نبض البلد -
خلال مؤتمر جامعة عمان العربية
بخيتان والعزة يسلطان الضوء على السمات الشخصية وعلاقتها بإدمان الهواتف الذكية بين المراهقين الأردنيين
ضمن فعاليات المؤتمر الطلابي العلمي الدولي الأول الموسوم ب "نحو إبداع معرفي وجيل قيادي متميز"، والذي نظمته كلية العلوم التربوية والنفسية في رحاب جامعة عمان العربية ( مسرح المئوية) يومي 15-16/ نيسان/2025 تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد الوديان رئيس جامعة عمان العربية وبحضور قنصل مملكة البحرين الأستاذة شوق عبدالله الكعبي.
تقدم الباحثان الدكتور رامي بخيتان من جامعة لاغونا الإسبانية والدكتور سامر العزة اختصاصي في الإرشاد النفسي بدراسة متميزة تتناولت العلاقة المعقدة بين السمات الشخصية الخمس الكبرى وظاهرة إدمان الهواتف الذكية، تحديدًا بين المراهقين في الأردن. والتي تم نشرها وترجمتها للغة الإنجليزية والإسبانية.
الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو استقصاء العلاقة بين السمات الشخصية الخمس الكبرى وإدمان الهواتف الذكية بين المراهقين الأردنيين. وسعت الدراسة إلى تحديد أي من أبعاد الشخصية يعد مؤشرًا قويًا على السلوكيات الإدمانية المرتبطة بالهواتف الذكية، بالإضافة إلى تقديم رؤى يمكن أن تساعد في تطوير تدخلات مستهدفة.
من خلال التحليلات الإحصائية الدقيقة للعلاقات والارتباطات، برزت نتائج مثيرة للاهتمام. أظهرت النتائج أن سمة العصابية (Neuroticism) ترتبط إيجابيًا بإدمان الهواتف الذكية، مما يشير إلى أن الأفراد ذوي المستويات المرتفعة من العصابية يكونون أكثر عرضة لتطوير سلوكيات إدمانية تجاه هواتفهم الذكية كالية للتكيف مع المشاعر السلبية. وعلى العكس من ذلك، كان هناك ارتباط سلبي بين سمة الضمير (Conscientiousness) وإدمان الهواتف الذكية، مما يدل على أن الأفراد ذوي المستويات العالية من الضمير يكونون أقل عرضة لإدمان الهواتف الذكية. لأنهم يعطون الأولوية للمسؤوليات وإدارة الوقت.
تسلط هذه النتائج الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه السمات الشخصية في تشكيل أنماط استخدام الهواتف الذكية بين المراهقين. وبناءً على ذلك، أكدت الدراسة على ضرورة تنفيذ تدخلات مخصصة ضمن المجالات التعليمية والعيادية لمعالجة هذه المشكلة المتزايدة بين المراهقين. من خلال تعميق الفهم حول كيفية تفاعل العوامل الشخصية مع إدمان الهواتف الذكية.
وقد أشار الدكتور سامر العزة الذي ترأس جلسة العلوم الاجتماعية والانسانية والتربوية الى أن استخدام الهواتف الذكية أصبح أمرًا شائعًا بين المراهقين، لكن الاستخدام المفرط يثير مخاوف بشأن الإدمان وتأثيراته السلبية على الصحة النفسية، والأداء الأكاديمي، والتفاعل الاجتماعي لدى المراهقين، ويتزامن التبني السريع للتكنولوجيا مع تزايد المخاوف السلوكية المرتبطة بالإفراط في استخدام الهواتف الذكية. مع التفهم أن الهواتف الذكية أصبحت أدوات أساسية للتواصل، والترفيه، والتعليم بين المراهقين. ومع ذلك، فإن الاستخدام المفرط وغير المنظم للهواتف الذكية يمكن أن يؤدي إلى ضغوط نفسية، وتدهور أكاديمي، ومشكلات اجتماعية متعددة، علاوة على ذلك، يمتد التفاعل بين السمات الشخصية واستخدام التكنولوجيا إلى ما هو أبعد من الهواتف الذكية، ليشمل منصات التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية..
كما أكد العزة على توصيات الدراسة بإجراء أبحاث مستقبلية طويلة المدى لدراسة التغيرات في الشخصية وتأثيرها على الإدمان بمرور الوقت، بالإضافة إلى مقارنة النتائج بين الثقافات المختلفة. والتركيز على التدخلات الوقائية والعلاجية في تعزيز المهارات التنظيمية والإدارة العاطفية لدى المراهقين.
ومن الجدير بالذكر، شاركت عدة جامعات أردنية وعربية وأجنبية في هذا المؤتمر واشاد المشاركون بجهود جامعة عمان العربية وعميدة كلية العلوم التربوية والنفسية د. وفاء العيد وفريقها الإداري والأكاديمي بقيادة أ.د سهيلة بنات لدعمهم وحرصهم على متابعة وحضورالجلسات وبإتاحة الفرصة للطلاب للمشاركة في اللجان التحضيرية والتنظيمية والعلمية والمالية والأبحاث ليكون لهم مؤتمرهم الخاص بهم ودوره في تعزيز إبداعهم المعرفي والقيادي والذي ينسجم مع التوجيهات الملكية السامية للارتقاء بالبحث العلمي والشباب.