"وصل صوتك" يناقش حملات التشكيك الموجهة للمملكة
المومني: الإعلام الرسمي والخاص يجسد صورة متقدمة من الالتزام الوطني
الخصاونة: الأردن لا يبحث عن الثناء بل يتحرك من منطلق ثوابته العميقة
الأنباط - محمد شاهين
شهدت حلقة برنامج "وصل صوتك" نقاشًا حادًا وعميقًا حول حملات التشكيك التي تتعرض لها الدولة الأردنية في ضوء دعمها المتواصل لقطاع غزة، حيث قدّم كل من وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، والمحامي والناشط السياسي الدكتور صخر الخصاونة، قراءات صريحة لما وصفاه بـ"الهجوم الممنهج" على موقف الأردن، مؤكدَين أن المملكة ماضية في دعمها التاريخي للشعب الفلسطيني، وأن مواقفها لا تحتاج لمن يبررها.
دفاع وطني في وجه التشكيك
وأكد الدكتور محمد المومني أن الإعلام الأردني، الرسمي والخاص، يُجسّد صورة متقدمة من الالتزام الوطني، ويقف دائمًا إلى جانب الدولة في الدفاع عن مواقفها، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ولا سيما في قطاع غزة.
وقال المومني: "نحن في الأردن لا نخجل من مواقفنا، بل نفتخر بها. ما تقوم به الدولة الأردنية من إرسال المساعدات عبر الإنزالات الجوية أو القوافل البرية، وما تبذله الهيئة الخيرية الهاشمية من جهود ميدانية في وجه المعيقات الإسرائيلية، هو جزء من واجبنا القومي والإنساني، ولا نقاش فيه".
وأضاف أن بعض الأصوات، داخل الوطن وخارجه، تحاول التشكيك بدور الأردن عبر حملات تضليل إعلامي ومنشورات مسيئة على المنصات الرقمية، موضحًا أن هذه الأصوات "لا تعبّر إلا عن نوايا خبيثة لا تصمد أمام الحقيقة الواضحة للجميع".
وشدّد المومني على أن السفارات الأردنية في الخارج تقوم بواجبها القومي في الدفاع عن صورة الأردن ورسالة دبلوماسيته، قائلاً: "الموقف الأردني مشرّف لكل أردني وعربي، ومن يحاول التشكيك به إنما يهاجم نفسه أولاً، ويقف على الجانب الخطأ من التاريخ".
الخصاونة: من ينتقد الأردن لا يستطيع أن يقدّم ما قدّمناه
من جانبه، اعتبر الدكتور صخر الخصاونة أن التصريحات التي صدرت مؤخرًا عن أحد مسؤولي حركة حماس، والتي وصفت الإنزالات الجوية الأردنية بأنها "مسرحية"، هي تصريحات "مستفزّة ومرفوضة"، مشيرًا إلى أن الأردن لم يبحث يومًا عن الشكر أو الثناء، بل يتحرك من منطلق ثوابته العميقة والتاريخية في نصرة الشعب الفلسطيني.
وقال: "نحن الداعم الأول والمباشر لأهلنا في غزة، وهذا ليس منّة، بل واجب وطني وعربي وأخلاقي. لكن من غير المقبول أن يُقابل ذلك بالتنكر أو الإساءة، وهناك من يريد أن ينتقص من الدور الأردني لأنه ببساطة لا يستطيع أن يفعل ما فعله الأردن".
وأضاف أن الدولة الأردنية، بقيادتها وجيشها ومؤسساتها، تعمل بلا توقف لتأمين المساعدات وتوزيعها للمستحقين رغم الصعوبات، مشيرًا إلى أن الإنزالات الجوية الأردنية لم تكن رمزية، بل ضرورة واقعية في وقت لم تكن فيه بدائل للوصول إلى المحاصرين في القطاع.
الدعوة إلى جبهة إعلامية موحّدة
ودعا الخصاونة إلى بناء جبهة إعلامية أردنية موحّدة، تضم النخب السياسية والثقافية والإعلامية، للتصدي بحزم لكل محاولات التشكيك أو الإساءة، موضحًا أن "الهجوم العشوائي على الأردن يتطلب ردًا منطقيًا ومنظمًا يعكس قوة موقفنا وتماسكه".
وتابع: "لسنا بحاجة لأن نرفع صوتنا دائمًا، لكن حين يتمادى البعض، لا بد أن نقف ونضع النقاط على الحروف. الدفاع وحده لا يكفي، أحيانًا يجب أن نهاجم، شريطة أن نستخدم الحقيقة سلاحًا".
وشدّد على أن الرد يجب أن يكون عقلانيًا ومدروسًا، بعيدًا عن العاطفة أو الفوضوية، قائلاً: "الرد السطحي والمنحط لا يخدمنا، بل يضعف موقفنا. نحن نملك الحقائق، ونملك المواقف، ونملك التاريخ، ولا نحتاج إلى أكثر من ذلك".
الأردن في وجه الابتزاز السياسي
وأجمع الضيفان على أن هناك جهات سياسية متضررة من الموقف الأردني تسعى لتشويهه، لأنها ترى في ثبات الأردن تهديدًا لاستراتيجياتها وخطابها السياسي.
وأكد المومني أن "الأردن يقف على الجانب الصحيح من التاريخ"، مشددًا على أن "كل شريف ومنصف يقدّر الوقفة الأردنية مع أهل غزة".
واختتمت الحلقة بالتأكيد على أن الدولة الأردنية ستواصل عملها دبلوماسيًا وإغاثيًا، رغم الضغوط وحملات التشكيك، وأن جميع هذه المواقف المشرفة ستُسجَّل في ذاكرة التاريخ، كدليل على صدق التزام الأردن بقضايا أمّته.