تطوير الثانوية العامة ...واقع وتحديات

نبض البلد -
المستشارة والكاتبة التربوية : د.ريما زريقات
سعدت كثيرا حين تم العمل على تطوير الثانوية العامة وكنت من أوائل من كتبوا عن هذا الموضوع وكيف سيعالج قلق الاختبار لدى الطلبه وكيف سيخفف العبء على أولياء الأمور وعلى وزارة التربية  ، وأن بنوك الأسئلة التي سيتم تطبيقها في الامتحان الالكتروني ستوفر الوقت والجهد والتكلفة وتسهل عملية التصحيح وتحليل النتائج والبيانات ويمكن للطالب أخذ أكثر من فرصة لاعادة الامتحان ، وكتبت هل تستطيع الوزارة أن تكون جاهزة نهاية هذا العام ، العام الدراسي لتطبيق الامتحان الالكتروني دون أن يكون هناك عبء أو معيقات من الناحية التقنية وجاهزية المراكز الامتحانية ؟! لكن للأسف صرحت وزارة التربية والتعليم أن الامتحان الوزاري للصف الأول الثانوي سيكون ورقيا ، السؤال ألم يكن هناك تغذية راجعة مستمرة وتقويم وليس تقييم لمراحل الأداء والانجاز ؟ ألم يكن هناك تحليل وادارة للمخاطر ؟ ألم يكن هناك خطط بديلة لاجراء اللازم من حيث الجاهزية التقنية والالكترونية ؟
حقيقة بذلك الامتحان التقليدي عدنا لما كنا عليه سابقا ولم نحقق الغاية المرجوة تماما من تطوير الثانوية العامة ، السبب القرار المتخذ الذي لم تتم صناعته كما هو مطلوب .
دعوني أطرح الملاحظات التالية : انشغال الوزارة والميدان بامتحانين وزاريين من شهر حزيران لغاية شهر آب وبعدها بدء العام الدراسي الجديد مباشرة ، وهناك أمور كثيرة لا بد أن تنجز في هذه الفترة مثل التعيينات وترجمة الحال وتحديد المراكز والنقل الداخلي والخارجي وجاهزية المدارس وصيانتها والكتب المدرسية والأنشطة اللاصفية والبرامج الصيفية المتعلقة بالادارات المختلفة وخاصة رياض الأطفال ، العبء الاضافي الذي ستتحمله الوزارة لعقد الامتحان التقليدي الورقي وتكلفته العالية ، أيضا كوادر لمراقبة عقد الامتحان والتكلفة المترتبة عليها ، استلام الأسئلة وحفظها في الغرف المخصصة ، الحاجة للمصححين والتكلفة المترتبة على مراكز التصحيح وووو هناك مراكز تصحيح لمرتين متتاليتين ، السؤال : هل وفرنا جهد ووقت ومال ؟ هل حققنا واحد من مسوغات تطوير الثانوية العامة ؟
ثم لنتحدث عن الورقة الامتحانية : هل سيحقق جدول المواصفات المبني صدق المحتوى ؟ هل سيحقق ويوفرالامتحان الصور المتكافئة ؟! هل سيكون هناك معامل تمييز وصعوبة متوفر في الورقة الامتحانية من خلال الصور المتكافئة ؟ هل تبقى المفردة الاختبارية كما هي سابقا ؟ هل نزيل قلق الاختبار الورقي للطلبة ؟ هل نزيل رهبة الامتحان ؟ وهذا أيضا من مسوغات التطوير .
الجهات المتعاونة مع وزارة التربية والتعليم تقنيا وأمنيا ، ألن يكون عليها عبء لذلك ؟ 
الأهم متى سيأخذ الطالب فرصته في إعادة الامتحان ؟! كما سمعت أنه فرصة الاعادة فقط في الامتحان التكميلي مابين الفصلين ، هل سينشغل الطالب باعادة مباحث الأول ثانوي خلال انشغاله بمباحث التوجيهي ؟ هل يتمكن الطالب من تذكر معلومة درسها بعد شهور ، أعتقد أننا أثقلنا على هؤلاء الطلبة ، أيضا سيكون التكميلي لجميع فئات الطلبة سواء الدورة الصيفية أو الخاصة أو المعيدين أو رفع المعدل ، ألا يشكل هذا عبئا اضافيا وتكلفة عالية ؟!
حقيقة نحن بحاجة لضبط أمور عديدة حتى يصبح تطوير الثانوية العامة قيمة مضافة وانجاز عظيم أسوة بالبرامج الاجنبية ونحقق الغاية المرجوة منه ، كل أمنيات التوفيق لطلبتنا الأعزاء ،  وللحديث بقية ......