تزامنت فكرة هذا الكتاب مع تنامي ظاهرة ملفتة أصبحت تمثل تحدياً متصاعداً، فقد شاعت مؤخراً ظاهرة استخدام الطائرات دون طيار، فتغيرت تبعاً لذلك، خطط وأساليب الحرب وقواعد الاشتباك، فالطيار عن بعد، يدير المعركة آمناً، يجلس في غرفة مكيفة على بعد مئات بل آلاف الأميال، فالطائرات المسلحة دون طيار، باتت ذخائر متسكعة في الأجواء تتحين الفرص، للانقضاض والفتك بأهدافها بسرعة لا تعرف الرحمة أو التردد، ويتم التخطيط لاستخدامها كحقول ألغام جوية ساكنة في الغلاف الجوي، أو بمثابة سدود نارية متأهبة ضد اختراق مثيلاتها للأجواء، وغارات الطائرات المأهولة.
وفي السياق تستخدم الطائرات المسيرة في عمليات التجسس والتعقب ويتوقع أن تكون بديلاً عن الأقمار الصناعية يوماً ما.
كل ذلك يُفاقِم من تحديات تهدد أسس السيادة الوطنية والمجال المحفوظ للدول، وللقانون الدولي العام وفروعه، فلابد من مواجهة ذلك.
وهناك، تحديات تتمثل في وضع حد لسياسة القتل المستهدف أو الإعدام خارج القضاء، وسياسة إفلات الجناة من العقاب، وقيام المسؤولية الدولية والمسؤولية الجنائية الفردية لكل فرد من طاقم التشغيل والقادة الأعلى مستوى، وذلك بالتزامن مع إجراءات التطوير والتأطير لقواعد القانون الدولي في مواجهة استخدام تلك الطائرات غير المأهولة، بما في ذلك تحديات ومخاطر الإفراط في استخدامها وفي التصدي على حد سواء.
المؤلِّف في سطور:
د. قاسم ابراهيم متعب الجنابي..
من بغداد ومولود فيها، بكالوريوس في القانون من جامعة بغداد، ماجستير في القانون العام من كلية الحقوق-جامعة الشرق الأوسط MEU – عَمّْانْ، ودكتوراه في القانون العام- كلية الحقوق والعلوم السياسية- جامعة سوسة/ تونس. بعد العام 1990، كان قد بدأ العمل في القطاع العام، عمل مديراً عاماً لدائرة الاتصالات الحكومية ثم مديراً عاماً لدائرة المتابعة والتنسيق الحكومي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، ويعمل حاليا تدريسيا في القانون العام في قسم القانون- كلية السلام الجامعة- بغداد.