الحديد في جسم الإنسان ليس كماليًا.. والنقص يوصل لمضاعفات خطيرة

نبض البلد -

"الأنباط" تستعرض مع مختصين أسباب نقص الحديد وكيفية تجاوزها
العرموطي: أعراض نقص الحديد تختلف وفقًا لدرجة النقص
رمَّاحة: قراءات نقص الحديد في المختبر تصل إلى ما يقارب الـ50%
أبو حشيش: فيتامين C أبرز ما يُعزِّز امتصاص الحديد في الجسم

الأنباط - كارمن أيمن

نقص الحديد في الجسم ليس شيئًا هامشيًا يمكن التغاضي عنه، فقد تصل تبعاته إلى فقر الدم وحدوث مضاعفات خطيرة تتحول لأمراض مزمنة.
ولاحظ مختصّون أخيرًا أنَّ هناك تزايدًا في نسب نقص الحديد بين الأفراد في المجتمع الأردني على اختلاف فئاته العمرية، ويعود تفسير النقص نتيجة عوامل ترتبط بعادات الإنسان أو بالوراثة، ما يشير تساؤلات حول أسباب انتشار نقص الحديد وما هي الحلول؟
أخصائي الباطنية الطبيب أحمد العرموطي بين لـ"الأنباط" أنَّ نقص الحديد يعود إلى قلّة تناول الأطعمة الغنيّة بالحديد والمُغذّية للجسم، إضافةً إلى أنَّ نقص الحديد قد ينتشر لدى الحوامل، منوِّهًا على ضرورة أخذ الحديد بعد الشهر الثالث لأنَّها بحاجة إلى تدعيم الحديد.
وتابع أنَّه في حال إصابة كبار السن بنزيف القُرحة نتيجة أمراض القولون والمعدة، فإنَّه قد لا يظهر على البراز ويكون "دم مخفي"، ويبقى لون البراز كما هو، لكن إذا كان النزيف بكميّات كبيرة قد يتحوَّل لون البراز إلى الأسود الداكن ويُسمَّى "بالبُراز المُدمَّى"، ما يؤدّي لفقر الدم ونقص الحديد.
وأضاف العرموطي أنَّ العوامل المؤثِّرة في نقص الحديد تشمل تلقّي بعض المرضى دواء "الأسبرين"، إذ أنَّه قد يُحدث تقرُّحات في المعدة، فضلًا عن شُرب الشاي مُباشرةً مع الأطعمة، ما يؤخِّر امتصاص الحديد من المعدة والأمعاء.
وأكَّد على أنَّ أعراض نقص الحديد تختلف وفقًا لدرجة النقص، إذ تتمثَّل بشحوب واصفرار الوجه، التعب العام، فقدان التركيز، خفقان في نبضات القلب، الدوخة، الصداع.
ونصح بضرورة ممارسة الرياضة وإجراء فحوصات دورية كل 6 أشهر إلى سنة بما فيها فحص مستوى مخزون الحديد في الجسم وقوّة الدم (الهيموجلوبين)، لضمان الوقاية من الأمراض وعلاجه في مراحله الأولى، خاصَّة أنَّ الأفراد لا يلجؤون للفحص دون شكوى أوالشعور في الألم.
وفي السياق، أشار مدير المختبر علاء رمَّاحة أنَّ قراءات نقص الحديد في المختبر تصل إلى ما يقارب الـ50% لدى المرضى، موضِّحًا أنَّ علاجه يكمن في حقن إبر في الوريد لحالات النقص الشديد، وتلقّي الحبوب في حالات النقص غير الشديد، إذ أنَّ الأفراد في الأردن يفتقدونَ "تنوُّع الأغذية".
وفي هذا الإطار، أشارت أخصَّائية التغذية إسراء أبو حشيش أنَّ الأنظمة الغذائية "غير متكاملة" ونوعية الطعام لا تُغطِّي احتياجات الجسم من حيث المعادن والفيتامينات التي يحتاجها لاسيما الحديد، إذ أنَّ عادات تناول الطعام في بعض الأوقات قد تؤثِّر على امتصاص كافّة الحديد الموجود فيها.
وأضافت أنَّ الكاليسيوم يؤثِّر على امتصاص الحديد، إذ أنَّ المصدر الأساسي للحديد يتمثَّل باللحوم ولا تُضاف إلى وجبات الطعام على مدار اليوم.
وتابعت أنَّ شُرب الكافيين بكثرة يُقلِّل من امتصاص الحديد، وفيما يتعلَّق بالنباتيين فإنَّه من الضروري تناول البروتين النباتي لتعزيز امتصاص الحديد من المصادر النباتية.
ولفتت أبو حشيش خلال حديثها "لـلأنباط" أنَّ أبرز ما يُعزِّز امتصاص الحديد إلى جانب المُكمِّلات الغذائية فيتامين "C”، بالإضافة إلى اللحوم الحمراء وبعض أنواع البقوليات والسبانخ والكبدة والمُكسَّرات الصحيّة كاللوز والجوز، فهي تحتوي على نسب بسيطة من الحديد، فضلًا عن الزبيب والمشمش، لرفع مستوى الحديد في الدم ومخازن الحديد.
وأوضحت أنَّ الكثير من الأفراد يعتمدون على تناول وجبتين يوميًّا ويتضمَّنها وجبات سريعة، فلا تحتوي على مصادر حديد كافية وبطريقة يستفيد منها الجسم، ما يؤثِّر على حرق الدهون أو نزول الوزن نتيجة عدم التنوُّع في النظام الغذائي.