بقلم اللواء الركن المتقاعد هلال الخوالدة
لا يزال النزاع الهندي الباكستاني يتفاعل والذي يعد من اكثر النزاعات تعقيدا وخطورة واماكانية تطوره الى حرب نووية نظراً لامتلاك الدولتين أسلحة نوويةوتاريخهما الطويل من الخلافات وقضية إقليم كشميرالمتنازع عليه ، ولذلك ونظرا لردود الأفعال المتزايدة السياسية والعسكريه بين الطرفين وتفاعل البيئة الإقليمية والدولية حول ما يجري فانني أرى ان اهم السيناريوهات التي قد تؤول اليه هذه الحرب مايلي.
السيناريو الأول: ان تتطور الى حرب محدوده قصيرة المدى وتشمل استخدام الوسائل والأسلحة التقليدية بشكل مقيّد وعلى خط وقف اطلاق النار في كشمير إضافة الى استخدام القوة الصاروخية والقصف الجوي ضد مراكز القيادة والسيطرة والمطارات بالقرب من الحدود لكلى الطرفين وذلك على شكل حرب متفق عليها ضمنياً في الجغرافيا ونوع الأهداف المنتخبة ونوع الاسلحه المستخدمة وكما يجري حاليا وعدم سعي الطرفين الى حرب شامله .
السيناريو الأخطر: اندلاع حرب شامله تقليدية في حال تطوير الموقف العملياتي لدى الطرفين وفشل الجهود الدبلوماسية ويتم استخدام كافة الأسلحة المتوفرة لدى الطرفين ما دون السلاح النوي وتشمل البر والبحر والجو وستسخر كلا الدولتين كافة قدراتها المختلفة لدعم مجهود الحرب ، وقد يشتمل هذا السيناريو الى دخول القوات البريه لاحدى الطرفينوتفوق احد الطرفين على الاخر مما يجعل ظروف استخدام السلاح النووي قريب، وبالتالي تعد الظروف التي يمكن ان تسبب حدوث هذا السناريو قيام عملية عسكرية هندية واسعه داخل باكستان، تليها ردود باكستانية مضادة او انهيار القنوات الدبلوماسية وفشل الوسطاء الدوليين في احتواء الأزمة ويزيد ذلك التباين العقائدي وتاريخ الحروب بين الطرفين إضافة الى عدم ثقة كل طرف بالاخر وتباطؤ الوسطاء او بحث بعظهم عن مصالحه في توتر العلاقات في تلك المنطقة لارباك الصين والمنظومات الاقتصادية في شرق اسيا .
سيكون شكل الحرب الشاملة المتوقعه في السيناريو الثاني على مراحل وكما يلي : مرحلة التعبئة وحشد القوى المختلفة لدى الطرفين وتحريك القوات البرية على طول الحدود الباكستانية الهندية ونشر التشكيلات القتالية في ولايات البنجاب وراجستان وكشمير ورفع درجات الاستعداد لكافة القوات الجوية والبحرية والبرية والاستعداد لضربات وقائية وهذا ما حصل تقريبا بين الطرفين خاصه على الحدود في كشمير، المرحلة الثانية: توسيع الهجوم البري والجوي والبحري وقد تندفع القوات الهندية داخل الأراضي الباكستانيه وتنفذ ضربات خاطفة وعميقة داخل الأراضي الباكستانية للتاثير على مراكز القيادة والسيطرة ومحاولة التاثير على وسائل اطلاق السلاح النووي وهذا سيتم مقابلته من الباكستان على شكل تعزيز الدفاع في خط السيطرة على الحدود، ودفع قوات قتالية إضافية الى الواجهات الامامية ، وتنفيذ هجمات مضادة داخل كشمير والعمق الهندي لتحييد سلاح الجو والقوى الصاروخية الهندية ، وضرب قواعد سلاحها الجوي ومواقع القوات القريبه من الحدود وقد تشمل تدمير أهدافاً اقتصادية مثل السدود ومحطات الطاقة في الطرفين وسيتزامن ذلك مع عمليات بحرية واشتباكات في بحر العرب بين الأسطولين الهندي والباكستاني وفرض حصار بحري على موانئ كراتشي ومومباي ، وقديحصل التدخل الدولي في هذه المرحلة خاصة من الصين والولايات المتحده الامريكية وروسيا لضبط الصراع لإجبار الطرفين على وقف إطلاق النارحفاظا على مصالح الدول الكبرى .
سيناريو الحرب النووية المحدودة: اذا تزايدة العمليات وفي حال تفوق أحد الطرفين عسكرياً، وامام الضغط الشعبي والذي يعد الأكثر كثافة في البلدين والفوضى التي ستحصل جراء الخسائر البشرية والاقتصادية قد يشعر الطرف الآخر بأن السلاح النووي هو الملاذ الأخير حيث سيبدأ أي طرف منهما باطلاق الإنذارات النوويه ، أو القيام بنقل الرؤوس النووية إلى مواقع متقدمة وحسب نوع اطلاقها المخطط له، وطبيعة الأهداف التي يمكن ان تحسم الحرب لصالح الطرف الذي يستخدمه ، أتوقع ان هذا السيناريو ان حصل وخسر احد الطرفين جزء كبير من قواته سيتم استخدام سلاح نووي تكتيكي ضد أهداف عسكرية، مما سيصعد الموقف والقيام برد نووي مضاد والذي سيوقع ملايين القتلى والمصابين إضافة الى الكارثه البيئية في آسيا والذي سيؤثر على العالم .
قد تقتنع الجارتين الهند والباكستان بإيقاف الحرب في مراحلها الأولى واللجوء الى الحرب بالوكاله وتشجيع الجماعات الإرهابية والانفصالية لكلا الطرفين للقيام بعمليات وارباك الامن في كليهما ، إضافة الى اسيتخدم حرب المعلومات والهجمات السيبرانية على مواطن قوة الدولة المقابلة وارباك وسائل القيادة والسيطرة وتعطيل الحياة السياسية والاقتصاية وارى ان هذا سيزيد من التوتر ولن يحل المشكله .وسيضاعف الاحتقان واشعال نار الحرب بينهما .
في الخلاصة ان هذا الصراع يعتمد تطويرة الى حرب شاملة او حرب نووية على مدى التزام الطرفين واقتناعهم بمقدار الرد بينهما ، او وقوع خسائر كبيرة في احد الدولتين وانهيار أنظمتها العسكرية والأمنية وفشل الجهود الدبلوماسية والتدخلات العالمية والإقليمية لايقاف الحرب ، ومما يزيد التوتر وفرص الانزلاق الى حرب شامله الى التباين العقائدي بين الطرفين والتاريح المليء بالحروب والاتهامات المتبادلة والاشتباكات والاختقان المستمر بين الطرفين .