دلالات القمة العربية وتأثيراتها على حماس وفتح

نبض البلد -

 

فراعنة: الأردن ومصر تدركان أهمية وحدة فتح بمواجهة الاحتلال

جبر: خطاب "أبو عبيدة" رد مباشر على تهديدات ترامب

 

الأنباط - محمد شاهين

 

في حلقة جديدة من برنامج "قراءة المشهد" عبر شاشة الأنباط، ناقش المحلل السياسي حمادة فراعنة، وأستاذة العلوم السياسية، د.أريج جبر، التطورات السياسية الأخيرة بالمنطقة وتأثير القمة العربية الطارئة على الساحة الفلسطينية، وكيفية تعامل حركة حماس مع هذه التطورات، والعلاقات الداخلية لحركة فتح.

وناقشت د.جبر ظهور المتحدث باسم حركة حماس، أبو عبيدة، الذي أعلن جاهزية الحركة لأي تصعيد، موضحة أن هذا الخطاب كان ردًا مباشرًا على التهديدات التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأضافت أن أبو عبيدة أراد أن يبعث برسالة مفادها أن حماس لن تخضع للضغوط ولن تستجيب للتهديدات.

 

وأشارت جبر إلى أن حماس كانت من أولى الفصائل التي رحبت بمخرجات القمة العربية، موضحة أن الحركة كانت تسعى للحفاظ على استقرار الوضع في قطاع غزة ودعمت جهود إعادة الإعمار ومواجهة محاولات توطين الفلسطينيين في دول الجوار، مبينة أن حماس حريصة على الحفاظ على وحدة الموقف العربي وحرصها على كسب تأييد الحاضنة الشعبية العربية.

 

حماس والتنسيق مع العرب

 

وأضافت أن حماس تسعى لتنسيق جهودها مع الدول العربية، في إطار مواجهة المخططات الإسرائيلية، وتعمل على أن تكون جزءًا من المشهد الفلسطيني دون تصدره، وتركز على توحيد الصف الفلسطيني.

 

وحدة فتح تعزز مكانتها

 

وفي ما يخص فتح، فقد أشار المحلل السياسي حمادة فراعنة إلى انقسامات داخلية عميقة داخل الحركة، مؤكدًا أن الانقسامات الحالية تعكس تحديات كبيرة أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خاصة بعد رفضه لقمة الرياض الخماسية وعدم تجاوبه مع دعوات الوحدة الفلسطينية.

كما أكد أن وحدة حركة فتح هي من تعزز مكانتها في الساحة الفلسطينية، وأن الحركة بحاجة إلى إعادة ترتيب صفوفها لتتمكن من منافسة حركة حماس. وأشار إلى أن الانقسامات داخل فتح تشمل شخصيات بارزة مثل محمد دحلان وناصر القدوة، وأن هذه الانقسامات قد تؤثر على مستقبل الحركة السياسي.

 

وشدد فراعنة على ضرورة استعادة الوحدة الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن الانقسامات الداخلية تضعف القدرة الفلسطينية على مواجهة التحديات، وأوضح أن الدول العربية، وخاصة مصر والأردن، تدرك أهمية وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.

 

البرغوثي و"إسرائيل"

 

من جهتها، قالت د.جبر أن اعترافات العديد من القادة الإسرائيليين، ووسائل الإعلام الإسرائيلية، تؤكد على أن مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح، يمثل تهديدًا حقيقيًا للكيان المحتل، فقد سعى الاحتلال مرارًا وتكرارًا إلى عدم الإفراج عنه، ما يشير إلى الخوف من كاريزمته وقدرته على جمع مكونات الشعب الفلسطيني،.

وقالت د.جبر أن القضية الفلسطينية بحاجة إلى ترميم حقيقي لما أسمته "البيت الفلسطيني" الذي يعاني من التصدع والشروخ العميقة، وأضافت أن الطريق نحو الوحدة يجب أن يكون بعيدًا عن المحاصصة والكراسي، مشيرة إلى ضرورة توحيد الجهود لمواجهة الاحتلال بدلًا من الانشغال بالخلافات الداخلية.

وقالت إنه على الرغم من تعدد المبادرات التي تمت بين فتح وحماس، إلا أن هناك مخاوف من بعض قيادات فتح من نمو حماس، خاصة بعد تجربتها في انتخابات 2006، واضافت أن القضية الآن تتعلق بالشعب الفلسطيني أولًا وأخيرًا، وأن الأهم ليس من يفوز في الانتخابات بل كيفية تحقيق العدالة والحقوق للشعب الفلسطيني.

 

المفاوضات مع الولايات المتحدة

 

وفيما يخص المفاوضات الأخيرة بين حماس والولايات المتحدة، أشارت د.جبر إلى أن هذه المفاوضات لا يمكن اعتبارها مجرد محاولة لاحتواء الحركة، بل هي بمثابة اعتراف بمكانة حماس كطرف رئيسي في الصراع الفلسطيني وقد فرضت الحركة نفسها على الساحة الدولية بفضل تكتيكها واستراتيجياتها الناجحة في مواجهة الاحتلال. ولفتت إلى أن حماس أصبحت جزءًا لا يمكن تجاهله في المشهد الفلسطيني.

وأوضحت أنه منذ عام 2006، تمكنت غزة، بفضل صمود حماس والشعب الفلسطيني، من مقاومة الاحتلال رغم الحصار، وقالت إن الاحتلال لم يتمكن من العودة إلى غزة حتى 2023، مشيرة إلى أن غزة، رغم كونها محاصرة، كانت رمزًا للمقاومة والتصدي للعدوان، وأكدت على أن المقاومة الفلسطينية، ورغم استشهاد العديد من قياداتها، استطاعت بناء قيادات أكثر قوة وصلابة.

 

في ظل تلك التطورات، تناولت د. جبر التحولات الأخيرة في السياسة الأمريكية تجاه حماس، موضحة أن الولايات المتحدة هي من بدأت بالتوجه نحو حماس، وليس العكس، وأضافت أن المفاوضات مع حماس تأتي ضمن اعتراف دولي بموقعها على الساحة الفلسطينية، معتبرة أن هذه التحولات تشير إلى أن حماس لا يمكن تجاهلها في أي تسوية قادمة.

 

وفيما يخص الانقسامات داخل ح

حماس، أكدت أن الاختلاف بين قيادات الحركة هو أمر طبيعي، فهناك تباين في وجهات النظر بين القيادة الميدانية والسياسية وكذلك بين قيادات الداخل والخارج، ورغم هذه الانقسامات، إلا أن هناك إجماعًا على الثوابت الفلسطينية مثل رفض التقسيم والتمسك بحق تقرير المصير.

وتطرقت د. جبر إلى ضعف السلطة الفلسطينية في مواجهة التحديات الحالية، متساءلة عن فاعلية السلطة في الدفاع عن الأراضي الفلسطينية في ظل ما يحدث من استيطان وتهويد للقدس، وأكدت أنه في ظل هذه الأوضاع، أصبحت الحاجة ملحة لوحدة الصف الفلسطيني، وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلال.

وأكدت أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ولا يمكن التنازل عنها تحت أي ظرف، وأضافت أنه يجب إعادة الاعتبار لهذه المنظمة باعتبارها القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، ضد أي سلطة هرمة لا تملك القدرة على الدفاع عن القضية الفلسطينية.

وشددت على ضرورة العمل الجاد لتحقيق المصالحة الفلسطينية الحقيقية التي لا تقتصر على محاصصة أو تقسيم سياسي، بل يجب أن تكون قائمة على تحقيق العدالة والمساواة بين جميع فصائل الشعب الفلسطيني، وأشارت إلى أهمية الاستفادة من التجارب السابقة مثل اجتماع بكين الذي جمع 14 فصيلًا فلسطينيًا في محاولة لإيجاد حلول جذرية للقضية الفلسطينية.

 

وفيما يتعلق بالوضع الميداني في قطاع غزة، توقعت أن الأمور ستتجه نحو وقف إطلاق نار دائم، لكنها أشارت إلى أن التصعيد قد يكون قريبًا، وأن الأوضاع في غزة ستكون أكثر تعقيدًا في الأيام المقبلة، وأكدت أن المرحلة المقبلة قد تشهد ضغطًا دوليًا على الأطراف الفلسطينية للعودة إلى طاولة التفاوض..