ربما جاء عنوان هذا المقال اليوم، خارجاً عن المألوف والتوقعات، خاصةً وأننى ربطت بين عدد من المؤشرات المختلفة، وهى: قضايا دعوة الصين لنا نحن المصريين، حكم الإسلاميين وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، دعم الرئيس "السيسى فى مسألة التعديلات الدستورية”.
وربما لم يأت هذا الربط فى ذهن الباحثة المصرية من فراغ فقد كانت له عندى مؤشرات حقيقية، وربما حقائق وأسرار أكشفها لأول مرة. كنت قبيل إندلاع ثورة 25 يناير 2011 مازلت طالبة صغيرة تدرس فى جامعة بكين بالصين، وكعادتى كل تيرم دراسى أذهب لزيارة وطنى الحبيب "مصر”، كنت فى أجازة منتصف العام الدراسى ولم أكن أخطط لأى شئ، وفجأة بعد وصولى القاهرة بعدة أيام إندلعت ثورة 25 يناير، وتحديداً يوم 28 يناير، حين نزل جموع المصريين للمشاركة والدعوة للديمقراطية والحرية والعدالة…. شاركت مع المصريين فى معركة التحرير، كنت شاهدة على ما يحدث فى التحرير برمته، ومحاولات جماعة "الإخوان المسلمين” للسيطرة على الميدان، وتغيير فكر الشباب من داخل الميدان.
وفجأة توالت الإتصالات على الباحثة المصرية من "بكين” وعبر البريد الإلكترونى وبالأخص من "خبراء الشرق الأوسط” الصينيين، وكان سؤالهم الحائر وقتها: نادية… ما الذى يحدث عندك فى القاهرة؟… ووقتها عرف الصينينون أننى أحد الشباب المشاركين فى معركة التحرير. وحتى أصدقكم القول، فإن الصينيون لم يكن يعنيهم فى الموضوع برمته قيام ثورة من عدمه فى مصر ودول الربيع العربى، بقدر ما كان يعنيهم التخوف من صعود الإسلاميين لحكم البلاد؟
فالصينيون لا ينظرون للربيع العربى كثورات، بل أن جميع أكاديميهم وكتاباهم يستخدون مرادفات بعيدة تماماً عن لفظة "الثورة”، مثل: (أحداث، تطورات، تغيرات، إضطرابات الربيع العربى…. إلخ) دون الإشارة صراحةً بأن ما حدث ثورة حقيقية فى البلاد والمنطقة.
كما أن للصينيون نهج خاص فى التعامل مع بلدان المنطقة أو فيما يعرف بمنطقة "الشرق الأوسط”، حيث يرفض الصينيون مصطلح "الشرق الأوسط” برمته لأنه يوازى "الهيمنة الأمريكية” ويستخدمون بدلاً منه مصطلح "غرب آسيا وشمال أفريقيا "، وهناك إدارة مختصة بهذا الإسم تحديداً داخل وزارة الخارجية الصينية.
وما حدث بعد تنحى الرئيس "مبارك” هو سفرى مرة أخرى لمتابعة دراستى فى "جامعة بكين” وإستدعائى للقاء السياسيين وخبراء الشرق الأوسط الصينيين – بصفتى البحثية والأكاديمية فى الشأن السياسى الصينى وكأحد الشباب المشاركين فى الميدان – لسؤالى عن كل ما يهم الصينيين بشأن: كيفية تعاملهم مع الثورة المصرية، وصعود التيارات الإسلامية بعد ثورة 25 يناير، وكيفية التعامل مع نهج هذه التيارات، وهل هى بطبيعتها متشددة أم لا؟
ولعلنى فى تلك الفترة، كتبت (مقال) جر وفتح على مشاكل كثيرة، قلت فيه صراحةً، أن الصين قد وضعت سيناريو (حقيقى) "كتخوف” من صعود الإسلاميين من خلال التحالف (على المستوى الداخلى) مع القوى الليبرالية فى مصر، وبإعتبارى ممثلة لهم، وعلى (المستوى الإقليمى) فالصين ربما ستتحالف مع "إسرائيل” كقوى إقليمية ترفض صعود الإسلاميين وخلافاتها المستمرة مع حركة "حماس” للحد من صعود وإنتشار القوى المتطرفة والإرهابية فى المنطقة بعد إندلاع ثورات الربيع العربى… وذكرت فى نهاية هذا المقال، أن إرادات الصين (ربما) قد تلاقت مع الليبراليين والإسرائيليين لوقف صعود الإسلاميين، وأنا هنا أعنى (تحديداً) الأصوليين والمتطرفين ومن يستخدمون العنف لحكم البلاد.
وصلتنى بعد نشر هذا المقال تهديدات وتحذيرات عديدة، ولعل من (أذكاها على الإطلاق) رسالة وصلتنى عبر البريد الإلكترونى الخاص بى…. بعنوان: نادية… إقرأى هذه الرسالة جيداً جداً وإفهميمها. وعندما فتحتها، وجدت مقالة الكاتب الأمريكى/ توماس فريدمان، والتى نشرت فى 11 يناير لعام 2012، وتم ترجمتها ونشرها فى عدة صحف مصرية وعربية، بعنوان: "عندما تطير الأفيال”…. فى إشارة منه لصعود وقوة جماعة الإخوان المسلمين وحركات الإسلام السياسى فى مصر فى حينها وضرورة إلتزامنا الصمت وإغلاق فمنا تجاه ذلك.
وتعد مقالة "توماس فريدمان… عندما تطير الأفيال” واحدة من أهم المقالات التى قرأتها فى حياتى كلها، وربما لم تعلق مقالة فى ذهنى بهذا الشكل، بالطريقة التى علقت بها هذه المقال فى ذهنى.
وبالطبع فكما فهمتهم جمعياً كان الهدف من هذه الرسالة على بريدى الإلكترونى وعلى غرار مقال "توماس فريدمان” بأنه "عندما تطير الأفيال…. فكل ما علينا فعله هو أن نغلق فمنا ونكتفى فقط بكتابة وتدوين ملاحظاتنا”؟… فى إشارة لضرورة غلق فمى تماماً وعدم التحدث فى ظل القوة التى أضحت بها جماعة الإخوان المسلمين وما شابهها من جماعات وتيارات الإسلام السياسى الأخرى.
ولعل العامل الأكبر على التركيز على شخصى فى الصين بعد ثورة 25 يناير مباشرة، هو توجهاتى السياسية الليبرالية، خلافاً للغالبية العظمى من الدارسين المصريين ذوى التوجهات الإسلامية، وكان محور السؤال الأكبر لدى الصينيون: ترى هل يخاف الليبراليون فى مصر من صعود الإسلاميين؟ وما هى رؤيتى كليبرالية مصرية إزاء هذا الصعود الإسلامى، وكيفية التعايش بين أصحاب كافة التيارات الفكرية والسياسية من جهة وبين ذوى التوجهات الإسلامية من جهة أخرى؟
كان هناك إهتمام غير عادى بالثورة المصرية، والشئ الذى أسعدنى بشدة هو إتاحة الصينيين لى الفرصة كاملة فى (منتدى بكين الدولى لعام 2011) فى دعوة ثلاث أساتذة مصريين لحضور المنتدى، فكم كانت سعادتى لا توصف بعد الثورة مباشرة وأنا أتولى بنفسى مسئولية إختيار وتوجيه الدعوة لأساتذتى المصريين لحضور المنتدى الدولى أختارهم أنا بنفسى.
لذا، ففور مجيئى إلى مصر، كان هناك حوار معى (منشور) فى جريدة الشروق المصرية يوم 25 ديسمبر 2010، للحديث عن رؤية الصين لصعود التيارات الإسلامية فى مصر بعد ثورة 25 يناير، وأصارحكم القول أننى نقلت للجانب المصرى والعربى وقتها وجهة النظر الصينية الرسمية التى كلفت بالحديث عنها بشكل أو بآخر، وتحدثت بشكل إيجابى عن صعود التيارات الإسلامية وضرورة تقاربها مع الصين، وضرورة خلق قنوات إتصال بين الإسلاميين والصين. وتشجيعى للتيارات والأحزاب الإسلامية بضرورة زيارة الصين من أجل أن يتعرف عليهم الصينيون عن قرب وعن توجهاتهم، وما إذا كانت متطرفة أم لا؟
ولا أخفيكم سراً، عن الإهتمام المتزايد من قبل الصينيين بصعود التيارات الإسلامية فى العالم العربى، ولاسيما فى مصر بعد ثورات الربيع العربى، وعلى رأسهم الجماعات السلفية التى خرجت من جحورها بعد الثورة المصرية، وأضحى لها جمهورها ومؤيديها لدى بعض القطاعات فى الشارع المصرى، فضلاً عن التساؤل الصينى المتزايد لى: حول الفروق الجوهرية بين السلفيين وجماعة الإخوان المسلمين، بل بينهم وبين الجماعات الإسلامية الأخرى فى الشارع السياسى المصرى؟
وإزاء كل ما يحدث حولى من تغيرات، كأكاديمية مصرية، فأنا ولأول مرة أعلن عما حدث، وكما هو معروف عنى تماماً من توجهاتى الفكرية الليبرالية المنفتحة تماماً على الجميع، هو أننى كتبت (رسالة بالبريد السريع وبعلم الوصول) أحتفظ حتى تاريخه بنسخة منها – وأنا أفتحها الآن حالاً أمام وجهى لإعادة قراءتها ولتذكر كل ما جاء بها وكل معانيها – إلى "رئاسة الجمهورية المصرية” ولمحمد مرسى، أبلغه فيها صراحةً بالتخوف الصينى من صعودكم وبأن الصين تخشى أن تكونوا متطرفين…. وبالطبع، فكما هى عادة "الإخوان المسلمين” دائماً، فهم لا يسمعون للآخرين، ولم يستمعوا لى أو يستدعونى لمقابلتى، وإكتفوا بالسؤال عنى والتأكد بأننى أكاديمية مصرية "غير خطرة” سياسياً عليهم. وهذا ما أدهشنى بشدة.
وأنا ربما سأذكر للمصريين والعرب واقعة خطيرة، كنت أنا الشاهدة الوحيدة عليها، وبصفتى قد تحملت الجانب أو العبء الأكبر نيابة عن المجتمع الأكاديمى المصرى والعربى لدراسة "ملف الجماعات والتيارات الإسلامية للصينيين بعد الثورات”، هو إهتمام الأكاديميين الصينيين بزيارة مصر ونزول الشارع المصرى بنفسهم للتعرف عن قرب عن مدى التقارب بين الإسلاميين والشارع المصرى، ورؤية المصريين ورجل الشارع المصرى العادى لجماعة الإخوان المسلمين وللتيارات السلفية الصاعدة.
وسأذكر لكم ما حدث لى شخصياً، ففور مجئ إلى مصر، أتى بروفيسورى الصينى لزيارتى فى القاهرة، وللتعرف (خصيصاً) على المجتمع المصرى بعد الثورة، فعندما كنا نمشى معاً بالشارع، فما إن يلمح مواطن مصرى يربى ذقنه أو يطلق لحيته حتى يصرخ: نادية…. إنظرى إنه سلفى!
وذلك فى إشارة واضحة من الجانب الصينى فى رغبتهم للتعرف على التيار السلفى، فكانت نوعية المواطنين الذين تحدثنا معهم فى الشارع أنا وبروفيسورى الصينى من الملتحين بالطبع، ما بين سلفى، وعالم أزهرى جليل، قابلناهم جميعاً فى الشارع.
فما أن رأى أستاذى الصينى عالم بزى أزهرى ونحن نتمشى معاً فى الشارع، ففوجئت به يصرخ بى أن أوقف هذا الشيخ الأزهرى لسؤاله فى أمر هام وخطير، وأسرع البروفيسور الصينى لسؤال العالم الأزهرى سؤالاً غير تقليدياً بالمرة: ترى ما الفرق بين الأزهرى والإخوانى والسلفى؟، وما إذا كانت أوجه خلاف وتشابه بين الأزهر الشريف والسلفيين والأخوان المسلمين فى مصر، وهل يؤيد الأزهر الشريف جماعة الإخوان المسلمين فى مصر؟…. فكانت هذه كلها أمور غاية فى الأهمية أراد أو أهتم الجانب الصينى فى حينها بمعرفتها والتعرف عليها عن قرب.
وأنا قد إعتبرت حينها أن صعود الإسلاميين "الطارئ” فى المنطقة بعد الثورات، مع ما إستتبعه ذلك من إهتمام صينى متزايد بدراسة الظاهرة، يعنى أن كليهما (الصينيين والإسلاميين) ما زال فى مرحلة "إستكشاف الآخر” مع الإتفاق الضمنى على تجنب الموضوعات الحساسة التى قد تغضب أحد الجانبين فى وقتها.
وحتى لا أطيل عليكم، فلقد إكتشف الجانب الصينى بالدليل القاطع – صحة توقعاتهم والتى شاركتهم فيها تحليليلاً – بإنهيار جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين، وبأن التيار الليبرالى المصرى سيكون عليه الجزء أو العامل أو العبء الأكبر – بغض النظر عن تلك المفاهيم والمسميات – فى إسقاطهم، وهو نفسه المقال السابق للسيد/ توماس فريدمان، والذى أشرت إليه فى البداية كنصيحة ممن أرسله لى بعدم نشرى لمقال التحالف بين الصينيين والليبرالين فى مصر داخلياً، وبين الصين وإسرائيل إقليمياً لإسقاط حكم الإسلاميين. خاصةً فى ظل تلك القوة غير العادية للإسلاميين فى الشارع المصرى بعد ثورة 25 يناير…. إلا أننى "حقيقةً” لم أستمع لتلك النصيحة، ونشرت هذا المقال فى ظل "الحكم القوى والشديد للإخوان المسلمين”، وهو الأمر الذى وضعنى فى مرمى تهديدات حقيقية وصلت صداها لى كأستاذة جامعية للعلوم السياسية إلى جامعتى فى بنى سويف. وهو ما (ربما) أعلنه لأول مرة.
ومن هنا، فأنا قد أثرت أن أبدأ مقالى – وربما أختمه أيضاً بعد ذلك – بعد إيرادى وذكرى لتلك المقدمة الطويلة نسبياً، والتى إرتأيت كأكاديمية مصرية معروفة فى الداخل والخارج بذكرها للعرب جميعاً ولصناع القرار فى وطنى، بأن (الصين…. نعم تدعم الرئيس "السيسى” فى مسألة التعديلات الدستورية)، نظراً لإيمان الصينيين بأن "السيسى رجل مخابرات قوى” قادر على حماية مصر والداخل المصرى فى هذه المرحلة أو الفترة الإنتقالية الدقيقة والحساسة من عمر البلاد ولعدم إتاحة الفرصة مرة أخرى لأى عودة "مستقبلية” للإخوان المسلمين أو لتنامى أى تيارات أخرى متشددة فى المنطقة.
جاءتنى رسالة نصية من أحد الأكاديميين الصينيين فور نشر مقالى السابق عن سبب تأييد الرئيسان الصينى "شى جين بينغ” ونظيره الروسى "بوتين” لمسألة التعديلات الدستورية فى مصر؟…. قال لى فيها صراحةً، نعم يا دكتورة نادية معك حق… فنحن حقاً متشابهين، فى إشارة لتلك الظروف المتشابهة بين الجانبين المصرى والصينى، ولتشابه ظروف الرئيسان السيسى وشى جين بينغ.
وتأتى مسألة (دعم الصين "رسمياً” صراحة ً لمسألة التعديلات الدستورية فى مصر) ليس كمسألة (دعائية) أتفرد بها كمتخصصة أو خبيرة فى الشأن السياسى الصينى من أجل دعم تلك التعديلات…. بل هى مسألة حقيقية طلب منى الصينيين صراحةً توصيلها للجانب المصرى والعربى ولمحيطنا الإقليمى، أذكر لهم فيها صراحةً أن (الصين متخوفة من تنامى تلك الحركات الإسلامية المتطرفة، خاصةً مع ما ثبت من تبنى جماعة "الإخوان المسلمين” فى مصر والمنطقة للنهج العنيف فى التغيير. لذا، فإن الصين تعتبر صراحةً – وبلا مواربة من الجانب الصينى – بان "الرئيس رجل المخابرات السيسى – هو الضمانة الحقيقية والقوة الحقيقية القادرة على حكم الشارع المصرى والحفاظ على الإستقرار الداخلى المصرى، وما يستتبعها من الحفاظ على المصالح الإقتصادية والإستثمارت الصينية فى مصر، وعلى الأخى تلك الإستثمارت الصينية المتنامية فى محور تنمية غرب قناة السويس، بإعتبار أن مصر أهم دولة من دول مبادرة الحزام والطريق الصينية بإعتبار أن "قناة السويس” تشكل محور لوجسيتى وإستراتيجى هام لها.
وأخيراً والأهم، وما طلب منى الصينيون – بشكل دقيق نقله للجانب المصرى – هو أن الصينيون قد قالوا لى بلا تحريف: (نحن نؤيد مسألة التعديلات الدستورية، وبقاء الرئيس السيسى لفترة أطول فى حكم البلاد نظراً لقوته فى مسألة حكم البلاد)، والأهم لدى الصينيين هو ذلك التخوف المشترك لدى حكومة بكين وصناع قرارها وجميع أكاديمى وخبراء الشرق الأوسط الصينيين من أن – إحداث أى فراغ أو ضعف لا قدر الله فى الداخل المصرى – قد يشكل فرصة أو سيلة أو قل (ثغرة) تمهد لعودة المقاتلين الإسلاميين الصينيين مع ما عرف عنهم من تأييدهم لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وللحركات والتيارات الإسلامية الأخرى فى المنطقة الذين إنضموا لعدد من التنظيمات المتطرفة فى الخارج وبالأخص "تنظيم داعش” وخلافه فى الدولة السورية. مع التخوف الصينى الرسمى من عودة تلك التيارات الإسلامية الصينية المتطرفة ذات الإمتداد والعلاقات الوثيقة فى الداخل المصرى والعربى، مما يمهد الطريق لهم للعودة مرة أخرى مرة أخرى إلى الأراضىالصينية وضرب المصالح الداخلية للبلاد، فذلك هو الخطر الأكبر الذى يواجه الصين.
إلا أن الخطر الأكبر يتمثل فى نمو المتشددين الصينيين المحليين الذين إعتنقوا الفكر المتطرف، وظهر دورهم فى القيام بعمليات إرهابية داخل الصين، بل والأخطر – من وجهة نظر الباحثة المصرية – هو تبنى هذه التنظيمات الصينية المتطرفة لحركة تركستان الإسلامية التى تتركز فى إقليم "شينغيانغ” الصينى لأفكار التنظيمات المتطرفة كتنظيم داعش وخلافه فكرياً من خلال إعتناق أفكارهم عبر مشاهدة أشرطة الفيديو الدعائية لهذه التنظيمات ومحاولة تصديرها ونقلها فى الداخل الصينى.
فقد تم إكتشاف وجود ما يقارب من خمس آلاف مقاتل "أيغورى” يتبعون "حزب تركستان الإسلامى الإنفصالى” فى إقليم "شينغيانغ” المسلم فى الصين يقاتلون إلى جانب "تنظيم داعش” فى سوريا، لذا كان التخوف من ضربهم للمصالح الصينية نفسها فى الخارج، ولعل هذا هو التطور الجديد الذى لاحظته الباحثة فى فكر الحركات الإسلامية المتطرفة فى الصين بشأن التركيز على ضرب وعرقلة مصالحها فى الخارج تقاطعاً مع الداخل، وهو نفس التخوف الذى توليه واشنطن ذاتها – كقوة عظمى منافسة للصين – إزاء هذه التطورات الجديدة فى فكر التنظيمات المتطرفة من ضرب مصالح الخارج وليس الداخل فقط.
ومن هنا، ولهذه الأسباب السابقة التى أوضحتها الباحثة المصرية، فإن الصين تؤيد الرئيس "السيسى” حاكماً للبلاد لفترة أطول، وتؤيد مسألة "التعديلات الدستورية” لأنها تظل هى "الضمانة الحقيقية” لبقاء "السيسى” فترة أطول لمحاربة الفكر الأصولى المتشدد، ومحاربة تنامى قوة "جماعة الإخوان المسلمين فى مصر”، فبقاء "السيسى” يضمن للصين الحفاظ على مصالحها إقتصادياً وسياسياً فى المنطقة…. لذا، تؤيد الصين مسألة "التعديلات الدستورية” فى مصر، وتطالب الصين "رسمياً” جموع المصريين بإلالتفاء حول الرئيس "السيسى”…. وتك هى وجهة النظر الصينية الرسمية كما أرادات الباحثة المصرية المتخصصة بالشأن الصينى نقلها حرفياً للجانب المصرى ولجموع المصريين فى البلاد الذي يحبون الصين ويعشقون شراء منتجاتها. وشكراً