نبض البلد -
عايش: الذهب قد يتجاوز حاجز 3200 دولار للأونصة
16% ارتفاع الذهب في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي
الأنباط - مي الكردي
يواصل نجم المعدن الأصفر بالسطوع خلال العام الحالي متصدًرا قائمة المستفيدين من التوترات التجارية والأوضاع الجيوسياسية بسلسلة ارتفاعات قياسية باعتباره الملاذ الأكثر أمنًا وصمودًا أمام الأزمات.
وفي ظل هذه الظروف يتخذ الذهب من عوامل الضغط الاقتصادية والسياسية دفعة ليسجل قفزات صعودية، مُحققًا بها بعض التوقعات ومخترقًا غيرها بمساراتٍ مُستقبليةٍ تتنبأ بمسيرة متواصلة من الارتفاعات تتجاوز حاجز 3200 دولار.
وفي وقت يرى خبراء أن المعدن الأصفر سيستمر بالصعود، إلا أن احتمالية حدوث فقاعة ذهبية واردة لتصحيح هذا المسار ليسجل الانخفاضات.
وحقق الذهب ذروته القياسية عند 3057 دولار للأونصة بدعمٍ من التوترات الاقتصادية التي خلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحرب الرسوم الجمركية، لترسم ملامح الحرب ضبابيةً اقتصاديةً دفعت عددًا من مستثمري العملات المشفرة للعودة إلى الذهب مثبتًا منعته من أي انزلاقاتٍ تضخمية أو انكماشية في الاقتصادات العالمية.
ويرى الخبير الاقتصادي حسام عايش، أن المجال الصعودي أمام أسعار الذهب مازال مفتوحًا، متوقعًا استمرار ارتفاعه مدعومًا بجملة من الأسباب وهي حالة عدم اليقين، موضحًا أن المراوحة في هذه الحالة تتعلق بتثبيت أو تخفيض أو رفع أسعار الفائدة، واستمرار توجه البنوك المركزية العالمية نحو شراء الذهب، إضافة لأسباب تتعلق بقدرة العملات المشفرة على أن تكون بديلًا أو ملاذًا آمنًا، مُشيرًا إلى تحول الكثيرين ممن توقعوا أن تواصل العملات المشفرة ارتفاعها للاستثمار بالذهب بديلًا عنها.
وبين أن ارتفاع أسعار الذهب كان أمرًا متوقعًا بشكل كبير والتوقعات تذهب اليوم إلى احتمالية تجاوز الذهب حاجز 3200 دولار للأونصة، في وقت يتحدث بهِ خُبراء آخرون عن ارتفاعات تفوق هذه القيم، لافتًا إلى وجود توقعات متطرفة سادت في الفترة الأخيرة حول صعود الذهب إلى 3500 دولار وأكثر.
وأشار عايش في حديثهِ لـِ"الأنباط"، إلى أننا اصبحنا نتحدث عن ارتفاع أسعار الذهب بشكل مُستدام، مُبينًا أن ذلك لا يعني عدم انخفاضها، وقد تثبت لفترة من الوقت ثم تُعاود حركتها صُعوديًا، مؤكدًا أن الذهب أمام حالة مستمرة من الارتفاع.
ونوه الى إمكانية حدوث "فُقاعة ذهبية"، بالنظر إلى أن هذهِ الارتفاعات المتواصلة لابد أن تصل إلى حد مُعين، موضحًا أنه لا يمكن لأسعار الذهب مواصلة الارتفاع إلى "مالا نهاية"، حيثُ لابد من وجود عملية تصحيح لأسعار الذهب في النهاية.
ودعا عايش المستثمرين والمراقبين أن ينتبهوا إلى أن مواصلة ارتفاع أسعار الذهب دون حدود وتكسير التوقعات للأسعار يحمل في طياته مخاطر وفقاعات.
وبين أنه منذُ بداية العام الحالي ارتفع الذهب بحوالي 15% - 16%، والعام الماضي ارتفع بحوالي 27%، لافتًا إلى أن هذه الارتفاعات تتجاوز 40% بالجمع بين العام الماضي و3 شهور الأولى من العام الحالي، إذ تُنبئ هذه الأسعار بمسيرة الذهب المتواصلة بالارتفاع.
وأشار إلى أن مسارات أسعار الذهب تمتلك مجالات لمزيد من الارتفاعات، نظرًا إلى الضبابية الاقتصادية وعدم وجود خطط خروج من الأزمات الاقتصادية العالمية وتحديدًا الرسوم الجمركية، لافتًا إلى وجود مخاوف تُنذر بحدوث ركود وانكماش في اقتصاديات عالمية مختلفة.
ولفت إلى أن هذه الأسباب تدفع إلى مزيد من التحوط الذي يُعد أبرز عناوينه شراء الذهب أو الاحتفاظ به، حيثُ بالنظر إلى اتجاهات أسعار الفائدة العالمية فإنها لم تستقر بعد.
وبين أن تثبيت أسعار الفائدة من الفيدرالي الأمريكي تدل على أن الأوضاع الاقتصادية في أمريكا غير مستقرة وأن احتمالات تغير أسعار الفائدة صعودًأ وتباطؤ الاقتصاد الأمريكي كُلها تؤدي إلى حالة غير مستقرة في الاقتصاديات العالمية وهو ما يعتبر بيئة حاضنة لارتفاع أسعار الذهب.