جمعيات تعاونية خيرية طلابية !!!

نبض البلد -

المهندس هاشم نايل المجالي

ان العمل الخيري هو العمل الذي لا يعتمد على تحقيق اي مردود مادي او ربحي بل يعتمد على تقديم مجموعة من الخدمات والمساعدات الانسانية للافراد والمحتاجين لهذه الخدمات اياً كان نوعها مادية او عينية او طبية ، ويعرف ايضاً بأنه قيام مجموعة من الافراد بتقديم الدعم والمساعدة والمساندة للاشخاص ذوي الحاجات المختلفة .

اي ان هدف هذا العمل الخيري التعاوني هو تحقيق الخير والمساعدة ، ونشر ثقافة التكافل والتضامن الاجتماعي بين الافراد ، ويعزز من دور القيم الدينية والاخلاقية ويساهم هذا العمل ايضاً في نشر ثقافة التعاون بين الافراد ليحقق العدالة والمساواة في تأمين الاحتياجات الاساسية .

فله تأثير ايجابي ونفسي على الافراد وعلى الاسرة وعلى المجتمع ويحافظ على كرامة المحتاج ، وحتى لا يمد يده طلباً للمساعدة ، ان الصدقة والزكاة من اهم الاعمال الخيرية والذي يحث الدين عليها ومن هنا قامت فلسفة انشاء الجمعيات الخيرية بانواعها في المجتمعات المحلية .

ومن جانب آخر فكما نعلم ان المدرسة تمثل مجتمعا ًبحد ذاته وفيها من الطلبة من هو مقتدر ومن هو محتاج ، وبدأت تظهر كثير من المعضلات والازمات والآفات في المدارس بدءاً من العنف المدرسي بين الطلبة وبين الطلبة والمعلمين ، كذلك آفة المخدرات بانواعها ، كذلك حقد الطالب الفقير على الطالب المقتدر الذي يظهر دوماً علامات الغنى ، ونشهد نسبة عالية في تسرب الطلاب من المدارس كذلك عمالة الطلاب الفقراء لتغطية احتياجاتهم المدرسية كذلك الفكر المنحرف ودور المنظمات الارهابية في غرسه ، اي ان هناك العديد من المشاكل والمعضلات التي تعانيها المدرسة مع طلابها وبين الطلاب فيما بينهم .

ومن هذا المنطلق علينا ان نتبنى استراتيجية ان نزرع في عقول ونفوس طلابنا في المدارس العمل الجماعي الخيري كأجيال متعاونة من اجل عمل الخير من خلال تأسيس جمعيات خيرية تعاونية تشاركية في المدارس ، بالتنسيق والتعاون بين كافة الجهات المعنية حكومية واهلية من اجل بناء رؤية واضحة نحو بناء جيل واعٍ ومدرك لدور كل طالب مقتدر في مساعدة زملائه من الطلبة المحتاجين والفقراء منهم واتجاه خدمة مدرسته بالعديد من الانشطة البيئية والثقافية وغيرها .

وفق منظومة العمل التعاوني الطلابي الخيري ومن خلال مساهمات طلابية اسرية مجتمعية اختيارية لدعم اهداف وغايات الجمعية لشراء حقائب مدرسية وقرطاسية للطلبة المحتاجين كذلك الملابس الشتوية ( بنك الملابس ) او الرياضية والمواد العينية والوسائل الطبية المساعدة مثل النظارات الطبية والسماعات الطبية او الكراسي المتحركة وغيرها كذلك اجهزة الحاسوب سواء جديدة او مستعملة صالحة للعمل من خلال التبرعات .

كذلك القيام بنشاطات متنوعة مثل العاب ال تلي ماتش او نشاطات رياضية ومسابقات وغيرها ، كذلك مساعدات غذائية في رمضان للطلبة الفقراء واسرهم المحتاجة او تقديم الصوبات والحرامات وغيرها لاهالي الطلبة المحتاجين ، كذلك انشاء معهد مصغر داخل المدرسة لاعطاء دورات تقوية ودروس خصوصية من قبل مدرسين اكفاء للطلبة المحتاجين لمثل هذه الدورات لمحاربة استغلال المعلمين الخصوصي لهذا الامر.

اي اننا نتكلم عن منظومة اهداف وغايات اذا ما تم تطبيقها من خلال هذه الجمعيات فإنها ستخلق اجواءاً من الود والمحبة والتآلف والتساوي والعدالة والصداقة والتكافل بين الطلبة ، وسوف تعالج هذه المعطيات الخيرية الكثير من الازمات والآفات بالوعي والارشاد ولما لها من اثر في نفوس الطلبة واهاليهم ، حيث ستحفز كثيراً من الاهالي لتقديم التبرعات للفائض عن حاجتهم من ملابس وغيرها الى الطبة او اهالي الطلبة المحتاجين .

كذلك نشاط اعضاء الجمعية بحكم علاقاتهم وعلاقات ذويهم في دعم هذه الجمعيات من قبل المقتدرين من الاشخاص والاهالي ومن الشركات حيث تقوم هذه الجمعيات بعمل بروشورات ومطويات عن اهدافها وبرامجها وعمل حفل سنوي لكل من ساهم في دعم هذه الجمعيات .

ان هذا العمل ضمن نطاق الفريق الواحد يقلل الفوارق الطبقية بين الطلبة في المدارس ، وينبذ العنف المدرسي ، كما وانه باستطاعة الجمعية انشاء مركز خدمات طلابي داخل المدرسة لتصوير الاوراق والمحاضرات وطباعة الابحاث وغيرها ، كذلك مواجهة احتكار التجار لثمن المواد التعليمية من حيث شراء الجمعية لها باسعار جملة منخفضة .

ومن جانب آخر ونظراً لشح المخصصات المالية للمدارس فان الجمعية بمقدورها عمل نشاطات ثقافية توعوية مثل مسرحيات مختلفة ، عن نشر الوعي البيئي او آفة المخدرات او عن نبذ العنف المدرسي او فكاهية او شعرية وفرق غنائية وموسيقية وغيرها ، يحضرها اهالي الطلبة مقابل تذاكر باسعار يرصد ريعها الى الجمعية لتقدم خدماتها وتنفذ برامجها ، كذلك القيام برحلات سياحية تغطي تكاليف مشاركة الطلبة المحتاجين بالمدرسة من صندوق الجمعية ، كذلك جمع الكتب والقصص الفائضة عن حاجة كثير من الاهالي والتي يحتاجها آخرون من الطلبة من خلال حملة ( كتابي كتابك ) حيث ان ما لا تحتاجه انت يحتاجه غيرك .

ان مفهوم المدرسة المجتمعية مفهوم حضاري لما تقدمه من مساعدات خيرية وانسانية ونشاطات داخلية ومجتمعية وتطوعية ، ويجب ان تحظى بدعم جميع الخيّرين من ابناء الوطن كما وان هناك امكانية تنفيذ حملة من الطلبة في المدارس الخاصة اتجاه الطلبة المحتاجين في المدارس الحكومية تحت مسمى ( من طالب الى طالب ) حيث يقدم الطالب المقتدر صندوق يعبيء فيه ما يريد وما يشاء من قرطاسية او آلة حاسبة ومواد عينية ويذكر اذا شاء اسمه داخل الصندوق ( اختياري ) خاصة تقدم هذه الصناديق الكرتونية في الاعياد والمناسبات وحملات الشتاء لتجسيد قيم ومباديء التكافل والتضامن في بلد الخير والعطاء .

hashemmajali_56@yahoo.com