نبض البلد - الأردن يسطّر حلم المجد المونديالي: بإشراقةٍ هاشميّةٍ عظيمة تضيء ليلة النشامى التاريخيّة
دانا خليل الشلول
في ليلة خالدة ستظل محفورة في ذاكرة الأردنيين للأبد، حقق المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم إنجازاً غير مسبوق، متأهلاً لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم 2026. جاء هذا الإنجاز المستحق بعد فوز كاسحٍ بثلاثة أهداف نظيفة على الشقيق المنتخب العماني في المباراة الحاسمة التي جمعت بينهما مساء أمس الخميس على ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي في مسقط.
لم تكن هذه المباراة مجرد لقاء كروي عابر، بل كانت فصلاً جديداً يُكتب بحروف من نور في سجل الرياضة الأردنية، لحظة ترقبها الملايين وتكللت بنجاح أبهر الجميع، وشهدت المواجهة حضوراً ملكياً بارزاً عكس الأهمية الوطنية لهذا الحدث، حيث حضر سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وإلى جانبه سمو الأميرة رجوة الحسين، وسمو الأمير هاشم بن عبدالله الثاني، وصاحبات السمو الملكي الأميرات إيمان بنت عبدالله الثاني وسلمى بنت عبدالله الثاني. هذا الحضور الملكي لم يشكّل دافعًا معنوياً هائلاً للاعبين وحسب، بل عكس أيضاً الدعم اللامحدود الذي تحظى به كرة القدم الأردنية من القيادة الهاشمية، مما عزز الروح التنافسيّة لـ"النشامى" داخل المستطيل الأخضر.
منذ صافرة البداية، فرض المنتخب الأردني سيطرته المطلقة على مجريات اللعب، مقدّماً أداءً تكتيكياً مميزاً ولياقة بدنية عالية، حيث بدأ "النشامى" عازمين على حسم بطاقة التأهل مبكراً، مستفيدين من الدعم الجماهيري الغفير الذي توافد إلى مسقط لمؤازرة منتخب بلادهم. ولم ينتظر المنتخب الأردني طويلاً لافتتاح التسجيل، حيث جاء الهدف الأول عبر اللاعب المتألق علي علوان من ركلة جزاء، ليُشعل حماس المدرجات ويمنح الأردن الأفضلية مع نهاية الشوط الأول.
ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الأردني زحفه الهجومي، مؤكداً تفوّقه الميداني، حيث تمكن علي علوان من إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 51، ليعزز من تقدم "النشامى" ويفرض سيطرته الميدانية بقوة، ولم يمضِ الكثير من الوقت حتى عاد علوان ليُسجل الهدف الثالث والأخير في الدقيقة 64، مُكملًا بذلك "هاتريك" تاريخي له، مؤكّداً فيه حسم الأردن لنتيجة المباراة بشكلٍ لا يقبل الشك.
وأخيراً، عقب إطلاق صافرة النهاية، عمت الفرحة أرجاء ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي، وامتدت الاحتفالات الحاشدة لتغمر جميع المدن الأردنية، وخرج الآلاف من المواطنين للاحتفال بهذا الإنجاز الذي تجاوز كونه فوزاً في مباراة كرة قدم ليصبح لحظة تاريخية فارقة في مسيرة الأردن، كما تحولت الشوارع إلى ساحات احتفال عفوية، مرددين الأهازيج الوطنية وأغاني الفوز، معبرين عن فخرهم بمنتخبهم الذي أثبت للعالم أجمع إرادة وعزيمة شعب بأكمله، وقدرة الشباب الأردني على تحقيق الأحلام الكبيرة، فقد جاء هذا الإنجاز ليزيد الفرحة فرحتين في الأردن، حيث تتزامن هذه اللحظة التاريخية مع حلول عيد الأضحى المبارك، مما يجعل الاحتفالات بهذا التأهل ذات طابع خاص ومضاعف، وكأنها عيدية مبكرة لجميع الأردنيين، فهذا التأهل هو تتويج لسنوات من العمل الدؤوب والتحضير المستمر، وهو ثمرة جهد جماعي من اللاعبين، والجهاز الفني والإداري، وبدعم لا محدود من القيادة الهاشمية التي لطالما أولت اهتماماً خاصاً بالقطاع الشبابي والرياضي، فمشاركة المنتخب الأردني في نهائيات كأس العالم 2026 تفتح آفاقاً واسعة لكرة القدم الأردنيّة، وتمنح اللاعبين فرصة لا تقدر بثمن للاحتكاك بالمنتخبات العالميّة واكتساب الخبرات على أعلى المستويات، كما يُعد هذا الإنجاز بمثابة دفعة قوية للرياضة الأردنيّة بشكل عام، وسيلهم الأجيال القادمة لتحقيق المزيد من النجاحات، بإيماننا أنّه بالعزيمة والإصرار والإيمان بالقدرات الوطنية، تتحقق أعظم الإنجازات.