مرصد طيور العقبة ومسار ريشة أيلة بيئتان مهمتان لاستراحة الطيور العابرة للمملكة

نبض البلد -

رحاحلة لـ"الأنباط": العقبة تقع على أحد أهم مسارات هجرة الطيور في العالم

اعداد فريق الأنباط: يارا بادوسي، دينا محادين، عمر الخطيب، آية شرف الدين، محمد شاهين، زيد مبيضين، عثمان السعودي، ليث حبش، رجائي البلبيسي

مسارات محددة، وخطط استراتيجية، ورحلات دورية، هذا هو نهجُ الطيور المهاجرة التي تنتقل من شمال الكوكب إلى جنوبه سنويًا.

موسمان رئيسان لهجرة الطيور، في الخريفِ تتجه من آسيا إلى إفريقيا، وفي الربيع تعود إلى مناطقها الأصلية، ولا شيء من ذلك يحدث بشكلٍ عشوائي، بل بترتيب وشكل محدد ومدروس.

ولمعرفة المزيد عن عالم الطيور، قابلت "الأنباط" مدير مرصد الطيور في العقبة المهندس فراس رحاحلة، الذي شرحَ أسباب الهجرة، حيث أنه بموسمِ الخريف تُهاجر الطيور هربًا من الشتاء البارد في آسيا للوصولِ إلى إفريقيا لقضاء الشتاء هناك لوفرة الغذاء.

وأكد الرحاحلة أنه يوجد في أوروبا وآسيا وأفريقيا ثلاث مسارات رئيسية لهجرةِ الطيور، ونحن نقع على واحدٍ من هذه المسارات وهو مسارُ حفرة الإنهدام والذي يمتد من تركيا شمالاً حتى كينيا جنوبًا، مضيفًا أن المسار يعد ثاني أهم مسار لهجرة الطيور في العالم حيث يعطي المكان قيمة كبيرة جراء عبور ملايين الطيور للمسار خلال هجرتها في الذهاب والإياب، بالإضافة أن هذه الطيور تحتاج إلى الاستراحة والتزود بالغذاء حتى تستطيع إكمال هجرتها، وإذا لم تتوفر هذه الاستراحات ستنتهي حياتها.

وأشار الى أن مرصة طيور العقبة ومسار ريشة أيلة هما بيئتان مهمتان لاستراحة الطيور المهاجرة خلال عبورها للأردن عبر ثاني أهم مسار لهجرةِ الطيور في العالم حتى تنتقل إلى إفريقيا أو تعود منها، فهذه المنطقة هي آخر استراحة للطيورِ المهاجرة قبل الدخول لإفريقيا وأول استراحة للطيور المهاجرة عند العودة عبر بوابةِ العقبة.

وبين أن العقبة تسمى بمنطقةِ عنق الزجاجة في علم الطيور، لأنها تربط بين قارتين في ممرٍ ضيق وقصير من المياه، وهو خليج العقبة ، وهذه الأهمية الكبرى التي أوجدت القيمة المثالية لمرصةِ طيور العقبة ومسار ريشة أيلة وتم تسليط الضوء عليها للاستفادة منها كمنتج سياحي بيئي، مبينًا أن هناك سياحة اسمها سياحة مراقبة الطيور وهي من أنواعِ السياحة المستدامة وهي من أكثرها نموًا ورواجًا في العالم.

وأشار إلى تقاريرٍ دولية تؤكد أن القيم الاقتصادية لسياحة مراقبة الطيور بلغت زهاء 41 مليار دولار سنويًا ما بين تكاليف الإقامة والسفر والمعدات وتكاليف أخرى، وفي بداية هذا القرن مع بداية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة كان هناك رؤية استشرافية للاستفادة من هذه المناطق المهمة للطيور المهاجرة التي تتخذها للاستراحة.

وتابع أن الطيور لا تفضل العبور فوق المسطحات المائية والمحيطات والبحار بمسافة طويلة، مشيرًا إلى أنها تأتي إلى العقبة ليصبح الأمر لديها أسهل حيث تتجه على إفريقيا من خلال العبقة باتجاه سينا أو تكمل من العقبة باتجاهِ مناطق جنوب إفريقيا توازيًا مع سواحل البحر الأحمر حتى تصل إلى باب المندب في جنوبِ المملكة العربية السعودية واليمن لتنتقل بعدها إلى إفريقيا.

ولفت إلى التشاركية الجميلة بين المؤسسات المختلفة المعنية بالطيور، مشيرًا إلى وجودِ علاقة تشاركية بين الجمعية الملكية لحماية الطبيعة كإدارة لمرصد الطيور وشركة واحة أيلة للتطوير وهذه التشاركية بدأت منذ العام 2013 لتقييم أهمية البيئات المستحدثة في مشروع واحة أيلة للطيور المهاجرة كمناطقٍ لاستراحة هذه الطيور فبعد مضي عشر سنوات من عمليات الرصد تم الوصول إلى تسجيل قائمة كبيرة جدًا من أنواعِ الطيور العابرة وهذا يشير إلى غنى هذه المنطقة وأهميتها للطيور المهاجرة.

وأضاف الرحاحلة أن نسبة الطيور النادرة العابرة بلغت ما نسبته 41% على مستوى الأردن، وتم تسجيل أنواع طيور غريبة، منها آكل المحار والقزم، وهذه مؤشرات حيوية تثري القيمة الطبيعية والاستدامة والحماية لهذه الأنواع المختلفة من الطيور في منطقة العقبة على وجه الخصوص، لافتًا إلى تحويلِ محطة التنقية لموقع مهم جدًا للطيور، حيث يأتي الزوار من كل مناطق العالم للاستمتاع بمشاهدة أنواع جميلة ومتعددة من الطيور.