نبض البلد - الدكتور : محمود المساد
إن الوطن الذي نحب، يتعرض في هذه الأيام أكثر من غيره من بلاد العرب للتهديد، وتشويه الهُوية ممن لا يعرفون معنى الوطن، ولا عمق هويته، واتساق مواقفه طيلة المئة عام التي مرّت عليه. ولست أعرف سبب ذلك، هل هو الجهل بالتاريخ، أم التجاهل المتعمد لتاريخه العروبيّ، النقيّ المشرّف.
فلقد.تصدى لهذا الإجحاف بحقه، فئة من النخب، فكانوا في معظمهم كما المحامي الضعيف، غير الموثوق لقضية عادلة، واضحة الحق، والمضامين وضوح الشمس في رابعة النهار.
لقد كانت ندوة دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة التي قدّمها في منتدى الحموري الثقافي بعنوان: السردية الأردنية في ظل التحولات الإقليمية، مساء السبت الماضي بفندق إياس، البلسم، وماء الحياة في توضيحه معنى الوطن، وتشرب أبنائه لحبّه، والانتماء إليه، والإحساس به، والتأثر الموجع لجراحه. فكان يتجاوب مع توجهاته الهاشمية ذات الجذور الممتدة عبر تاريخه العربي؛ مستثمرا الكفاءات العربية من النخب المناضلة في إدارة الدولة، و بناء الجيش العربي المصطفوي، من أجل تحقيق المشروع الهاشمي الوحدوي للنضال، و الدفاع عن قضاياه، والذود عن الأرض أمام المشروع الصهيوني الذي كان يقف على تفاصيله وأهدافه المسمومة.كما أكد الروابده على الهُوية الأردنية الجامعة التي يتوجب على الأردنيين جميعا من شتى الأصول، والمنابت أن يصطفوا حولها وتحت مظلتها هي وحدها على الجغرافيا الأردنية.
إننا اليوم وقبل الغد في حاجة ملحّة إلى هذا الرجل الموسوعة القوي المقنع في الدفاع عن الوطن، ولحمته الوطنية أمام التشكيك، والطعن في خاصرته من أبناء جلدته، ومن المتربصين به من خارجه؛ لتشكيل حائط الصدّ الذي يسند قائده الذي لم يدّخر جهدا في الدفاع عن ثراه.
عاش الأردن عاليا، وعاش الوطن حِمًى آمنا، وعاش القائد رمزا. والتحية والإكبار لجيشه الجيش العربي، وأجهزته الأمنية الأبيّة المختلفه.