برنامج صيفي لذوي متلازمة داون.. مبادرة تطوعية تدمج الأطفال وتغذّي الحواس

نبض البلد -

أبو هزيم: البرنامج يتيح للأطفال من ذوي الإعاقة مشاركة ما يصنعونه من إنجازات مع أقرانهم

الأنباط – رزان السيد

في مشهد إنساني مؤثر، أطلق فريق العطاء التنفيذي التطوعي برنامجًا صيفيًا نوعيًا يستهدف الأطفال من ذوي متلازمة داون والإعاقات الذهنية، بهدف دمجهم في أنشطة تنموية وتعليمية وترفيهية تسهم في تعزيز قدراتهم الحسية والمعرفية، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتفاعل والاندماج المجتمعي.
البرنامج، الذي جاء بمبادرة ودعم ذاتي من مؤسس وقائد الفريق يزن أبو هزيم، يُنفذ بالتعاون مع إدارة الشرطة المجتمعية، ويعد واحدًا من النماذج المتقدمة في العمل التطوعي المتخصص، إذ يركز على إشراك الأطفال من مختلف مناطق المملكة دون تمييز، ضمن بيئة آمنة ومحفزة، تجمعهم بأقرانهم من الأطفال غير المصابين في تجربة فريدة من نوعها في مفهوم الدمج الشامل.
ويُذكر أن فريق العطاء التنفيذي التطوعي هو مجموعة شبابية أردنية غير ربحية، تأسست بهدف تنفيذ مبادرات مستدامة في مجالات التعليم، الصحة، ودمج ذوي الإعاقة، ويقوم عمله على مبدأ الشراكة المجتمعية والتطوع الذاتي.
محاور متعددة وأثر عميق
يرتكز البرنامج على محاور مدروسة تشمل تحفيز حواس البصر والانتباه والتركيز عبر أنشطة بصرية تفاعلية، واكتساب معارف جديدة من خلال ورش تعليمية مبسطة تراعي الفئات العمرية والقدرات الذهنية للمشاركين، إلى جانب تنمية المهارات الحركية الدقيقة كالتلوين، التقطيع، التركيب، والأعمال اليدوية.
كما يتضمن أنشطة تحفّز باقي الحواس: السمع، اللمس، والتذوق، ضمن بيئة تفاعلية جاذبة، تشجع على العمل الجماعي وتعزز روح الفريق وبناء الثقة بالنفس.
ويتيح البرنامج للأطفال ذوي الإعاقة مشاركة ما يصنعونه من إنجازات مع أقرانهم، ما يعزز مفاهيم القبول والتقدير والتفاعل الإنساني السليم في المجتمع.

تمكين ومشاركة مجتمعية
وأكد يزن أبو هزيم في حديثه لـ"الأنباط" أن إطلاق البرنامج جاء انطلاقًا من إيمان عميق بقدرات ذوي الإعاقة وحقهم في الحصول على فرص متكافئة في التعلم والنمو، بعيدًا عن التهميش أو العزل، مشددًا على أن الدمج هو حجر الأساس في بناء مجتمع متماسك لا يُقصي أحدًا.
وقال: "نحن نعتمد على تمويل ذاتي بالكامل، دون أي دعم خارجي، ونعمل من خلال شراكات محلية، أبرزها تعاوننا مع الشرطة المجتمعية التي وفرت بيئة آمنة ومساحة داعمة لأنشطتنا".
وأشار أبو هزيم إلى أن البرنامج مفتوح أمام جميع أطفال المملكة، مع إتاحة المشاركة للأهالي من مختلف المحافظات، ما يجعله مساحة وطنية شاملة تسعى إلى ترسيخ ثقافة الاحتواء والتمكين.
ودعا الجهات الرسمية والخاصة إلى دعم هذه المبادرات المجتمعية المستدامة، التي تنبع من داخل المجتمع وتعكس القيم الحقيقية للتكافل والتطوع والعمل الأهلي.

فعل لا شعار
وختم أبو هزيم حديثه قائلًا: "نحن في فريق العطاء نؤمن أن الدمج الحقيقي لا يكون بالشعارات، بل بالفعل والعمل الميداني. لذلك صممنا هذا البرنامج ليكون مساحة آمنة ومحفزة، يلتقي فيها الأطفال من مختلف القدرات، يتعلمون ويشاركون لحظات الفرح والإنجاز دون حواجز."
وأضاف برسالة مؤثرة: "رسالتي لكل ولي أمر، ولكل مؤسسة، ولكل شاب وشابة: مدّوا أيديكم لأطفالنا، آمنوا بقدراتهم، وكونوا جزءًا من بناء مجتمع أكثر رحمة وعدلاً وتقبلاً."


ويقدم الفريق خدماته منذ أكثر من 11 عامًا، حيث نفذ خلالها عشرات المبادرات التي استهدفت الفئات الأقل حظًا في مختلف مناطق المملكة، بجهود تطوعية خالصة، دون أي تمويل خارجي.