د.حازم قشوع

الربع الخالي لم يعد خالى !

نبض البلد -
د. حازم قشوع
 
لا اعلم ما اذا كانت مدينة إرَم الموصوفة بالقرآن الكريم بذات العماد التي لم يخلق مثلها فى البلاد موجودة في باطن الربع الخالي، وإن كانت هنالك قرائن تشير لذلك وربما وجود بعض الدلائل التى تبينها جغرافية المكان لكن استطيع الجزم بأنها ليست من صناعة البشر، اقصد مدينة ذات العِماد لانها خلق كخلق السموات والأرض وخلق آدم وحواء وبني آدم والمسيح، وهي جميعها من أشكال الخلق كما خلق إرَم بدلالة وجود النيزك الحديدي فى الحُديده اليمنية، لاسيما وأن الحديد أُنزل على الأرض ولم يكن فيها، وهذا ما يجعله معرفيا يشكل علامة علمية لكنها ليست كافية للتأكيد على مضمون العبارة من حيثيات الجزم حتى لو حملت رمزية بائنة.
 
وكما لم تستطع العلوم الحديثة ايضا الجزم لاحتواء باطن الربع الخالي كنوز عاد أو دفائن مدينة عُبار الموصوفة بالكتب التاريخية، على الرغم من المسوحات المدارية الاستشعارية التي أجرتها وكالة ناسا الأمريكية، لكن الجميع يجزم بأن هناك سر مكتوم بباطن الربع الخالي كالسر الموجود بالقطب الشمالي، الذي بات يعلم مضمونه الأمريكان والروس فقط، وعند اكتشاف سر الربع الخالي او الاعلان عن ماهيته للملأ فان هنالك متغيرات كبيرة ستظهر على السطح وحقائق اخرى ستنجلي مع وصول الجميع للنقطه الصفرية التي ستشكل عنوان الحقيقة والتي قد تستوجب التغيير!.
 
 
جيولوجيا يحتوى الربع الخالي على أكبر مخزون وقود أحفوري فى العالم، يقدر حجمه ب 48% من النفط فى العالم و 38 % من الغاز في العالم أيضا، وهذا ما يجعله مركزا لبيت القرار العالمي للطاقة الأحفورية التي لا غنى عنها بالمستقبل المنظور، وهذا ما يجعله يشكل قوة استراتيجية مؤثرة، كما يحتوى الربع الخالي بذات السياق على أكبر مخزون للمياه الجوفية بالعالم تماما كما تحوى كندا على ذات المخزون السطحي للمياه العذبة، وهذا ما يجعل من الربع الخالي يعادل كندا بالأهمية بموفور مخزون المياه المهمه جدا ليس للمعيشة فحسب بل لتوليد الطاقة الهيدروجينية التي تحتاج للمياه الجوفية كونها تعمل على معادلة فصل الاوكسجين عن الهدروجبن لادامة توليد الطاقة النظيفة، وهذا ما يجعل من الربع الخالي ايضا يقع في الدائرة الاستراتيجية من الاهتمام.
 
ولعل المياه الجوفية في الربع الخالي التي تعد الأصلح لهذه المشاريع الاستراتيجية باعتبارها ناتجة عن تدفق المياه المطرية الى جوف الربع الخالي منذ عصور ماضية بينتها الطبقة الملحية التي تغطي سطحه، والتى تدل علميا على ذلك لاسيما أن طبوغرافية كثبانها الجبلية تؤكد على ثابت النسبة بين درجة ارتفاع الكثبان الرملية مع عمق المياه الجوفية، فإن رمال الكثبان تقرن دائما بوجود اكسير المياه التي باتت منازله تتشكل على السطح بدلائل أظهرها تنامي وجود الغزلان السطح، وهى ظاهره بينها الاستدلال الذي جعل من السعوديه تذهب لإنجاز أكبر مشروع للمياه في العالم بتحويل الربع الخالي الى ربع عامر بالحياة، يستهدف لتحويل هذه المنطقة الى منطقه عامره عن طريق مشروع استصلاح 4000 هكتار للمساحات الخضراء، وهذا ما يدل أن الربع الخالي لن يعود خالي ان لم يكن سينتقل من مكانه الربع الخالي إلى منزلة الربع الغالي الذي يستوجب الاستهداف بالاستحواذ.
 
ولعل الربع الخالي الذى تقدر مساحته ب650 الف كيلومتر مربع، وهو يقبع فى (السعودية والإمارات وعُمان واليمن) يتوقع أن يكون عنوان البحث القادم كما تبين الدراسات المعلوماتية، وهو الربع الذي مازالت درجة حرارته فى الظل تصل إلى 50° درجة مئوية وفي السطح تصل إلى 80° درجة مئوية، وهي الدرجات التي ستتغير مع دخول تكنولوجيا المعرفة الامريكيه من كيمتريل والذكاء الاصطناعي إليها وعلوم الهندسة المعرفية التى قامت السعودية بالاستثمار فيها فى بواطن سيليكون فالي في كاليفورنيا كما في أصول الكريبتو، وهذا ما قد يغير ايضا شدة رياح الربع الخالي التى تصل الى 120 كم وتؤثر على حجم كثبانها الرملية التى تتراوح ما بين 300 إلى 1000م، وهذا ما يجعل من الربع الخالي ينتقل من طور ساكن الى طور فاعل تماما كما المحيط المتجمد الشمالي الذي اصبح والربع الخالي فى ظل التغير المناخي والتقدم التكنلوجي مدار بحث وعنوان اهتمام بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين، وكما يتوقع أن يكون الربع الخالي مدار بحث أيضا بين ولى العهد السعودى محمد بن سلمان والرئيس ترامب في اجتماع يوم الثلاثاء القادم لتكون العلاقه واصله بين موسكو والرياض وواشنطن، كما سيحمل ذات الاجتماع ارضيه قرار مجلس الامن الدولي تجاه حل الدولتين والاعتراف بالدوله الفلسطينيه، وهو الموقف الذى يتبناه الاردن ويحرص علية من اجل ايجاد مناخات طبيعيه فى المنطقه.
 
لاسيما وان انزياح الصفائح التكتونية الخاصة بالصفيحة العربية أخذت تشير لاستنتاجات أخرى ربما ستعود الحياة من جديد للربع الخالي وللصفيحة العربية مع متغير مركزي نتيجة متغيرات المناخ وتبدل الظروف الجوية، وهذا ما سيؤثر على مناطق مصر واسرائيل واجواءها تماما كما فعل المحيط المتجمد الشمالي الذي قد يذهب بأهلية اوروبا اذا ما خلصت موسكو وواشنطن من صخرة بريطانيا العظمى بالتذويب أو بالبناء فوقها معلم جديد، وهو ذات الأمر الذي ستبينه حقيقة إرَم ذات العماد ومكانه عاد ودور ثمود الذين جابوا الصخر بالواد وأهلية العلاقة التي تربط الإنسان برمزية البتراء وبيان جغرافية المكان فى بيان مدينة اطلانتس الغائرة بالرمال التى تحدث عنها فيليب العرب بعد إسلامه ولورنس العرب مع الحرب العالمية الكبرى، التي أخذت تشكلها عناوين حالة الاصطفافات الدائرة من على أصول معرفية تظهر بأن الربع الخالي لم يعد خالى.