محاضرة: فرصة للترويج للمنتج الثقافي والأدبي الأردني عبر بوابات اللغة والترجمة
نبض البلد - خلص الكاتب والمترجم المقيم في بلغاريا خيري حمدان، إلى أنّ الفرصة باتت سانحة في الوقت الراهن للتجسير الثقافي والمصادقة على بروتوكولات واتفاقيات ثنائية لرفع مستوى التبادل الثقافي والترويج للمنتج الثقافي والأدبي الأردني عبر بوابات اللغة والترجمة.
وفي ختام محاضرة ألقاها بعنوان "الترجمة والتواصل الثقافي العربي مع دول البلقان"، مساء أمس السبت في قاعة غالب هلسة برابطة الكتاب، لفت عضو اتحاد الكتاب البلغار حمدان إلى أن اتحاد الكتّاب البلغار يبدي اهتمامًا ورغبة ببدء مرحلة جديدة من التعاون الثقافي مع رابطة الكتاب الأردنيين. وقال في مستهل المحاضرة التي أدارها القاص محمود الريماوي إن موضوع المحاضرة مرتبط بشأن تفعيل العلاقات الثقافية ما بين دول البلقان والعالم العربي، التي بلغت ذروة عطائها قبل بدء المرحلة الانتقالية خلال تسعينيات القرن الماضي، لتفرض الوقائع السياسية والمصالح الدولية تحوّلا كبيرًا تجاه العالم الغربي وأميركا وإسرائيل على حساب العلاقات التقليدية الجيدة مع دول العالم العربي. وأشار إلى ان بلغاريا كانت في حقبة التسعينيات تحقق ما يزيد على 85بالمئة من احتياجاتها الاستراتيجية من العملة الصعبة عبر صادراتها إلى دول العالم العربي، مصدّرة اللحوم والمنتجات الغذائية وغيرها كثير، كما شهدت تلك المرحلة كثافة في الترجمة للتعريف بكبار الأدباء العرب، وكذلك نقل الآداب البلغارية للعربية، والأمر لا يختلف عنه لدى دول البلقان الأخرى وعلى رأسها صربيا وكوسوفو وألبانيا وغيرها. وتابع "لكن انهيار الاتحاد السوفييتي وتفكّك المنظومة الاشتراكية فرض واقعًا جديدًا، وشاهدنا تحوّلا في الاهتمامات السياسية والاقتصادية، وبالتالي تراجع الاهتمام بآداب المشرق عامّة والتركيز على اللغات الأجنبية الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، الإيطالية والإسبانية وغيرها".
وبحسب المحاضر فقد أدركت دول البلقان حديثا أنّ توجّهاتها الغربية والأطلسية لا تمنع من التواصل مع العالم العربي، لتبدأ مرحلة حميمة لاجتذاب رؤوس الأموال العربية وتشجيع قطاع السياحة، مدركة حجم الأخطاء التي ارتكبتها بابتعادها عن دول المشرق والمغرب العربي، أمّا أدباء البلقان فيدركون أهمية اللغة العربية لثرائها وغزارة معانيها وجماليتها، ودورها الكبير بالحفاظ على الحضارات المختلفة وبخاصة اليونانية ونقلها للثقافة العالمية، لذا فإنّ الاهتمام بنقل تراث البلقان الشعري والأدبي كبير وواضح، لكنّ هناك الكثير من العقبات التي تحول دون تحقيق الحدّ الأدنى من الأهداف المرجوة منها.
وبين أن الترجمة علم قائم بحدّ ذاته، ومدارسها عديدة ومختلفة، كما يهتم البلقانيون بالراغبين بخوض غمار الترجمة في سنّ مبكّرة، حيث تتبنّى المدارس المختصة باللغات الأجنبية التلاميذ في سنّ مبكّرة للغاية ليتمكّنوا من إتقان اللغات في سنّ العطاء وبدء مرحلة التلاقح الثقافي باكرًا، الأمر الذي يساهم بتنشيط العلاقات الاقتصادية والسياحة والقطاعات الحيوية الأخرى. الواقع يؤكّد أنّ مدارس الاستشراق في دول البلقان واعدة وقادرة على تقديم المزيد من العطاء في هذا السياق، على أن تبدي المؤسسات والجهات الرسمية العربية بعض المرونة لدعم هذه النوايا والمبادرات. --(بترا