العناني: الكيان الصهيوني مرشح قوي للضلوع بانفجار بندر عباس
عايش: الآثار الاقتصادية لانفجار الميناء ستكون تراكمية ومرتبطة بالعقوبات
الأنباط – مي الكردي
الغموض ما زال يكتنف ضلوع الكيان الصهيوني بانفجار ميناء رجائي في مدينة بندر عباس الإيرانية، والذي وقع تزامنًا مع الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران.
ويُعد ميناء الشهيد رجائي في مدينة بندر عباس، أهم المناطق الاقتصادية في إيران ومسؤول عن 85% من إجمالي عمليات التحميل والتفريغ التي تتم في الموانئ الإيرانية، وبحسب وكالة أنباء "إرنا" الرسمية، فالميناء أكبر وأكثر موانئ الحاويات في إيران تطورًا.
وكشفت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري، أن الانفجار الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس جنوبي إيران، السبت، نتج عن "سوء التعامل مع شحنة من الوقود الصلب المخصص لصواريخ باليستية".
ونفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، وجود أي مواد عسكرية في ميناء رجائي بعد تداول تقارير إعلامية تُفيد بوجود بيركلورات الصوديوم، وهي مادة رئيسية تستخدم في الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب.
في حين أفاد إعلام إسرائيلي أنه في 30 آذار، وصلت سفينة شحن إيرانية إلى ميناء بندر عباس، وعلى متنها 24 حاوية من بيركلورات الصوديوم.
الخبير السياسي والوزير الأسبق جواد العناني أفاد لـ"الأنباط" بإمكانية أن يكون العدو الصهيوني وراء انفجار الميناء رغم عدم وجود دليل قاطع، مُبينًا أن الانفجار وقع إما بفعل إسرائيل أو المعارضة الإيرانية، مقللًا من احتمالية ضلوع المعارضة لعدم وجود مصلحة لها بهذا الشأن.
وأوضح أن الكيان الإسرائيلي يبقى عنصرًا قويًا في هذه الدائرة، مرجحًا النظرية التي تقول إن إسرائيل ضربت ميناء بندر عباس لتؤكد أنها قادرة على القيام بأمر ما بنفسها رغم معارضة أميركا لهذا المجال"، لافتًا إلى أنه نوع من "المرجلة الكاذبة".
ومن جهة أخرى، أوضح الخبير الاقتصادي حُسام عايش، أن الآثار الاقتصادية لانفجار بندر عباس ستكون تراكمية بالنظر إلى العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تُمارسها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إيران وتشمل صادرات النفط.
وأشار إلى احتمالية تأثير الانفجار على المفاوضات غير المُباشرة بين واشنطن وطهران بشأن اتفاق نووي جديد، مُبينًا أن الولايات المتحدة تحاول أن تبقي الضغوط الاقتصادية على إيران عند الحد الأقصى في سبيل الحصول على تنازلات إيرانية في الملف النووي أو في علاقتها المتدهورة مع أذرعها في المنطقة العربية.
وتطرق عايش إلى وجود محاولة لدفع إيران لـ"الابتعاد عن المشهد" وقطع علاقتها بحلفائها في العراق، لبنان، واليمن، خصوصًا بعد تضرر طهران بعد تغير النظام في سوريا والضربات الأمريكية على الحوثيين.
وأشار إلى أن تزامن الانفجار والضربة الإسرائيلية للضاحية الجنوبية يشي بأن إسرائيل تُريد أن تقول "أننا نحنُ الذين فجرنا الميناء ونتابع ذلك بضرب الضاحية الجنوبية".
وتضرر الموانئ الإيرانية نتيجة الانفجار يضيف بُعدًا استراتيجيًا للعقوبات المفروضة على إيران بالنظر إلى أن هذه الموانئ التي تستخدم للتجارة الإيرانية من جهة ولتصدير النفط الذي يتعرض لعقوبات اقتصادية امريكية من جهة أخرى، بحسب عايش.
ووصف عايش انفجار رجائي بالمؤلم اقتصاديًا ويحمل في طياته معانٍ كامنة ترجح توقع تنازل إيران بشأن عقد اتفاق نووي فيه عائد اقتصادي.
وأكد أن الآثار الاقتصادية واضحة على إيران من قبل الانفجار، حيثُ أن الدولار الأمريكي أصبح يُساوي مليون ريال إيراني، مُضيفًا أن الضغوط التضخمية والمعيشية رُبما تسبب انفجارات في الوضع الداخلي الإيراني.