الباشا جهاد قطيشات... حضور متميز ووفاء لا يبهت

نبض البلد -

بقلم : ابو سليمان الجغبير

في حضرة الرجال الكبار، يتوقف الكلام عند من صنعوا المجد بصمت، وتركوا الأثر بلا ضجيج. وحين نُسجّل للوفاء عنواناً، وللأصالة شاهداً، وللرجولة معنى، نجد أنفسنا نقف بكل احترام أمام شخصية وطنية بامتياز… إنه الباشا جهاد قطيشات.

رجلٌ مضى عمره في خدمة الوطن، متسلحًا بالولاء، ومشدودًا بحبّ لا ينضب للأردن وقيادته الهاشمية. من ميادين الجندية، ومن ثرى الجيش العربي الأصيل، تخرّج الباشا قطيشات، حاملاً معه نهج الانضباط والإخلاص، وراسماً مسيرته بحروف الشرف والمسؤولية.

لكن طموحه لم يتوقف عند حدود البدلة العسكرية، فقد كان يؤمن أن للوطن أكثر من ساحة، وأكثر من جبهة. فدخل ميدان الرياضة بروح المقاتل، وإرادة القائد، وحكمة الإداري، وسرعان ما أصبح أحد أعمدتها في الأردن والعالم العربي.

رُشح بكل فخر رئيساً للاتحاد العربي للرياضة العسكرية، وهو تكريم لا يُمنح إلا لمن يستحق، ثم واصل عطاءه، عضواً في اللجنة الأولمبية الأردنية، ونائباً لسمو رئيسة اتحاد الكرة الطائرة، ونائباً لسمو الأمير فيصل بن الحسين، في مسيرةٍ عنوانها: العمل بصمت، والإنجاز بثبات.

"القطيشات" ليس فقط إداريًا ناجحًا أو عسكريًا سابقًا، بل هو قيمة وطنية وإنسانية. رجلٌ تجده دائمًا في الميدان، حاضرًا بابتسامته، كريمًا في تعامله، بسيطًا في حضوره، عميقًا في أثره. يجمع بين الحزم واللين، بين الهيبة والتواضع، بين العقل الراجح والقلب القريب من الناس.

من يعرفه، يعرف أنه من نسيج هذا الوطن، من أبناء الأرض الأوفياء، الذين ما باعوا مبدأً، ولا خذلوا وطنًا، ولا ترددوا يومًا في تلبية النداء.

وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نرفع أكفَّ الدعاء له بالتوفيق، ويبارك في جهوده ومساعيه النبيلة، وأن يمنحه دوام الصحة والعطاء، ومزيدًا من التقدّم والنجاح في مسيرته الحافلة التي نعتزّ بها، خدمةً للوطن وقيادته، في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني، وولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما...

دمتَ كما عهدناك… مثالاً يُحتذى، وركناً من أركان الثقة والإنجاز.