المجلس الأعلى للسكان: السمنة عامل رئيسي للمراضة والوفاة في الأردن

نبض البلد -
يصادف الرابع من آذار من كل عام اليوم العالمي للسمنة، حيث يتزامن موعده هذا العام مع بداية شهر رمضان المبارك، ليمثل الصيام فرصة لتعزيز العادات الغذائية الصحية وتقليل الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة والوزن الزائد، إلى جانب الحد من استهلاك التبغ، أحد عوامل الخطر الرئيسة المؤثرة على الصحة.
وتهدف هذه المناسبة إلى تسليط الضوء على مخاطر السمنة وضرورة تبني أنماط حياة صحية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خصوصا الهدف الثالث المتعلق بتحسين الصحة وضمان الرفاهية للجميع، والغاية الخامسة منه والتي تهدف إلى تقليل الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة الثلث بحلول عام 2030.
وتقاس السمنة أو ما يسمى مقياس كتلة الجسم، وهو حاصل وزن الجسم بالكيلو غرام على مربع الطول مقاسا بالمتر أو أجزاء منه، فإذا كان حاصل القسمة 30 فأكثر فإن الشخص لديه سمنة، أما إذا كان بين 25-29 فإن الشخص لديه زيادة في الوزن.
ووفقا لأحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن 38.5 بالمئة من البالغين في الأردن ممن تبلغ أعمارهم 18 سنة فأكثر يعانون من السمنة، حيث ترتفع هذه النسبة بين النساء إلى 44.3 بالمئة مقارنة بـ 33 بالمئة للرجال، فيما تبلغ النسبة بين الأطفال والمراهقين بعمر 5-19 سنة نحو 17.8 بالمئة، بواقع 22.1 بالمئة للذكور مقابل 13 بالمئة للإناث.
وأظهرت نتائج المسح التدرجي لعوامل الخطورة المرتبطة بالأمراض غير السارية، الذي أجرته وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية عام 2019، أن 60.1 بالمئة من الأشخاص الذي تتراوح أعمارهم بين 18- 69 سنة يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، حيث بلغت النسبة 68.8 بالمئة للنساء، و53.1 بالمئة للرجال.
وتشكل الأمراض غير السارية في الأردن حوالي 78 بالمئة من أسباب الوفيات، ما يستدعي مراقبة عوامل الخطورة المرتبطة بها والحد من انتشارها، باعتبار أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وارتفاع ضغط الدم واضطرابات التنفس وبعض أنواع السرطان، كما قد تؤثر على الصحة النفسية والخصوبة لدى الجنسين.
وأظهرت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية لعام 2023 ارتفاعا في نسبة النساء المتزوجات في سن الإنجاب اللواتي يعانين من السمنة أو زيادة الوزن، حيث بلغت هذه النسبة 35.4 بالمئة في الفئة العمرية 15-19 سنة، فيما بلغت النسبة في الفئة العمرية 20-49 سنة حوالي 64.1 بالمئة، وارتفعت النسبة إلى 83.6 بالمئة للسيدات الأكبر عمرا بفئة 40-49 سنة، فيما سجلت محافظة جرش أعلى نسبة سمنة بين السيدات المقيمات، حيث بلغت 72 بالمئة، وبلغت النسبة بين السيدات السوريات في الأردن 69.4 بالمئة، وبين السيدات دون مستوى التعليم الثانوي إلى 72.6 بالمئة.
وأما بالنسبة لانتشار السمنة بين الأطفال، تشير الأرقام إلى ارتفاع معدلات زيادة الوزن مقارنة بالطول بين الأطفال دون سن 5 سنوات في الأردن خلال الفترة 2012-2023، حيث تضاعفت النسبة من 4.4 بالمئة عام 2012 إلى 8.8 عام 2023، أما في الفئة العمرية 5-9 سنوات فقد بلغت 20.5 بالمئة عام 2023، فيما بلغت في الفئة العمرية 6-12 سنة 11.8 بالمئة للسمنة، و16 بالمئة لزيادة الوزن، وفقا لنتائج دراسة المغذيات الدقيقة ومسح التغذية في الأردن 2019.
وفيما يتعلق بالإجراءات للحد من السمنة في الأردن، يتطلب التزام الأردن بتحقيق الأهداف العالمية للتغذية ضمن أهداف التنمية المستدامة، العمل على عدة محاور لمواجهة السمنة، أبرزها؛ تعزيز التوعية بأنماط الحياة الصحية وممارسة النشاط البدني، وفرض ضرائب على الأطعمة غير الصحية وتشديد الرقابة على المقاصف المدرسية، ومنع استخدام الدهون المتحولة المنتجة صناعيا في الإمدادات الغذائية، ودعم الرضاعة الطبيعية والتغذية السليمة للأطفال، ومراقبة سوق الأدوية، للحد من استخدام أدوية تخفيف الوزن دون إشراف طبي.