زيارة ترامب إلى الخليج.. رسائل سياسية واقتصادية وتحولات في خريطة التحالفات

نبض البلد -

الحديد: اختيار الخليج كوجهة أولى لترامب يحمل دلالات واضحة على الأولويات الجديدة

الأنباط - محمد شاهين

في أولى زياراته السياسية بعد عودته إلى الواجهة، يتجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دول الخليج العربي في جولة تعكس رسائل سياسية وأمنية واقتصادية محورية، وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة.
برنامج قراءة المشهد عبر شاشة "الأنباط"، استضاف الصحفي والمحلل السياسي زيدون الحديد، لبحث أبعاد هذه الزيارة وأثرها المحتمل على المنطقة.
وأكد الحديد أن اختيار الخليج كوجهة أولى لترامب يحمل دلالات واضحة على الأولويات الجديدة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

تثبيت الحضور الأمريكي
يرى الحديد أن زيارة ترامب تأتي لترسيخ الدور الأمريكي في الخليج، من خلال تعزيز التحالفات التقليدية مع دول كالسعودية والإمارات وقطر، مشيرًا إلى أن واشنطن تسعى لإعادة التموضع في المنطقة في مواجهة النفوذ الإيراني، وتأكيد التزامها بأمن الخليج.
وأضاف الحديد أن: "الولايات المتحدة بعثت برسائل مباشرة من خلال تصريحات ترامب الأخيرة حول تسمية الخليج بـ'الخليج العربي' بدلًا من 'الفارسي'، في خطوة تُقرأ باعتبارها تحديًا سياسيًا لإيران".

أبعاد أمنية واقتصادية
وأكد الحديد أن للزيارة أبعادًا اقتصادية بالغة الأهمية، أبرزها توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة والدفاع، إلى جانب استثمارات ضخمة متوقعة من قبل الصناديق السيادية الخليجية في السوق الأمريكي.
وقال: "نتحدث عن مشاريع للطاقة المتجددة، وتحديث في البنى التحتية، وتبادل للتقنيات الدفاعية، وهذا ما سيشكّل عماد الاتفاقيات المُنتظرة".

غزة خارج الأولويات
وعن ملف غزة، أشار الحديد إلى أنه ليس ضمن الأولويات الأمريكية في هذه الزيارة، رغم التصعيد المتواصل في القطاع، وأضاف أن واشنطن تنظر إلى الملف الفلسطيني من زاوية أمنية- اقتصادية، معتبرًا أن أي مساعدات أمريكية لغزة ستكون مشروطة بعدم وصولها إلى حركة حماس.

الاتفاق مع الحوثيين
وفي سياق الحديث عن تهدئة إقليمية، كشف الحديد أن الاتفاق غير المعلن مع الحوثيين، بوساطة عمانية، يهدف إلى تأمين زيارة ترامب للمنطقة، مشيرًا إلى أن واشنطن لا تسعى لتوسيع المواجهة العسكرية، بل لضبط الإيقاع الأمني قبل التحرك الاقتصادي.

الصين وروسيا تراقبان
وحول ردود الفعل الدولية، أوضح الحديد أن الصين وروسيا تتابعان الزيارة عن كثب، حيث ستحاول بكين تعزيز نفوذها الاقتصادي في الخليج، بينما ستسعى موسكو إلى استثمار التوترات لتثبيت أوراقها الإقليمية، خصوصاً في الملف السوري وأزمة أوكرانيا.

ملف إيران النووي
وحول الملف النووي الإيراني، أكد الحديد أن الجمود الحالي في المفاوضات سببه تعقيد الشروط المتبادلة، موضحاً أن طهران باتت قريبة من نسبة تخصيب 60% لليورانيوم، وهو ما ينذر بتصعيد محتمل إذا لم تُكبح هذه الخطوات.

التطبيع ليس مطروحًا
نفى الحديد أن يطرح ملف التطبيع مع إسرائيل على طاولة النقاش خلال زيارة ترامب، مستندًا إلى مواقف صريحة من السعودية وقطر برفض أي تطبيع لا يتضمن حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية وفق مبادرة الدولتين.

استثمارات ضخمة متوقعة
وعلى الصعيد الاقتصادي، قدّر الحديد حجم الاستثمارات الخليجية المرتقبة خلال هذه الزيارة بأنها قد تتجاوز نصف تريليون دولار، مشيرًا إلى أن دول الخليج بدأت فعليًا في البحث عن بدائل اقتصادية بعيدًا عن الاعتماد الكامل على النفط، لا سيما في ظل خطط التحول الوطني.

موقف الأردن
وختم الحديد حديثه بالإشارة إلى الدور الأردني المحوري في مواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الجهود الهاشمية والمصرية كانت حاسمة في وقف محاولات تهجير أهل غزة، بما فيها ما سُمي سابقًا بـ"صفقة القرن".