ارتدى البدلة السوداء ووقف بين أربع فتيات يرتدين فساتين الزفاف، وسط حديقة كبرى بأحد فنادق مدينة الأقصر، حيث وقع اختيار عمر عبده، عليه ليكون "فوتوسيشن" زفافه الوهمي، الذي لجأ إليه بعد إلحاح من والدته لزواجه ورؤيته وهو بصحبة عروسه، ليحقق لها أمنياتها بطريقة كوميدية.
من محافظة قنا، حيث يعيش عمر عبده، برفقة والدته التي دائمًا تلح عليه بالزواج واستخدمت طرقها المتعددة لإقناعه بتحقيق رغباتها، فكثيرًا ما ذرفت دموعها لكن دون تأثير على الشاب العشريني، حتى قررت الأم عدم الاهتمام باحتياجات نجلها: "مبقتش تحضرلي الأكل.. ولا تغسلي هدومي أو حتى تغيرلي ملاية السرير.. وكل ما أقولها على حاجة تقولي شوفلك واحدة تعملك حاجتك"، بحسب حديثه لـ"هن".
جدل متواصل بين الشاب العشريني ووالدته، يدور حول رغبتها الملحة: "كل ما أقعد معاها.. تقولي نفسي أشوفك عريس"، فأنهاها "عمر" بتأكيده على تحقيق أمنية والدته: "آخر مرة قولتلها والله هخليكي تشوفيني عريس".
فكرة غير مألوفة على المجتمع الصعيدي، طرأت في بال "عمر"، سعى في تنفيذها وهي التصوير ببدلة الفرح بصحبة فتاة ترتدي فستان زفاف، لكن اختيار فتاة واحدة لتنفيذ هذه المهمة الزائفة، ربما يعرضها لأحاديث تحمل المضايقات لها، ليستقر على التصوير برفقة أربع فتيات: "لو كانت بنت واحدة.. كانت هتبقى صعبة عليها.. عشان كدا قولت يبقوا أربعة بنات".
رحلة من البحث الطويلة قطعها "عمر"، لاختيار الفتيات الأربع، حيث يصفها بالمرحلة الأصعب في تنفيذ رغبة والدته: "كانت أصعب حاجة واجهتها هي اختيار البنات"، ليقع اختياره على فتيات يعملن في المسرح: "اخترت بنات بتمثل في المسرح".
الذهاب لمحافظة الأقصر، بعيدًا عن أعين الناس في "قنا"، هكذا جاء قرار الشاب العشريني برفقة الفتيات والفريق المساعد له لإتمام "الفوتوسيشن"، حتى بدأ في تنفيذ ما أراده داخل أحد الفنادق ليتلقى ردود أفعال من الجميع: "أول ما بدأنا نصور.. الكل جه بيتفرج علينا وعاوز يشوف بنعمل إيه".
أتم الشاب العشريني مهمته لتشاهدها والدته بضحك وسخرية: "عجبتها الفكرة جدًا.. وفضلت تضحك عليا.. والدنيا اتعدلت شوية معها بس برضو عاوزة تجوزني" فهي دائمًا ما تساعده على اختيار عروسه لكن دون فائدة: "بتجبلي عرايس كتير.. كلهم كانوا بيتجوزوا ما عدا أنا".