العلم الأردني: تجسيد للوحدة الوطنية والتنمية الشاملة برعاية هاشمية في مادبا

نبض البلد -
العلم الأردني: تجسيد للوحدة الوطنية والتنمية الشاملة برعاية هاشمية في مادبا
 بقلم: الدكتورة هبة حدادين
يحتل يوم العلم الأردني مكانة فريدة في قلوب كل الأردنيين، إذ يتجاوز كونه مجرد احتفال براية ترفرف في سماء الوطن ليصبح تجسيدًا حيًا لمعاني الوحدة الوطنية العميقة، والاعتزاز بالإرث الهاشمي الأصيل، واستلهام قيم العطاء والإنجاز التي لطالما تميز بها الأردنيون. وفي محافظة مادبا، تلك البقعة الأردنية الأصيلة التي تحتضن بين جنباتها تاريخًا عريقًا وطبيعة خلابة ساحرة، يكتسب هذا اليوم بعدًا إضافيًا من الأهمية، حيث يتجلى الأثر الإيجابي للرعاية الهاشمية في دفع عجلة التنمية الشاملة وتمكين المجتمع المحلي بكل فئاته. وكما عبر جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عن هذه المعاني السامية بقوله: "علمنا هو رمز وحدتنا وهويتنا الوطنية، وهو مصدر فخرنا واعتزازنا بوطننا الأردني."

إن قصة نشأة العلم الأردني متشابكة بشكل وثيق مع تاريخ الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي، طيب الله ثراه، تلك الثورة التي قامت على مبادئ الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية. وقد استلهم تصميم العلم الأردني من راية تلك الثورة المباركة، ليحمل ألوانها ورموزها المعبرة عن تاريخ الأمة العربية المجيد وطموحاتها المستقبلية. ومنذ تأسيس الدولة الأردنية الحديثة، أولى الهاشميون اهتمامًا بالغًا بالعلم، إدراكًا منهم لدوره المحوري كرمز للسيادة والاستقلال، ودافع قوي للعمل الجاد والمخلص من أجل بناء الوطن وتقدمه. وكما أكد جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، على هذه الأهمية بقوله: "العلم هو الراية التي نلتف حولها، وهو الرمز الذي يوحدنا ويجمعنا على قلب رجل واحد."

لقد حظيت محافظة مادبا، شأنها في ذلك شأن سائر محافظات المملكة الأردنية الهاشمية، برعاية واهتمام خاصين من لدن القيادة الهاشمية الحكيمة، الأمر الذي كان له أبلغ الأثر في تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات الحيوية. ويمكن إبراز هذا الأثر الإيجابي من خلال تسليط الضوء على الإنجازات المتحققة في المجالات التالية:

في مجال التنمية الاقتصادية، عملت الرعاية الهاشمية على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي الواعد، وتطوير البنية التحتية الأساسية، مما ساهم بشكل فعال في توفير فرص العمل لأبناء المحافظة وتحسين مستوى معيشتهم بشكل ملحوظ. وكما يؤكد جلالة الملك عبد الله الثاني على الأهمية القصوى للتنمية الاقتصادية بقوله: "التنمية الاقتصادية هي الأساس الذي نبني عليه مستقبلنا، وهي الطريق الأمثل لتحقيق الازدهار والرفاه لأبناء شعبنا."

أما في مجال التنمية الاجتماعية، فقد تجلى الأثر الهاشمي في تعزيز دور المرأة والشباب، ودعم المؤسسات التعليمية والثقافية الرائدة، وتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية المتكاملة، مما أدى إلى بناء مجتمع متماسك ومنتج، قادر على مواجهة التحديات والمضي قدمًا نحو التقدم. وفي هذا السياق، يشدد جلالته على الدور المحوري للشباب والمرأة في التنمية بقوله: "شبابنا هم ثروتنا الحقيقية، وتمكين المرأة هو مفتاح التنمية الشاملة."

وفي مجال الحفاظ على التراث الثقافي، فقد أولت القيادة الهاشمية اهتمامًا كبيرًا بالمواقع الأثرية والتاريخية المنتشرة في مادبا، والحفاظ على الفسيفساء الفريدة التي تشتهر بها المحافظة على مستوى العالم، وتشجيع الصناعات التقليدية الأصيلة، مما ساهم بشكل فعال في الحفاظ على الهوية الثقافية المتميزة للمحافظة ونقلها للأجيال القادمة. وكما يشدد جلالته على الأهمية البالغة للحفاظ على التراث بقوله: "تراثنا هو هويتنا، وهو الجسر المتين الذي يربطنا بماضينا العريق ويقودنا بثقة نحو مستقبلنا المشرق."

وانطلاقًا من موقعي كمديرة عامة لمؤسسة مساواة للتدريب وحقوق الإنسان، وكعضو في مجلس الأمن في محافظة مادبا، أود أن أؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز قيم المواطنة الفاعلة والمشاركة الإيجابية، والمساهمة الفعالة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. ونحن في مؤسسة مساواة للتدريب وحقوق الإنسان نكرس جهودنا للمناصرة وتمكين النساء والفئات الأكثر هشاشة في المجتمع في جميع القطاعات، وتعزيز حقوق الإنسان الأساسية، وبناء قدرات المجتمع المحلي، بما ينسجم بشكل كامل مع رؤية القيادة الهاشمية الحكيمة وتطلعات أبناء الوطن الأوفياء. وكما نؤمن في مؤسستنا إيمانًا راسخًا، فإن "التنمية الحقيقية هي التنمية التي تضع الإنسان في صميم اهتماماتها، وتعمل على تحقيق طموحاته وتطلعاته."

وختامًا، فإن يوم العلم الأردني يشكل مناسبة وطنية غالية على قلوبنا جميعًا، نعبر من خلالها عن فخرنا واعتزازنا بوطننا الأردني العزيز وقيادتنا الهاشمية الحكيمة، ونؤكد على عزمنا الصادق على مواصلة العمل الجاد والمخلص من أجل بناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا لأجيالنا القادمة. وفي محافظة مادبا، نستلهم من هذا اليوم الوطني المجيد قيم الوحدة الوطنية الراسخة، والعطاء الإنساني النبيل، والإنجاز المتميز، ونؤكد على دورنا الفاعل في تحقيق التنمية المستدامة والنهضة الشاملة في ربوع محافظتنا، تحت ظل الراية الهاشمية الخفاقة التي ترمز إلى عزتنا وكرامتنا. وكما قال جلالة الملك عبد الله الثاني: "نحن الأردنيين، يدًا واحدة وقلبًا واحدًا، نسير نحو المستقبل بعزيمة وإصرار، وعلمنا يرفرف عاليًا في سماء العزة والكرامة."