أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقرير التنمية البشرية للعام 2025 بعنوان " مسألة اختيار: الإنسان والإمكانات في عصر الذكاء الاصطناعي " والذي يشير إلى تباطؤ التقدم في معدلات التنمية البشرية إلى أدنى مستوى له منذ 35 عامًا ، إذ يكشف التقرير أن العالم يشهد تقدماً ضعيفاً بشكل غير متوقع في معدلات التنمية بدلاً من أن يشهد تعافياً مستدامًا عقب فترة الأزمات الاستثنائية التي شهدتها الفترة 2020-2021، فباستثناء سنوات الأزمة تلك، فإن الارتفاع الضئيل في التنمية البشرية العالمية الذي يتوقعه تقرير هذا العام يمثل أقل زيادة تم رصدها منذ عام 1990.
وإلى جانب التباطؤ المُقلق في التنمية العالمية، يُشير التقرير إلى اتساع فجوة التفاوت بين الدول الغنية والفقيرة، مؤكداً على أنه في ظل الضغوط العالمية المُتزايدة على مسارات التنمية التقليدية، لا بد من اتخاذ إجراءات حاسمة لإخراج العالم من حالة الركود المُطوّلة في التقدم.
يسجل التقرير أنّ التفاوت بين الدول ذات مؤشر التنمية البشرية المنخفض وتلك ذات مؤشر التنمية البشرية المرتفع جدًا يتفاقم للعام الرابع على التوالي، وهو ما يقوض الاتجاه طويل الأمد لمعدلات التنمية والتي شهدت انخفاضًا في التفاوت بين الدول الغنية والفقيرة.
وفي ھذا الإطار، تناول التقرير تقييماً مفصّلاً لأداء البلدان في مجموعة من المؤشرات التي تُعنى بقياس تقدمها في مجالات التنمية البشرية. ومن هذه المؤشرات، مؤشر التنمية البشرية، ومؤشر التنمية حسب الجنس، ومؤشر التنمية البشرية المعدّل بعامل عدم المساواة، ومؤشر الفوارق بين الجنسين، ومؤشر الفقر المتعدد الأبعاد، ومؤشر التنمية البشرية المعدّل بعوامل الضغط على الكوكب، ومؤشر الأعراف الاجتماعية بين الجنسين.
وفيما يخص أداء الأردن في هذه المؤشرات التي تناولها التقرير، فقد جاء تصنيف الأردن في مؤشر التنمية البشرية الذي يقيس مستويات التنمية المتحققة في ثلاثة أبعاد متمثلة بالحياة الطويلة والصحية والوصول إلى المعرفة والقدرة على الحصول على مستوى معيشي لائق، ضمن مجموعة الدول التي أحرزت مراتباً متقدمة في هذا المؤشر، حيث حقق درجة تبلغ 0.754 / 1 وترتيب 100 / 193 دولة في عام 2023. علاوةً على ذلك، فقد بيّن التقرير، تقدّم أداء الأردن في هذا المؤشر حيث ارتفعت درجته من 0.619 / 1 في عام 1990 إلى 0.754 في عام 2023، أي بما يعادل 21.8%.
أما بالنسبة لأداء الأردن في مؤشر التنمية حسب الجنس، والذي يقيس مستويات التنمية المتحققة في أبعاد مؤشر التنمية البشرية نتيجة سد الفجوات على مستوى النوع الاجتماعي من خلال تصنيف المؤشرات الكلية للدول بحسب مستويات المساواة بين الجنسين، وفقاً لخمس مجموعات من الأولى إلى الخامسة، أي من الأكثر مساواة إلى الأقل. وفي هذا السياق، فقد بلغت درجة الإناث في هذا المؤشر 0.677 / 1 مقابل درجة تبلغ 0.787 / 1 للذكور. وبدرجة كلية للأردن تبلغ 0.861 / 1، جاء تصنيف الأردن ضمن المجموعة الخامسة من الدول المصنّفة في المؤشر في عام 2023.
أما فيما يتعلق بمؤشر التنمية البشرية المعدّل بعامل عدم المساواة، فهو مؤشر يقيس أبعاد التنمية البشرية آخذاً بعين الاعتبار التفاوتات فيما ينعكس منها على كافة سكان البلد. وفيما يخص أداء الأردن في هذا المؤشر، فقد أشار التقرير إلى انخفاض درجة الأردن بمعدّل 15.5% مقارنةً بمؤشر التنمية البشرية، مما أدى إلى خفض درجته في مؤشر التنمية البشرية المعدّل بعامل عدم المساواة إلى 0.637 / 1 في عام 2023.
وأما بالنسبة لمؤشر الفوارق بين الجنسين، فهو يقيس مستويات التفاوت التنموية بين الجنسين في أبعاد الصحة الإنجابية والتمكين والمشاركة في سوق العمل. وفي هذا المؤشر الذي يتم قياسه بدرجة من 0 – 1 (تتمثل الدرجة الأفضل كلما اقتربت إلى 0 والأضعف إلى 1)، حصل الأردن على درجة تبلغ 0.433 / 1 وترتيب 111 / 172 دولة في عام 2023، والتي تعتبر أقل من المتوسط العالمي في درجات الفوارق المتحققة بين الجنسين.
أما فيما يتعلق بمؤشر الفقر المتعدد الأبعاد، فهو يقيس أوجه الفقر المرتبطة بجوانب حياة الأفراد اليومية كالإسكان، ومياه الشرب، والصرف الصحي، والكهرباء. وفي هذا المؤشر الذي يتم قياسه بدرجة من 0 – 1 (تتمثل الدرجة الأفضل كلما اقتربت إلى 0 والأضعف إلى 1)، حيث حصل الأردن على درجة تبلغ 0.002 / 1 بحسب آخر تحديث لعام 2017/2018.
وبالنسبة لمؤشر التنمية البشرية المعدّل بعوامل الضغط على الكوكب، فهو مؤشر يقيس أبعاد التنمية البشرية الأساسية إضافةً إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والبصمة المادية. وبالنسبة لأداء الأردن في هذا المؤشر، فقد حصل على درجة تبلغ 0.714 / 1 في 2023، والتي تعتبر أعلى من درجة المتوسط العالمي في مؤشر التنمية البشرية المعدّل بعوامل الضغط على الكوكب.
ويتضمن التقرير مقترحات حول اتباع نهج يرتكز على دور الإنسان في مجالات الذكاء الاصطناعي ، حيث تتمحور حول:
· بناء اقتصاد يتعاون فيه الناس مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من التنافس معه.
· دمج دور فعّال للإنسان في دورة حياة الذكاء الاصطناعي الكاملة، من التصميم إلى التنفيذ.
· تحديث أنظمة التعليم والصحة لتلبية متطلبات القرن الحادي والعشرين.
وفي هذا السياق، يشير التقرير إلى تفاقمالتحديات التنموية التي تواجه البلدان التي تسجل أدنى المستويات على مؤشر التنمية البشرية بشكل خاص، مدفوعة بتصاعد التوترات التجارية، وتفاقم أزمة الديون، وتصاعد أنماط التصنيع التي لا تعتمدعلى العمل البشري.
نبذة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو المنظمة الرائدة داخل الأمم المتحدة التي تكافح من أجل القضاء على الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ. من خلال العمل مع شبكتنا الواسعة من الخبراء والشركاء في 170 بلداً، نساعد الأمم على بناء حلول متكاملة ودائمة من أجل الناس والكوكب. تعرفوا على المزيد من خلال موقعنا undp.org أو تابعونا على @UNDP.
نبذة عن مكتب تقریر التنمیة البشریة:
مھمة مكتب تقریر التنمیة البشریة ھي دفع التقدم في التنمیة البشریة. والھدف ھو المساھمة في زیادة الفرص وتوسیع حیّز الاختیار والحریة. ویعمل المكتب على تحقیق ھذا الھدف من خلال تشجیع الأفكار الجدیدة المبتكرة، والدعوة إلى إجراء تغییرات عملیة في السیاسات، وطرح تحدیات بناءة بشأن السیاسات والنھُّج التي تقیّد التنمیة البشریة. یعمل المكتب مع جھات أخرى لتحقیق التغییر من خلال التألیف والبحث، وتحلیل البیانات وعرضھا، ودعم التحلیل على الصعیدین الوطني والإقلیمي، والتوعیة والمناصرة.
للاستفسارات الاعلامية:
السيد فراس
سلامة: firas.salameh@undp.org
السيد ورد الصباغ: ward.al-sabbagh@undp.org