وسائل التواصل الاجتماعي.. نقلة من الترفية إلى التسويق

نبض البلد -

البطش: "لينكد إن" أداة فاعلة لتعزيز فرص العمل والتواصل المهني

العساف: وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت رافعة من روافع الشركات

الخزاعي: الإفراط في استخدام مواقع التواصل يسبب العزلة والتوتر

الأنباط-عمر الخطيب

في ظل التسارع بالتحول الرقمي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن أداة حيوية تعزز الاقتصاد الرقمي وتوفر فرصًا جديدة للأعمال والتوظيف.

وتزايد استخدام المنصات الرقمية فلم يعد دورها مقتصرًا على الترفيه فقط وإنما امتد ليشمل التسويق الإلكتروني وريادة الأعمال والعمل الحر، وعلى الرغم من الفوائد الكبيرة التي يواجها الاقتصاد الأردني إلا أن هناك العديد من التحديات التي تتعلق بالبنية التحتية الرقمية والتشريعات والمنافسة العالمية.

ويوضح استشاري الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي المهندس هاني البطش أن الأردنيين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للجمع بين الترفيه والأعمال، حيث تُستخدم منصات مثل يوتيوب وفيسبوك وإنستغرام بشكل واسع للترفيه، بينما يتزايد استخدامها في التسويق وبناء العلامات التجارية وبيع المنتجات، مؤكدًا أن إنستغرام أصبحت أداة رئيسية للتسويق الإلكتروني في حين يُعتمد على لينكد إن لبناء الشبكات المهنية والبحث عن فرص العمل.

وأكد البطش أن زيادة مستخدمي "لينكد إن" يشير إلى أن العديد من الشباب والباحثين عن العمل يستخدمون المنصة بشكل متزايد وهذا النمو يعكس أهميته كأداة فعالة في توفير فرص العمل والتواصل المهني،وأن المنصة تتيح للمستخدمين بناء شبكات مهنية أي "البحث عن وظائف" والتفاعل مع أصحاب العمل حتى يعزز فرصهم في الحصول على وظائف مناسبة، منوهًا إلى أن هذه الزيادة تدعو إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية لضمان توفير خدمات إنترنت سريعة وموثوقة وتحسين البنية التحتية الرقمية يمكن أن يدعم استخدام منصات مثل "لينكد إن" بشكل أكثر فعالية، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي وخلق المزيد من فرص العمل.

وفي ما يتعلق بـدور وسائل التواصل الاجتماعي في خلق فرص عمل رقمية، بين البطش أنها تلعب دورًا حيويًا في خلق فرص عمل رقمية من خلال توفير منصات للأفراد والشركات للتسويق الرقمي والترويج لمنتجاتهم وخدماتهم، مما يفتح آفاقًا للعمل الحر.

وأكد أن أفرادًا تمكنوا من إنشاء متاجر إلكترونية عبر منصات فيسبوك وإنستغرام، بالإضافة إلى تقديم دورات تدريبية عبر يوتيوب ولينكد إن لـ تعزيز المهارات الرقمية وتسهيل التواصل بين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل عبر منصة لينكد إن، هذه الأدوات تساهم في تحويل الأفراد إلى رواد أعمال رقميين مما يعزز الاقتصاد الرقمي ويخلق فرص عمل جديدة.

وبين أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا محوريًا في خلق فرص عمل رقمية حيث توفر منصات للتسويق والترويج ما يسهل العمل الحر، موضحًا أن الأفراد أنشأوا متاجر إلكترونية عبر فيسبوك وإنستغرام وقدموا دورات تدريبية عبر يوتيوب ولينكد إن لتعزيز المهارات الرقمية، كما تساهم هذه الأدوات في ربط الباحثين عن عمل بأصحاب العمل عبر لينكد إن، مما يحول الأفراد إلى رواد أعمال رقميين بالإضافة إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي وتوفر فرص عمل جديدة.

ولتعزيز البنية التحتية الرقمية، أكد البطش الحاجة لتحسين سرعة وانتشار الإنترنت، خاصة شبكات (5G) وجعلها ميسورة التكلفة، بالإضافة إلى دعم الابتكار الرقمي عبر حوافز للشركات الناشئة وتعزيز التعليم الرقمي وتطوير تشريعات تحمي البيانات وتعزز التجارة الإلكترونية، مشيرًا إلى أن الاستثمار في المنصات السحابية سيساهم في جعل الأردن مركزًا إقليميًا للاقتصاد الرقمي.

وحول أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الشركات الصغيرة والمتوسطة في الأردن، بين خبير الاقتصاد الدكتور غازي العساف أن وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر رافعة من روافع الشركات بهذا الحجم في العالم بشكل عام لأن هذه المنصات توفر مزايا لشركات صغيرة تحديدًا من خلال تخفيض تكاليف التسويق، تكلفة الترويج والإعلان للمنتجات مشيرًا إلى أن التكلفة أصبحت أقل بـ كثير من وسائل الإعلان التقليدية فـ تخفيض التكلفة هذا يعتبر فائدة كبيرة لهذا النوع من الشركات.

وأضاف العساف أن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في توسيع نطاق الأسواق للشركات الصغيرة والمتوسطة، ما يتيح لها الوصول إلى شرائح أكبر من المستهلكين في مناطق جغرافية أوسع، كما تعزز هذه المنصات مرونة الشركات عبر تخفيض التكاليف وتوسيع فرص النمو في الأسواق المحلية والعالمية.

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني نتيجة الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الإجتماعي، لفت العساف إلى أن الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي يواجه عدة تحديات منها زيادة المنافسة مع المنتجات العالمية بسبب انفتاح المجتمع فضلًا عن الفجوة الكبيرة بين تسارع التكنولوجيا وزيادة عدد المستخدمين من جهة وعدم مواكبة التشريعات والأطر التنظيمية من جهة أخرى، بالإضافة إلى وجود فجوة في المهارات الرقمية بين الأجيال، مما يخلق تحديات إضافية في الاقتصاد الرقمي.

وأشار إلى أن توسع مواقع التواصل الاجتماعي سيكون أحد أبواب توسع الاقتصاد غير الرسمي أو الاقتصاد الخفي الذي لا يمكن للدولة مراقبته ويؤثر في إيرادات الدولة وقدرتها على مراقبة الأسواق لأنها أحد أدوات تعزيز الاقتصاد الخفي غير الرسمي.

ومن ناحية السياسات الحكومية التي يمكن تبنيها، أكد العساف ضرورة أن تواكب التطورات في منصات التواصل الاجتماعي من خلال تحديث الأطر التشريعية بما يضمن حقوق البائع والمشتري في المعاملات التجارية عبر هذه المواقع، مؤكدًا ضرورة دعم البنية التحتية الرقمية عبر تحسين سرعات الإنترنت وتوسيع التغطية بالإضافة إلى تسريع انتشار تقنيةG5 وتقليل تكاليف الإنترنت.

وفيما يتعلق بالجانب الاجتماعي، أوضح الخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي أن الأردن يعد من أكثر الدول على مستوى الوطن العربي والعالم استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي، ونسبة الذكور الذين يستخدمون الإنترنت تتجاوز 52% والإناث 48%. وأكثر استخدامات الأردنين للإنترنت هي لأغراض المحادثة وإرسال الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وحذر الخزاعي الشباب من الإفراط في استخدام مواقع التواصل الإجتماعي وعدم الاستخدام لـساعات طويلة للإنترنت وعدم تبديل الأولويات.

ويبلغ مستخدمي الإنترنت في الأردن 10.7 مليون شخص بنسبة انتشار نسبته 92.5 %، فيما بلغ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي 6.45 مليون بزيادة 70 ألف مستخدم خلال عام 2024.