نبض البلد - أحمد الذيابات … رحيل العدسه التي عشقت ألاردن
بقلوبٍ يعتصرها الحزن ويشدّها الوفاء، أنعي رحيل ابن بلدتي والصديق الغالي، المصوّر الفوتوغرافي المحترف أحمد الذيابات، الذي لم يكن يحمل الكاميرا فقط، بل كان يحمل معها عشقًا لا يُضاهى للأردن… جمالاً، وأرضًا، وإنسانًا.
كان بعدسته فنانًا، وبعينه عاشقًا، وبنبضه وطنًا. جاب البلاد شمالًا وجنوبًا، لكنّ لإقليم الشمال حصة الأسد من صوره، ولموطن رأسه بُعدٌ لا يلتقطه إلا من زرع روحه هناك.
روّج للهوية الأردنية بأبهى تجلياتها، ونقل للعالم لقطاتٍ كانت أكثر من صور… كانت رواياتٍ مصوّرة تنطق بالتراب، وبالضياء، وبالعراقة. كانت صوره تعانق الغيم فوق عجلون، وتلامس ضوء الفجر في أم قيس، وتخلّد تفاصيل صغيرة لا يراها إلا من أحبَّ الأرض حتى صارت جزءًا من روحه.
وأشهر جمال الربيع في منطقة أم النمل التي غدت ـ بفضله بعد فضل الله ـ وجهة للسياح من الدول العربيه المجاورة، يقصدونها ليتنفسوا نقاءها، ويُطيلوا النظر في سحرها كما رآه بعدسته أول مرة… حين كان يرى بالجمال رسالةً، وبالطبيعة وعدًا لا يُخلف.
برحيله، خسرنا عدسةً لا تُعوّض، وصوتًا بصريًّا كان يعيد تعريف الجمال في وطننا، ويزرع في القلوب فخر الانتماء.
نسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يجعل ما قدّمه من جمالٍ في ميزان حسناته، وأن يربط على قلوب أحبّته ومحبيه، كما ربط هو قلوبنا بجمال هذا الوطن من خلال عدسته.
وداعاً أيها الصديق النبيل ….ستبقى لقطاتك حيه وذكراك ناطقةً بالنور
اللواء المتقاعد محمد بني فارس