تسبب اضطرابات الجهاز المناعي فرطاً في نشاط الجهاز المناعي حيث يهاجم الجسم ويضرّ الأنسجة الخاصة به، وهذا ما يؤدي إلى تطوّر أمراض المناعة الذاتية. ولكن، كيف يمكن أن تنتقل هذه الامراض؟ وهل هي معدية؟
هل امراض المناعة الذاتية معدية؟
السبب الدقيق لبدء بعض الأجهزة المناعية بمهاجمة الجسم لا يزال لغزا. ولكن الأكيد هو أن أمراض المناعة الذاتية ليست معدية، ولا يمكن أن تنتقل من شخصٍ لآخر بطرقٍ تقليدية تشبه تلك التي تنتقل بها أنواع العدوى الأخرى. من هنا، إليكم بعض أسباب الإصابة بأمراض المناعة الذاتية:
الوراثة:تجعل بعض الجينات التي ينقلها الوالدان الأطفال عرضة لأمراض المناعة الذاتية.
العوامل البيئية:قد لا يكشف مرض المناعة الذاتية عن نفسه حتى ينشأ عن شيء مثل العدوى أو التعرض لبعض السموم أو الأدوية.
العوامل الهرمونية:نظراً لأن العديد من أمراض المناعة الذاتية تميل إلى التأثير على الفتيات المراهقات والشابات، فقد تلعب بعض الهرمونات الأنثوية دوراً أيضاً في ظهور هذه الأمراض.
يعمل الباحثون الآن على اكتشاف الجينات المعنية وكيفية تفاعلها. كما أنهم يبحثون في عدد من المحفزات البيئية والهرمونية المحتملة بحيث يمكن في يوم من الأيام علاج أمراض المناعة الذاتية أو حتى منعها.
ما الذي يمكن فعله بخصوص أمراض المناعة الذاتية؟
يعتمد العلاج على الحالة، ولكن يتم علاج معظم حالات المناعة الذاتية بالأدوية التي تثبط أو تغير ردة فعل الجهاز المناعي على أمل تعطيله بشكل كافٍ لتهدئة المرض. في بعض الحالات، يتم اكتشاف العلاجات الفعالة بالصدفة. على سبيل المثال، في عشرينيات القرن العشرين، تم استخدام حقن ملح الذهب لأول مرة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي لأنه تم استخدام الذهب كمضاد حيوي لعلاج السل واعتقد أن التهاب المفاصل الروماتويدي ناتج عن عدوى. في السنوات الأخيرة، أدى تحديد الخلايا المناعية (مثل الخلايا البائية التي تصنع الأجسام المضادة) أو الرسائل الكيميائية (تسمى أيضاً السيتوكينات، مثل عامل نخر الورم) المشاركة في أمراض المناعة الذاتية إلى العلاجات التي تستهدف هذه المكونات من الجهاز المناعي مثل علاج مضاد للخلايا B ، دواء مضاد لنخر الورم.