الذهب يواصل رحلة التحليق عاليًا

نبض البلد -

المعدن الأصفر يبلغ 3300 دولار للأونصة مدعومًا بانخفاض الدولار

أبو ديه: الدولار الأمريكي بدأ يفقد بريقه ويقل الطلب عليه

الأنباط – مي الكردي

سجل الذهب يوم أمس قمة تاريخية جديدة عند 3300 دولار للأونصة الواحدة سابقًا الزمن بتوقعات المحللين ببلوغ هذا المستوى بنهاية عام 2025 محققًا سلسلة ارتفاعات قياسية خلال الربع الأول من العام الحالي.

وساهم تراجع الدولار والتوترات التجارية الناجمة عن السياسات الأمريكية ومخاوف الركود الاقتصادي فضلًا عن الأوضاع الجيوسياسية بارتفاع أسعار المعادن النفيسة وخاصة الذهب، الذي يتماشى سعره عكسيًا مع سعر صرف الدولار.

وفي وقت يُشير فيه الخبراء إلى أن أسباب ارتفاع أسعار الذهب مؤقتة، وأن التوصل إلى اتفاقات بشأن الرسوم الجمركية وتهدئة سياسية من شأنه أن يرفع الدولار من جديد ويعزز من نشاطه الاقتصادي العالمي لتُعاود الاستثمارات بالتوجه نحوه من جديد.

تراجع الدولار يرفع الذهب

وبين الخبير الاقتصادي منير أبو ديه، أن استمرار انخفاض سعر الدولار أمام العملات العالمية الأخرى يؤدي إلى ارتفاع أسعار المعادن النفيسة وخاصةً الذهب كملاذ آمن بدل الدولار، مُشيرًا إلى أن الدولار يواجه انخفاضًا بالسعر واحتمالية خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي بسبب ضغوطات من قبل الرئيس الأمريكي بالرغم من وجود مؤشرات لارتفاع التضخم.

وتابع أن خفض الفائدة يقلل من جاذبية الدولار في الأسواق العالمية ويعزز من أسعار الذهب، لافتًا إلى الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين التي أدت إلى التخوف حول السندات الأمريكية التي هددت الصين ببيعها أو التخلص من جزء منها، حيثُ لم تعد جاذبية السندات الأمريكية كما كانت في السابق.

الدولار في بداية الانحدار

وفي سياق متصل، أشار أبو ديه إلى أن الدولار الأمريكي بدأ يفقد بريقه ويقل الطلب عليه، في وقت يستمر به الذهب بالارتفاع بالأسواق العالمية مُشكلًا ملاذًا آمنًا للمستثمرين في ظل ضعف الدولار وحالة عدم اليقين الاقتصادية وانخفاض أسهم أسواق المال العالمية.

الارتفاع مرهون بوجود الأسباب

ولفت إلى ان أسباب ارتفاع الذهب قد تكون مؤقتة، حيثُ أن الارتفاعات المتتالية في أسعار الذهب تأتي نتيجة الأوضاع الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة والعالم، مثل الصراع الروسي الأوكراني، ضبابية المحادثات الأمريكية الإيرانية بشأن الاتفاق النووي، والحرب الصهيونية على قطاع غزة.

وأشار أبو ديه إلى احتمالية انتهاء أسباب الارتفاع بين فترة وأخرى، حيثُ أن الاتفاقات بين الولايات المتحدة ودول العالم والصين قد تحصل في أي لحظة، موضحًا أن الذهب مُعرض لانتكاسة لينخفض، لكن السيناريو الآخر وارد الحدوث وهو أن يستمر بتسجيل أرقام قياسية جديدة لم يعهدها ويصل إلى 3500 دولار للأونصة.

صعود الدولار يهدد أسعار الذهب القياسية

وبين أنه في حال حدوث أي اختراق من الناحية السياسية والعسكرية وحدوث حل في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ودول العالم فإن ذلك يعني أن الدولار سيرتفع وينشط الاقتصاد العالمي، لافتًا إلى أنه في تلك الحالة لن يبقى الذهب الأفضل في الاستثمار، حيثُ سيصبح السوق المالي للعملات والاستثمار في القطاعات التجارية والخدمية أفضل.

وذكر أبو ديه أن الذهب يعتمد على الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية، والاتفاق التجاري بين الدول، وهذه الأسباب هي من أوصلته للقمة وقد ينخفض في أي لحظة، لافتًا إلى أن شراء الذهب بهذا الارتفاع سيكون محفوفًا بالمخاطر لإنه معرض للانخفاض والارتفاع في نفس الوقت، الأمر الذي يتطلب من المواطن والمستثمر الحذر والمتابعة.