نبض البلد -
الأستاذ الدكتور عمر علي الخشمان
جلالة الملك عبدالله الثاني منذ عهدة المبارك الممتد بحفظ الله ورعايتة يحرص كل الحرص على تكريس ثقافة الحوار الوطني والتواصل المباشر مع المواطنيين ورفع القضايا التي تختلف حولها وجهات النظر والاراء وتتباين فيها الاجتهادات الى مستوى النقاش العام وامام ذلك سعى جلالتة الى توفير البنية الانسب للحوار وتوسيع قاعدة المشاركة وتمثيل كافة الرؤى والخلفيات السياسية والاجتماعية والفعاليات الاقتصادية والشبابية ورجال الدين وكافة الفعاليات الوطنية من خلال حوارات متعددة عبر عنها جلالة الملك عبداللة في الاوراق النقاشية التي طرحها جلالتة للراي العام هذة المشاركة من قبل جلالتة وهو راس الدولة بحد ذاتها تعتبر مبادرة غير مسبوقة على مستوى العالم.
حملت هذة الاوراق الملكية رؤى وتطلعات جلالة الملك وهي رؤية ثاقبة تدعمها ارادة سياسية جادة وقوية لدى صانع القرار الاول في البلاد لتعزيز وتعميق النهج الديمقراطي بطريقة علمية وغير تقليدية اسهاما من جلالتة في دعم مسيرة الاصلاح الوطني التي رسمها للوطن من خلال وجود رؤية مستشرقة للمستقبل الديمقراطي الواعد وتتبلور من خلال التعامل مع الاحداث والمجريات والتغييرات المتسارعة على الساحة الاقليمية والدولية لتؤكد هذة الاوراق على مقومات الهوية الوطنية الاردنية وبناء منظومة قيمية لمفهوم المواطنة وسيادة القانون بما يكفل الحقوق ويحدد الواجبات والمسؤوليات في اطار الدولة المدنية الجامعة لكل المكونات الاجتماعية واعتبار ان التنوع هو مصدر الازدهار الثقافي والاجتماعي والتعدد السياسي وايضا رافد للاقتصاد الوطني وان ضمان حقوق الاقلية متطلب لضمان حقوق الاغلبية وسيادة القانون هو ضمان حقوق الجميع وتعزيز العدالة الاجتماعية التي تكفل خضوع الجميع لحكم القانون.
الورقة الاولى تناولت مسيرتنا الوطنية نحو بناء الديمقراطية المتجددة وتطوير الادارة وتحديث الاجراءات وافساح المجال للقيادات الكفؤة وتطبيق القانون على المسؤول قبل المواطن, اما الثانية فجاءات لتؤكد على سيادة القانون عماد الدولة المدنية لخدمة جميع الاردنيين وان الدولة المدنية تحتكم الى الدستور والقوانيين والتشريعات وهي دولة مؤسسات والتي ترتكز على السلام والتسامح والعيش المشترك واحترام وضمان التعددية وحماية الحقوق والحريات, الثالثة تحدث فيها جلالتة عن برنامج عمل متكامل يشارك فية الجميع في الانخراتط لمستقبل زاهر وواعد للاردن من خلال الانتقال بالاردن الى ما يصبو الية على الصعيد الديمقراطي والوصول الى مجتمع ديمقراطي يعتمد على الديمقراطية في الحوار والنقد وتعزيز الحوار الوطني, الورقة الرابعة ركزت على التحول الديمقراطي وتعزيز المجتمع المدني ودورة في مراقبة الاداء السياسي تجديد الحياة السياسية لتلبية تطلعات الشعوب, اما الورقة الخامسة فقد حملت عنوان سيادة القانون اساس الدولة المدنية ان سيادة القانون اساس الادارة الحصيفة, فيما ركزت الورقة السادسة على على سيادة القانون وتحديث الاجراءات وافساح المجال للقيادات الكفوة, فيما تناولت الورقة السابعة بناء القدرات الوطنية وتطوير العملية التعليمية باعتبارها جوهر نهضة الامة وتقدمها وعنوان تميزها وركزت الورقة على تطوير قطاع التعليم والتحديات التي تواجها وعلى تعظيم قيمة الابداع لدى الطلبة وماهية المناهج المطلوبة التي تحفز التفكير العلمي والمنطقي للطلبة واهم الوسائل العلمية التي يمكن تطبيقها في العملية التدريسية.
جلالة الملك في هذه الورقة النقاشية يؤسس لنهضة تعليمية أردنية جديدة تبعث وترسل كفاءاتها المتميزة في دول العالم مثلما كان الأردن مشعل للنهضة والتطور في كثير من الدول العربية من خلال خلق جيل واعي مميز يؤسس على عملية تعليمية مميزة نشجع فيها طرق الفهم والتفكير والابتكار والابتعاد عن التلقين والقدرة على التحلل والتفكير ليكون قادرا على المشاركة في الانتاج والعمل والمساهمة في احداث التغيير والتقدم عملا بقولة تعالى"وقل رب زدني علما"
هذه الورقة الملكية تحمل عنوان واضح لمستقبل التعليم الذي يريده جلالة الملك الذي يقوم على الفهم والبحث والبعد عن التلقين والعمل على صقل الشخصية وبناءها وتحفيز الطلبة على مخاطبة العالم بجميع لغاته حتى يكون سمة المجتمع الأردني النهضة والتطور ومواكبة العلم والتكنولوجيا.
تأتي هذه الورقة الملكية متجانسة ومتكاملة مع الأوراق الملكية الست السابقة والتي تسعى لعمل المزيد من التطور والتقدم والانجاز الذي نريده للمسيرة التعليمية في الأردن والتي تشمل المدرسة والجامعة والتركيز على العمل الايجابي وعلى جعل التميز والنجومية في المؤسسات التعليمية هي نجومية التميز العلمي والبحثي والتميز في الاختراع والعلوم والرياضة والفنون بانواعة وتشجيع لغة الحوار وتقبل الرأي الأخر وضرورة وفائدة التنوع الثقافي والبيئي الطلابي والبعد عن التردد والخوف من التطوير ومواكبة التحديث والتطور في العلوم .
جلالته في ورقته النقاشية دعا المؤسسات التعليمية إن تؤمن بما يتمتع به أبناء هذا الشعب وبناته من طاقات هائلة وقدرات كبيرة ومواهب متنوعة وتسعى لاكتشاف هذه الطاقات وتنمية تلك القدرات وصقل تلك المواهب وتحفيزها إلى أقصى حدودها عبر احدث الأساليب التعليمية التي تشجع على الفهم والتفكير والبعد عن التلقين وان تجمع بين العلم والعمل والنظرية والتطبيق والتحليل والتخطيط وتفتح لهم أفاق رحبة إمام أبنائها ليتفوقوا في كل مادة وينبغوا في كل في كل فن أو مهنة أو حرفة.
لتحقيق ذلك لابد من تضافر جهود الجميع الحكومة, ومكونات المجتمع الأردني, بالإضافة إلى المدارس والجامعات لتوفير البيئة التعليمية الحاضنة للتميز والتفوق وتامين الاحتياجات اللازمة والضرورية لبناء قدراتنا ومواردنا البشرية من خلال منظومة تعليمية سليمة وناجحة تعيد للمعلم والأستاذ الجامعي مكانته والقه بين إفراد المجتمع ويقوم بعملة بكل أمانة ورغبة ويستطيع إن يترجم هذه العناوين السامية لنرى مدارسنا منارات للعلم وصقل المواهب ومكان لتنمية القدرات ومكان للتغير والارتقاء المنشود وهذا يتم من خلال منظومة تعليم حديثة توسع مدارك الطلبة وتعمق تفكيرهم وتزيد من ثقتهم بأنفسهم متسلحين بالأيمان القوي والثقة القوية والاعتزاز بهويتنا الإسلامية والعربية وتراث الإباء والأجداد المتميز والرغبة في التعلم والتطور ومواكبة العصر وان الاستثمار في مستقبل ابنائنا الطلبة عماد نهضتنا هو عنوان مرحلتنا القادمة وعلى المؤسسات التعليمية والجامعات ان تؤمن بما يتمتع به ابنائنا الطلبة من مواهب وطاقات هائلة وقدرات مميزة ان تم التعامل معها بالطرق والاساليب المتطورة وتم اكتشافها وتنميتها وصقلها والاستفادة منها سيكون لهم دور كبير وبارز في بناء القدرات الوطنية الشبابية بصفتهم عماد النهضة الوطنية الشاملة.