نبض البلد - تأنيث الكوادر التعليمية.... الغاية والوسيلة
المستشارة والكاتبة التربوية : د.ريما زريقات
كان قرار تأنيث الكوادر التعليمية قرارا سابقا وقبل سنوات ليست بقليلة ، لكن هذا القرار لم يتم تنفيذه ، وتابعت بالأمس قرار معالي وزير التربية الأكرم من خلال الكتاب الرسمي الموجه لمديري التربية والتعليم الأفاضل ، وتساءلت لماذا هذا القرار حاليا وهل تم اجراء اللازم لإنجاح هذا القرار تربويا واجتماعيا ومجتمعيا وتعليميا ؟!
سأبدأ بالعبارة المدرجة بالكتاب الرسمي وهي " تأنيث المدارس التي كادرها التعليمي من الذكور" السؤال هل هناك مدارس ذكور كادرها التعليمي من الذكور والكادر الاداري مثلا من غير الذكور ؟! لا أعتقد ، كذلك العبارة المدرجة بالكتاب وهي " تذويب المراكز التعليمية والادارية من الزوائد بالنقص الحاصل في مدارسكم " السؤال هل هناك تذويب للمراكز ؟! التذويب للزوائد هل يعقل تذويب مراكز مدرجة على جدول التشكيلات ، لا يمكن طبعا ، لأن المراطز هي التي تحدد التشكيلات وبالتالي عدد الكوادر والتخصصات اللازمة ، أعتقد أن المقصود هوعبارة تذويب الزوائد وسد النقص الحاصل في مداسكم ، أو سد النقص الحاصل في مدارسكم بتذويب الزوائد وليس العفو تذويب المراكز التعليمية والادارية .
لنعد للسبب الرئيسي على الأغلب وأعتقد أنها تعتبر حل لمشكلة نقص الذكور في بعض التخصصات بخطوة وقرار تأنيث الكوادر التعليمية في مدارس الذكور دون الصف السادس واستثمار الزوائد من الاناث خاصة وهناك زوائد بأعداد ليست بقليلة في مدارس المديريات ، والتي تعتبر عبء وثقل وهدر للمال العام ، فلا بد من استثمارها لمحدودية التعيينات وسد النقص والحفاظ على المال العام وأعتقد أن المدارس أيضا التي يكون أكبر صفوفها سابع أو ثامن أو تاسع لا بد من دمجها مع المدارس الثانوية ، لتكن حلول جذريا أيضا وتوفير للمال العام والتخفيف على الموازنة .
لنأتي للسؤال التالي : ماهي الضوابط والتشريعات اللازمة لإنجاح هذه الخطوة وهذا القرار ؟
أولا : نحن بحاجة لقيادات التغيير ، فكثير من القيادات يفشلون أي قرار للتغيير ويتذمرون وينقلون هذه العدوى لبعض معلميهم ومجتمعهم التعليمي والأسري ، لا بد من اعادة النظر في تعيين القيادات من المركز إلى الميدان التربوي ، ثانيا : إعادة النظر في التشريعات التربوية وتعليمات الانضباط المدرسي ، فالتعليمات فقط يتم تطبيقها من الصف السابع الأساسي ، ثانيا : توعية أولياء الأمور والمعلمات وكل من له علاقة بالمجتمع المدرسي ، فالمعلمات أمهات ومتأكد أنهم أبناء لهن ، ثالثا : لابد من وضع ضوابط وتشريعات وتعليمات كما أسلفت فمثلا في المدارس الخاصة هناك تعليمات داخلية يطلع عليها ولي الأمر ويقوم بالتوقيع عليها من خلال العقد الذي يتم بين المدرسة وولي الأمر ويحق للمدرسة أيضا عدم الرغبة في تجديد التسجيل لأي سبب لديها للعام الجديد ، وهذا ما يضبط سلوك الطلبة أيضا ، رابعا : لنتحدث بصراحة مع أنني أعتبر طلبة المدارس أطفالا ويسهل توجيههم بروح وعاطفة الأمومة ، هناك قضيتين تتعلق بذلك : أولا بيئات الطلبة ، ثانيا سن البلوغ للطلبة وارتباطها بممارسات سلوكية ، فهناك طلبة يكون بلوغهم بالصف الخامس أو السادس ، وهذا يتعلق بالطلبة الأصغر سنا ، طلبة الصفوف الثلاثة الأولى وكذلك المعلمات ، سيكون هناك حساسية كرد فعل سواء من أولياء امور الطلبة الأصغر سنا وأزواج المعلمات وأخوتهن وأهاليهم وقد يمتد للعشيرة لا سمح الله ، ما أقصده هنا لا بد من اتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة والاجراءات الوقائية لهذا القرار ، بهذا نستطيع انجاح هذا القرار وتوفير المال العام وتغيير النظرة المجتمعية وإسكات المتربصين ، وأكثر من ذلك معالجة الضعف التحصيلي والتعليمي لدى الطلبة سيكون النتيجة الحتمية بإذن الله ، وللحديث بقية...