أكّد في مداخلةٍ له أنّ الاتفاقيةَ تعكس التزام الشّركة في تنمية مهارات الطّلبة الأردنيّين في مجال المعلوماتيّة الصّحّيّة الذي يشكّل ركيزة أساسيّة لتطوير القطاع الصّحّي في الأردنّ، ولافتًا النظر إلى أنّ هذه الاتّفاقيّة ستسهم في سدّ الفَجوة بين التّعليم الأكاديميّ ومتطلّبات سوق العمل، من خلال توفير فرص تدريبٍ عمليّة للطّلّاب على أحدث التّقنيات والأنظمة المستخدَمة في مجال المعلوماتيّة الصّحّيّة."
ومن الاتّفاقيّات التي وقّعها رئيس الجامعة أيضًا اتّفاقيّة مع شركة مندالا (Mandala) وهي شركة رائدة في مجال التّدريب الصّيدلاني، وقّعها عن الشّركة الدّكتور عبد القادر كتكت، واتّفاقية أخيرة مع مركز أكديما (Acdima)؛ للتكافؤ الحيوي والدّراسات الصّيدلانية، والذي يعدّ رائدًا في الأبحاث الدّوائيّة (CROs) وقّعتها عن المركز المديرة التّنفيذيّة الدّكتورة رباب تيم.
وتكمن أهميّة تلك الاتّفاقيّات في دَورها الذي تلعبه في تطوير مهارات الطّلبة، وإتاحة فرص تدريبٍ عمليّة نوعيّة لهم، وبناء قنواتٍ للتّوظيف والتّطوير المشترَك، وتعزيز قدراتهم على البحث والإبداع والتّواصل مع الواقع العمليّ.
وفيما يتعلّق بالحدث الثّاني، فكان بافتتاح عبيدات لمختبر المستحضرات المعقّمة الذي جاء بدعمٍ سخيٍّ من مستودع أدوية البتراء عن روح المرحوم الدّكتور محمد يعيش، ويشكّل المختبر نقلة نوعيّة في البيئة التّدريبيّة لكلّيّةِ الصّيدلة، ويضعها في مصافّ المؤسّسات الأكاديميّة القادرة على تقديم تدريب عمليّ دقيق في واحد من أكثر مجالات التّصنيع الدّوائي حساسية.
كما وتمّ تجهيز المختبر بأحدث المعدّات، وتنفيذه بمنتهى الإتقان من قبل شركة برواز، ما يتيح لطلبة الكلّيّة فرصةً للتّمرّس على المعايير الصّناعية الخاصّة بالمسحضرات المعقّمة، ويفتح أمامهم آفاقًا واسعة للعمل في مصانع الأدوية والمستشفيات المتخصّصة ومراكز البحوث. علمًا أنّه وفي القريب العاجل سيبدأ العمل على تجهيز مختبر حاسوب حديث بدعم من مستودع أدوية شقير سيتمّ تخصيصه لطلبة الدّراسات العليا.
جدير بالذّكر؛ أنّ أسبوع كلّيّة الصّيدلة يتخلّله في فعاليّاته؛ نشاط الإرشاد الوظيفيّ الذي سيركّز في نسخته لهذا الفصل على فرص العمل المتاحة للصّيادلة في الخارج في دوَلٍ مثل الولايات المتّحدة، وكندا وأستراليا، وألمانيا، والخليج العربي، وأيضًا نشاط اليوم الطّبّي الذي سوف ينفّذه طلبة السّنة السّادسة لتخصّص دكتور في الصّيدله