الانباط – قصي ادهم
هدأ جنون الدم, وستصمت المدافع والطائرات, وسيرتاح اللحم الغزي قليلا وربما طويلا, لكن الحديث سيكون هو الاقوى والابرز, حديث الحق, لا احاديث الرماد والمناكفات, ومع صمت المدافع وازيز الرصاص, سيبقى الحاضر في المشهد, صوت الحق والحكمة, الذي نطق به الاردن عاليا ومجلجلا, على لسان الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبدالله ,وحديث ولي العهد الامين, وتصريحات وجولات وزير الخارجية ايمن الصفدي.
وما بين الحديث وزَبد الحديث, سبقى دور القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي- وهو يمسح الجراح ويداوي المجروحين هوالحضور الابهى والابرز, ولا ننسى حضور الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية, التي اوصلت كل ما يَقيم أود اهل غزة, ويمّكن مؤسساتها الطبية من تقديم خدماتها, جوا وبرا, وبكل وسيلة ممكنة وغير ممكنة, فكانوا السند والعزوة, وكانوا الامل والنخوة, دون انتظار كلمة شكر, ودون عدسة كاميرا او ميكرفون موصول بمرضعة سياسية.
نرقب اليوم الذي يفرح فيه الفلسطيني, فهو فرح اردني, كان واضحا مع كل هتاف شق عنان السماء, في شوارع وميادين عمان والمحافظات, التي لم تكل يوما او جمعة عن الهتاف لغزة وفلسطين, فكان مثلث الوطن مكتملا, عرش وجيش وشعب, وقفوا على قلب رجل واحد, ملك جاب الدنيا وجلب القوة لمنطق الحق, وجيش حمل الوعدد وما إنفك, وشعب صبر ودعم وشارك, ولم يتحجج بضيق اليد او بازمة عظامه منها تصطك.