حتى لا يضيع الدور تحت وهج التصريحات الرنانة في اتفاق غزة
كتب – محرر الشؤون السياسية
بتوقيع اتفاقية وقف اطلاق النار, بين المقاومة الفلسطينية في غزة, وحكومة اليمين الصهيوني, يكون فصل من الصراع, قد توقف, لالتقاط الانفاس, ومراجعة المواقف , وحتى لا يكون التركيز على طاولة المفاوضات ومن جلس عليها فقط, واغفال دور من اسند ومنح هذه الطاولة جزء من قوتها واوراق تفاوضها, نقول بالفم الملآن, والصوت الهادر, ان الاردن ملكا وديبلوماسية وشعبا, كان شريكا رئيسا في تحقيق هدف طاولة المفاوضات, وتحقيق طموح الغزيين بوقف حرب الابادة عليهم.
ونبدأ من لحظة الحرب الاولى, يوم كان الصوت الاردني هادرا, على لسان الملك عبد الله الثاني, لنصرة الحق الى درجة وضع كثير من الاردنيين, اياديهم على قلوبهم من جرأة التصريحات وقوتها, ولم يقف الملك عند حد التصريحات, بل تابع جولاته في كل عواصم القرار, واعاد العقل الى سكته لدى كثير من العواصم التي انداحت بعيدا في ادانة المقاومة الفلسطينية حد دعشنتها, واسهمت الملك رانيا العبدالله, بتصريحات ومقابلات في اعادة البوصلة الانسانية الى صوابها, بتصريحات لا تقل جرأة, وكان ولي العهد حاضرا ومجليا, ونجح لسان الديبلوماسية الاردنية ايمن الصفدي, في اثارة الاعجاب بحسن منطقه وصلابة موقفه.
لم يكتف الاردن بمثلثه الذهبي, عرش وجيش وشعب, بالتصريحات وتصليب مواقف عواصم تراخت اعصابها, بعد الهجمة الكونية على المقاومة الفلسطينية, وعاد الكون الى ايام احداث سبتمبر البغيض, فكان الملك على طائرة كسر الحصار, ثم الاميرة الهاشمية, مشاركين اسود الجيش العربي, رحلة ايصال المساعدات الغذائية والطبية, لتثبيت صمود الغزيين, الصامدين والقابلين من الحياة ربعها او اقل, وكان القدر الاردني يفور بكل خير, وكانت الشوارع تهدر بكل ما هو قومي نبيل.
لم نجلس كدولة, على طاولة المفاوضات, لكننا كنا سببا, في تصليب ارجلها كي تصل الى الاتفاق, الذي يتغنى به كثيرون, كان دورهم سيكون اقل من محدود, لولا صلابة الموقف الاردني وتصليبه لمواقفهم, سيكون للنصر الاف الاباء نعم, ولكن ثمة حقيقة يجب ان تحضر في هذا النصر, اسمها الاردن الابي, وكلمة سر للصلابة اسمها عبدالله الثاني, وحاضنة لم تخذل ربها وملكها اسمها الشعب الاردني.