نبض البلد - نعمت الخورة
أكدت مصادر دبلوماسية مطّلعة أن الإدارة الأمريكية بدأت فعلياً بتهيئة الأجواء السياسية والدبلوماسية لحضور الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والمقررة في سبتمبر/أيلول المقبل.
ويُتوقّع أن يُلقي الشرع خطاباً أمام الجمعية العامة، ليكون بذلك أول رئيس سوري يتحدث من على منبر الأمم المتحدة منذ أكثر من ستة عقود، حيث كانت آخر مشاركة لرئيس سوري في اجتماعات الجمعية العامة قد جرت في سبتمبر/أيلول 1967، عندما ألقى نور الدين الأتاسي خطاباً باسم سوريا.
التحضيرات الجارية في الكواليس تشمل تنسيقاً رفيع المستوى مع البعثة السورية الدائمة في نيويورك، وتواصلاً غير معلن مع عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، إضافة إلى إشارات مشجعة من بعض العواصم الأوروبية بشأن تخفيف القيود الدبلوماسية المفروضة على سوريا منذ اندلاع الصراع في عام 2011.
وبحسب المعلومات، فإن واشنطن ترى في مشاركة الشرع خطوة نحو "انفتاح منضبط” على النظام الجديد في دمشق، الذي تولّى السلطة بعد مرحلة انتقالية داخلية معقدة. ويأتي هذا التمهيد الأمريكي ضمن إطار أوسع من النقاشات الجارية حول إمكانية إعادة دمج سوريا تدريجياً في المجتمع الدولي، بالتوازي مع مطالبات حقوقية بربط أي خطوات سياسية بحزمة من الإصلاحات، ومحاسبة مرتكبي الجرائم خلال السنوات الماضية.
ورغم أن الإعلان الرسمي عن المشاركة لم يصدر بعد من الجانب السوري، إلا أن مصادر مقربة من الرئاسة في دمشق لم تنفِ وجود دعوة رسمية لحضور الشرع، معتبرة أن "التوقيت بات مناسباً لسوريا كي تستعيد موقعها الطبيعي في المنظمات الدولية”.
يذكر أن الرئيس السوري نور الدين الأتاسي شارك في الدورة الثانية والعشرين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 1967، حيث ألقى خطاباً تضمن مواقف دمشق إبان نكسة حزيران، وكان الظهور الأخير لرئيس سوري على المنصة الأممية حتى اليوم.
