نبض البلد -
نبض البلد -دعا أخصائيون في علم النفس، الاسر الاردنية والافراد إلى ضرورة أخذ تدابير لادارة الخوف من خلال المحافظة على الروتين اليومي المعتاد لحياتهم في ظل حظر التجول، لأهميته بإعطاء الإحساس بالسيطرة على الحياة والبيئة المحيطة بهم، قدر الإمكان.
وأكّدوا أهمية إدارة الخوف من الإصابة بالفيروس لدى أفراد العائلة؛ فالقلق والتوتر والخوف من شأنه إضعاف جهاز المناعة لدى الإنسان، وبالتالي تصبح احتمالية الإصابة بالفيروس أو أي نوع آخر من الامراض أعلى.
جاء ذلك، في مكالمات هاتفية أجرتها وكالة الأنباء الأردنية (بترا) مع عدد من الأخصائيين في علم النفس، عن التدابير التي تساعد الاسر الاردنية وأفرادها لتمضية الوقت بشكل فعّال ومفيد في ظل حظر التجول للحماية من فيروس كورونا، فضلا عن كيفية إدارة الخوف من الإصابة بالمرض لدى البالغين والأطفال.
واكدت الاخصائية في علم النفس العيادي بسمة الكيلاني، أهمية الحد من أوقات التعرض لوسائل الإعلام والأخبار المتعلقة بفيروس كورونا، إلى مدة ساعة يوميا مقسمة على أوقات مختلفة لمتابعة آخر المستجدات، موضحة ان الجلوس لفترات طويلة لمتابعة الاخبار يخلق جوا من القلق والتوتر؛ لذك لا بد من التنويع والاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة المسلسلات الكوميدية، وممارسة الروتين اليومي للعائلة.
واوضحت أن عيش اللحظة وتطبيق مهارات اليقظة هو أمر مفيد في هذه الأوقات؛ بمعنى "أن نعيش الحقائق ولا نعيش في افتراضات وتوقعات غير منطقية ونعاملها على أساس أنها حقائق؛ لأن عيش الافتراضات من شأنه زيادة الضغط النفسي"، مبينة ان عيش اللحظة يعني الاستمتاع بالنعم الموجودة لدينا.
واستعرضت المهارات التي تساعد على الهدوء والاسترخاء، كممارسة التأمل لعدة دقائق يوميا، والتركيز في عملية التنفس (شهيق وزفير)، فضلا عن ممارسة الرياضة، والتركيز على الامتنان؛ بمعنى الشعور بالرضا والشكر لوجود الكثير من النعم في حياتنا؛ فالتركيز على الإيجابيات يساعد على نقل عملية التفكير لدينا من السلبية إلى الإيجابية.
من جانبها أكّدت الأخصائية في علم النفس رانيا عطاالله، أن للأب والأم دورا مهما في مثل هذه الأوقات بأن يكونا قدوة لأبنائهم من حيث اتباع الإرشادات الصحية للحماية من المرض، فضلا عن الابتعاد عن أجواء التوتر والقلق وإدراتها بشكل جيد، من خلال الحوار الأسري الهادىء.
وأضافت ان الخوف من المرض شيء طبيعي للبالغين والأطفال، ولكن عندما يُخبرك طفلك بأنه خائف، "عليك الاستماع إليه بانتباه، ومعرفة لماذا هو خائف، وما هي التفاصيل التي تجعله خائفا، وإتاحة الفرصة له للتعبير عن مشاعره، وبعد ذلك طمأنته وإشعاره أن عائلته موجودة وهي إلى جانبه".
وشدّدت كل من الكيلاني وعطاالله على أهمية محافظة العائلة على روتينها اليومي في ظل حجر التجول، وأن لا تعتبر نفسها في إجازة؛ لأن الروتين مهم في إعطاء الإحساس بالسيطرة على الحياة والبيئة المحيطة بنا بقدر الإمكان.
وأوضحتا ان الحفاظ على الروتين يكون بالاستيقاظ والنوم بوقت محدد، وإعداد وجبات الطعام الصحية التي تقوّي جهاز المناعة في وقتها المعتاد، والقيام بالأعمال المنزلية الاعتيادية، والعمل من المنزل، والاهتمام بالنباتات المنزلية أوالحديقة المنزلية إن وجدت، ومساعدة كبار السن من الجيران الذين يعيشون لوحدهم، من خلال التسوّق لهم في الأوقات المسموح بها وتلبية احتياجاتهم مع مراعاة الإرشادات الصحية لحمايتهم من المرض، والتواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإطمئنان عليهم.
ودعتا الى اعتبار الجلوس في المنزل فرصة، للقيام بالأعمال التي كنا كأفراد نود القيام بها ولكن مشاغل الحياة العملية كانت تحول دون ذلك، اضافة الى انه فرصة أيضا لممارسة الألعاب التقليدية للأطفال وتحفيزهم على المطالعة والرسم .
واشار أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور أحمد السالم إلى أن إدارة الخوف من مرض فيروس كورونا لدى البالغين تكمن اولا في فهم طبيعة المرض والتعرّف على المعلومات العلمية عنه من خلال المصادر الموثوقة كوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
وقال إن بعض التفسيرات لما يحدث في العالم، تذهب إلى أن الفيروس قد يكون نتيجة سلاح بيولوجي، وهذه التفسيرات لغاية الآن لم يثبت صحتها، موضحا أن نسبة الوفيات التي قد يحدثها السلاح البيولوجي تصل إلى 30 بالمئة، في حين أن نسبة وفيات فيروس كورونا هي بحدود 3-4 بالمئة.
وبين أن احتمالية الوفاة للمصابين بمرض كورونا في سن الأربعين هي أقل من 2 بالألف، لكن المشكلة هي مع كبار السن، فاحتمالية الوفاة تصل إلى 5 بالمئة لمن هم فوق 70 عاما، و30 بالمئة لمن هم فوق 80 عاما.
ودعا السالم المواطنين إلى الالتزام بالإجراءات الحكومية بحذافيرها، ولاسيما الحظر لأن من شأنه المساعدة بالسيطرة على انتشار المرض، وبالتالي عدم استنزاف مستشفياتنا وطواقمنا الطبية، والحفاظ على قدرتها وديمومة خدماتها للجميع سواء المصابين بمرض كورونا أو غيرهم؛ فجميع هذه الإجراءات هي في صالح جميع المواطنين.
ولفت الى وجود نوعين من القلق طبيعي ومرضي: الطبيعي هو شيء عادي ويجعلنا نتخذ الإجراءات الصحية الضرورية لحماية أنفسنا، أما المرضي وهو الخوف من الإصابة بالمرض فهو الذي يستنزف طاقة الشخص وتفكيره دون جدوى؛ فهذا النوع من القلق يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة وبالتالي تصبح احتمالية الإصابة بأي مرض كان أعلى.
ودعا إلى ضرورة التركيز على رفع جهاز المناعة من خلال الطعام الصحي وتناول الخضار والفواكه، وممارسة التمارين الرياضية، والابتعاد عن القلق والتوتر والتدخين، واتباع إرشادات النظافة الشخصية والمنزلية، والتهوية الجيدة للمنزل.
-- (بترا)