قبل أن تهبط الحاجة ام سعيد من السيارة التي نقلتها من مطار الملكة علياء إلى بيتها في ( الجبيهة) .. كان نساء حارتنا قد علمت بالخبر.. اعني خبر وصولها.
كانت ام جمعة تسابق ام احمد وام عزمي وام فراس وكل الأمهات الفاضلات من نسوان حارتنا.
فقد حملت الأخبار قبل أشهر نبأ مرض ام سعيد وتعرضها لوعكة صحية جعلتها تفكر بالسفر الى الخارج لإكمال العلاج.
فالموضوع كما يبدو ليس سهلا.. وهي في سن تحتاج فيه إلى العناية أكثر بصحتها.
ساعات وانتشر خبر وصولها الى حارتنا.. ومن بيتنا كنت أتابع قوافل النساء ومنهن زوجتي الراغبات بالاطمئنان على الحاجة ام سعيد التي اعتادت أن ترسم الابتسامة على وجوه كل من عرفها من الجيران.
فقد اعتدنا على رائحة البخور المنتشرة صباحا من نافذتها العالية.
حتى طلاب المدارس كانوا يرون سحب الدخان المتصاعدة من بيتها.ومنهم من كان يظن أن ثمة حريقا في البيت..لكنني كنت اقوم بدور (الدليل الاجتماعي) واشرح لهؤلاء السذج ان المسألة لا تتعدى كونها سحبا من البخور ربما بهدف ( تعقيم) حارتنا من الشياطين والمسابقات البشرية.
عادت الحاجة ام سعيد .. السيدة الإماراتية التي تعشق الاردن ولهذا اشترت بيتا منذ سنوات لتقضي فيه جزءا من شهور السنة.
لم أقابل الحاجة ام سعيد حتى الآن.. لكنها تتواصل معي من خلال السيدة زوجتي وحارس العمارة رضا.
وفي كل مرة تسألهم :
( الصحفي ابو خالد .. كتب عني اشي ؟)
حاضر يا ستي
ها انا افعل
حمد الله على سلامتك ...!!