تسخير الحيوانات لاستصلاح الأراضي.. لماذا لا نستفيد من تجربة الأرانب ريكس؟

نبض البلد -

 

مزارعون لـ"الأنباط": الأردن نموذج مثالي لاستخدام هذه التقنية

فرص كبيرة لتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال هذا الأسلوب

 

الأنباط - رزان السيد

 

لطالما كانت الصحراء رمزًا للجفاف والقحط، لكن تقنيات الزراعة الحديثة والابتكارات البيئية بدأت تظهر إمكانية تحويل هذه الأراضي القاحلة إلى واحات خضراء، وكانت إحدى التجارب المثيرة التي اعتمدت عليها الصين في محاولاتها لتخضير أراضيها الصحراوية هي استخدام أرانب ريكس في عملية إعادة تأهيل التربة وتحسين جودتها.

ووفقًا لهذه التجربة، فإن الأرانب ريكس، نوع من الأرانب التي يتم تربيتها في بيئات صحراوية بفضل قدرتها على التأقلم مع الظروف القاسية، وفي هذه التجربة تمت الاستفادة من الأرانب كعامل بيئي لإعادة تأهيل الأراضي الصحراوية، إذ يتم تربية الأرانب في أقفاص خاصة تتيح لها تناول الأعشاب والنباتات البرية، ثم تُستخدم فضلات هذه الأرانب في تقوية التربة.

وفي هذا السياق، أوضح المزارع محمد الفهد أن هذا الأسلوب يعتبر نوعًا من الزراعة المستدامة حيث تغذى التربة بمواد عضوية غنية بالنيتروجين، ما يساعد في تحسين خصوبتها وزيادة قدرتها على احتجاز الماء، مشيرًا بأن هذه العملية تبدأ بزراعة نباتات معينة تتحمل الجفاف في مناطق صحراوية، ويسمح للأرانب ريكس بالتغذي عليها.

وأوضح أنه خلال ذلك تتفاعل فضلات الأرانب مع التربة لتغنيها بالمواد العضوية التي تحسن من بنيتها، ما يعزز قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة، إضافة إلى ذلك يساهم تحرك الأرانب في الأرض في تهويتها وتفكيكها، ما يسهل نمو النباتات وتكاثرها.

وأكد الفهد خلال حديثه لـ"الأنباط" أن الأردن يعتبر من الدول التي تواجه تحديات كبيرة في قطاع الزراعة بسبب الجفاف وقلة الموارد المائية، ويمكن أن يكون مثالًا جيدًا لاستخدام هذه التقنية، ويمكن أن تكون المناطق الصحراوية في الجنوب والشرق الأردني مثل مناطق المفرق ومعان مواقع مثالية لتطبيق تجربة الأرانب ريكس.

وفي رأي معاكس، أكد المزارع يزيد خلف، أن هذه التجربة رغم ضمان نجاحها إلا أنه من غير الممكن تطبيقها في الأردن، نظرًا لعدم توفر الأرانب بكثرة، إضافة إلى عدم اهتمام الجهات المختصة بمثل هذه التجارب، قائلًا": "حتى الحيوانات تستطيع تعمير الأرض.. لكن تحتاج من يسمعها".

وبيّن أن هناك العديد من التحديات التي يجب معالجتها، ومن أبرز هذه التحديات هو التأكد من قدرة الأرانب أو الحيوانات التي يمكن استبدالها بدلًا من الأرانب، على التكيف مع البيئة الأردنية، بالإضافة إلى الحاجة لتوفير الرعاية اللازمة لهذه الحيوانات في ظروف مناخية قد تكون شديدة الحرارة والجفاف.

كما أشار خلال حديثه لـ"الأنباط"، إلى أن هناك فرصًا كبيرة لتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال هذا المشروع، حيث يمكن إنشاء مشاريع زراعية مستدامة تعزز الإنتاج الزراعي وتساهم في توفير فرص عمل للأردنيين، خصوصًا في المناطق الريفية والبدوية.

في الختام، فإن تحويل الصحراء إلى واحات خضراء عبر تقنيات مبتكرة مثل استخدام الحيوانات، يمكن أن يكون خطوة هامة نحو تحقيق الأمن الغذائي في الأردن، ومع التوجهات العالمية نحو الزراعة المستدامة، يمكن أن تصبح هذه التقنية جزءًا من الحلول البيئية والاقتصادية التي قد تساعد في تخفيف آثار التصحر في العديد من المناطق.