د.حازم قشوع

الملك "عينٌ على الأردن وعينٌ على فلسطين"

نبض البلد -
د. حازم قشوع
 
نجحت الجولة الملكية بفتح آفاق استثمارية و استراتيجية للدولة الأردنية، عندما راحت لتمتين العلاقة الأردنية مع اليابان عبر استثمارات معرفية وأخرى إنتاجية تؤكد على دور الأردن ومكانته الجيواقتصادية، وذلك عبر شراكات نوعية مع جايكا وصندوق الاستثمارات اليابانية لتكون هذه الشراكة مؤيده بمنحه مقرونه بقرض للاقتصاد الأردني بمبلغ 105 مليون دولار، كما حملت زيارة الملك عبدالله الى سنغافورة لبناء شراكة نوعية اخرى تمثلت بإبرام اتفاقيات للتعاون المشترك فى مجالات الطاقة والتعليم، كما عملت الزيارة الملكية الأولى لفيتنام لفتح آفاق جديدة للتصنيع والتجارة بين البلدين، كما أخذت ترسي الزيارة التي قام بها الملك عبدالله  لاندونيسيا قواعد عسكرية متينة فى مجالات التصنيع العسكري بين البلدين ببيان التمرين المشترك الذي حضره الملك بالهيئة العسكرية والرئيس الاندونيسي وسط حفاوة استقبال بالغة.
 
وتختم زيارة الملك للشرق الأقصى بزيارة إلى باكستان التي استقبلته بحفاوة استقبال استثنائيه منذ دخول الطائرة الملكية الميمونة أجواء باكستان، لتكون محاطة بسرب شرف من الطائرات المقاتلة العسكرية ترحيبا بقدوم جلالته لباكستان، كما قررت القيادة الباكستانية قبيل دخول جلالة الملك للأجواء الباكستانية منح أعلى وسام مدني لرأس الدولة الاردنية تقديرا لمكانة جلالته، وهذا ما جعل من أجواء هذه الزيارة ونتائجها ترسم صورة فتوحات جديدة استثمارية وشراكات استراتيجية للأردن مع الشرق الأقصى، وذلك عبر مسار قويم من المهم البناء عليه ومتابعة نتائجه لما تحويه من شمولية عمل تشمل مجالات التعاون المشترك بين الأردن ودول الآسيان اضافة لطابع استراتيجي آخر مع باكستان النووية.
 
وبالرغم من زخم هذه الجولة المرهقه للملك عبدالله كونها اشتملت على خمس بلدان في خمس ايام، وتعدد موضوعاتها التي جاءت بينيه واقليميه ودوليه، ودرجة الاهتمام التي لاقتها من كل محطة مستقبله من محطات هذه الجولة، إلا أن الزخم الاعلامي الاردني كان الغائب الأبرز عن هذه المحطات، والتى كان من المفترض فيها إبراز أهمية الدولة المستضيفة وعلاقاتها التاريخية مع الأردن وتسليط الضوء على منجزات اللقاءات، كما كان يمكن تقنيا شبك الإعلام المتلفز برابط مع الإعلام المستقبل بصورة تبرز  لحظة وصول الملك وتقوم على تحليل أبرز حيثيات الاعمال والجوانب التى يتم تناولها فى اللقاءات.
 
وهو الأمر الذي بات بحاجة لاستدراك قويم على الرغم من كثرة الاحداث التي رافقت هذه الزيارة وعظيم الناتج التى حملتها المحطات الملكية في الشرق الأقصى على الصعيد السياسي كما على المستوى الاقتصادي والعسكري، لاسيما وأن بيان نتائج ما اشتملت عليه هذه الزيارة لها أهميتين إحداهما تمثل العلاقة الدبلوماسية بين البلدين، وأما الثاني لما تحمله الرسائل الايجابيه من معاني جاءت من مضامين هذه الزيارات على كافة الأصعدة، وهو الاستفسار الذي سيبقى برسم الإجابة حتى يعاد ترسيم الأمور وفق مسارات اعلاميه متماشية مع ركب الانجازات ولا تقف عند التحديات المركزية التي لا نقوى لا تغيرها، فيكون الناتج مزيد من الاحباط فلقد كان يمكن استثمار نجاحات الملك بصورة تجعلنا نطوى صفحة على أقل تقدير لعودة الزخم للاقتصاد الوطني ولمعيشة حياة المواطن اليومية، استثمارا بشبكة العلاقات رفيعة المستوى التى يتمتع بها الملك بين دول العالم أجمع، وفي هذه الزيارة على وجه الخصوص لأهمية توقيتها السياسي والرسائل التي احتوتها.
 
ان الملك وهو يمضي بخطوات واثقه من اجل حفظ الامن والاستقرار في المنطقة في كل محطاته وفى كل جولاته، وهو يعمل بثبات من أجل دعم قضية الهاشميين الاولى والقضية الوطنية للأردن التي تمثلها فلسطين، فإنه سيبقى يعمل بعينين بصيرتين عينه الاولى على الاردن وحياة ومواطنيه ومستقبل ابناءه، وعينه الاخرى تجاه فلسطين والقدس التي ستبقى عربية بوصايتها الهاشمية، وهو يعمل وسيبقى وفق قاعدة سياسية تقول "عينٌ على الأردن وعينٌ على فلسطين".