الحوادث المرورية.. استنزاف للأرواح والمواجهة تحتاج تعزيز التوعية

نبض البلد -

 

الهاتف يتسبب بـ 44% من حوادث السير في المملكة

المعايطة: 13 مليون وفاة و500 مليون إصابة متوقعة في 2030 بسبب حوادث السير

الأنباط-اية شرف الدين

لا يختلف اثنان على أن حوادث السير من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة لما تسببه من خسائر بشرية ومادية كبيرة إلى جانب تأثيرها السلبي على التنمية المستدامة والسلامة العامة.

وفي محاولة للحد من هذه الآفة، يُحيي العالم في الرابع من أيار من كل عام "يوم المرور العالمي”، بهدف تسليط الضوء على خطورة حوادث الطرق، والتأكيد على أهمية الالتزام بقواعد المرور وتعزيز الوعي المجتمعي حول السلوكيات المرورية الصحيحة.

وفي الأردن تتواصل الجهود للتقليل من حوادث السير عبر تعزيز الأنظمة المرورية وتكثيف الرقابة على الطرق، ونشر ثقافة السلامة بين السائقين والمشاة.

ولتسليط الضوء على الجهود المحلية للحد من حوادث المرور، استضاف برنامج سكرول "الصباحي" عبر شاشة الأنباط رئيس قسم الدراسات المرورية في إدارة السير المقدم فؤاد المعايطة، والذي تحدث عن يوم المرور العالمي باعتباره فرصة للتنبيه من خطورة حوادث المرور وما يترتب عليها من خسائر بشرية ومادية تؤثر على التنمية المستدامة.

وأشار إلى تقرير منظمة الصحة العالمية الذي يُظهر أن حوادث المرور تتسبب بوفاة نحو 1.2 مليون شخص سنويًا حول العالم وبمعدل 15 وفاة لكل 100 ألف شخص وبمعدل وفاتين وأكثر كل دقيقة، متوقعًا 13 مليون وفاة 500 مليون إصابة في العالم بسبب حوادث السير في عام 2030.

وأكد المعايطة أن السبب الأول لوفاة الشباب والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و29 عامًا هو حوادث المرور.

وبين أن في يوم المرور العالمي نستذكر الخسائر البشرية والمادية التي سببتها حوادث السير، حيث يشارك الأردن العالم احتفالاته بهذا اليوم إلى جانب مشاركته في أسبوع المرور العربي، مشيرًا إلى أن الفعاليات شملت تنظيم احتفال رئيسي يتضمن عرض قصص حقيقية لضحايا الحوادث وتقديم أفلام توعوية تبرز جهود الإدارات المرورية، إضافة إلى تنظيم مشاهد تمثيلية توضح السلوكيات الخاطئة أثناء القيادة وتكريم السائقين المتميزين والبلديات والمحافظات الأكثر التزامًا بالسلامة المرورية ومع تنظيم معارض مرورية وزيارات للمدارس والجامعات، حيث تم توزيع منشورات وبث رسائل توعوية عبر الرسائل النصية واللوحات الإلكترونية.

وكشف المعايطة أن عدم أخذ الاحتياطات اللازمة ومن المشتتات ومن ضمنها استخدام الهاتف أثناء القيادة وعدم الانتباه وتغيير المسجل الإذاعي كانت سبب 44% من الحوادث في 2024، تلي تلك الأسباب مخالفات المسارب بنسبة 22%، ثم عدم التقيّد بأولويات المرور بنسبة 10%.

وأشار إلى أن الحوادث الصدمية تشكل النسبة الأكبر من الحوادث في الأردن (57%)، تليها حوادث التدهور (36%)، ثم الدهس (5.4%)، مبينًا أن الإحصائيات أظهرت أن 97% من الحوادث تعود لعوامل بشرية، فيما تُشكل أخطاء المركبة والطريق النسبة المتبقية.

وحول دور التكنولوجيا في الحد من الحوادث، أشار المعايطة إلى أهمية استخدام كاميرات المراقبة لرصد مخالفات مثل عدم ارتداء حزام الأمان واستخدام الهاتف أثناء القيادة، موضحًا أن التطور التكنولوجي ساهم بشكل ملموس في تحسين سلوك السائقين وتقليل الإصابات.

وفي ختام حديثه، شدد المعايطة على ضرورة تكاتف الجهود بين الأسر، والمدارس، والجهات الحكومية للحد من حوادث السير، مؤكدًا أهمية التشريعات الصارمة، مثل تعديل قانون السير لعام 2023، في تحسين السلامة المرورية وتقليل الخسائر على الطرق.